الخميس، يوليو 14، 2011

من قاعات الجامعة إلى ساحات الثورة .. الطلاب في صدارة الثورات


يوميات الثورة - موقع الطالب المتميز
في يوم 15 يناير خرج مجموعة من طلاب جامعة صنعاء يهتفون: «من تونس حتى صنعاء ثورة من أجل الأمعاء» كان ذلك بعد سقوط الرئيس لتونسي مباشرة .. كانت أحلام ثورية تتبلور في وجدان الشباب بعيداً عن الجميع. تواصلت بعدها المظاهرات الطلابية التي رفعت السقف إلى ما لا نهاية.
كانت مظاهرات الطلاب مسنودة بشخصيات حقوقية بعدها بدأ النفس الثوري يتجذر في نفوس الشباب وهم يرون الشعوب العربية رسمت طريق الخلاص بأيدي الشباب وكانت طريق عبور أفرزت هذه المظاهرات الطلابية ما بات يعرف بساحة التغيير كساحة جامعة للثورة الطلابية الشبابية الشعبية لكنها تحمل رمزية جامعة صنعاء.
الطلاب كانوا أصحاب المبادرة، يتذكرون وهم يتجولون بين مئات الآلاف في المخيمات الأيام الأولى التي كانوا فيها بعدد أصابع اليد أو أكثر بقليل ثم تكاثرت هذه الأعداد يوماً بعد يوم والتحم بها كل فئات المجتمع.
وعند تتبع بداية خيوط الثورة الطلابية ستجد المشهد الذي بدأ فيه الطلاب يرسمون فيه أشياء كبيرة تحت خيمة قطنية متوسطة الحجم يتناقشون ويتحاورون ويضعون أفكار كبيرة ربما تفوق أفكار الكبار وتسبقهم بكثير، فعبد الجليل الحقب من أبناء الضالع وهشام المسوري من أبناء ريمة إلى جوار كمال حيدرة وشادي ياسين من تعز يتناقشون مع شاذلي البريهي وهمدان وشهاب الشرعبي ويضعون خارطة طريق للوطن بأيد شبابية وطلابية ككيان طلابي يتحمل مسؤولياته باعتباره عاملاً مهم من عوامل نجاح الثورة.
الصحفي والحقوقي وجدي السالمي الذي ترك مدينة تعز والجامعة والتحق بركب الثورة هو الآخر لا ينفك من تحذير الشباب من التخاذل، وفي الجهة المقابلة للخيمة كان سلمان الحميدي يتذكر مع محمد الجرادي رفقاء درب اليوم الأول من مثل وصامد وسميح ومحمد القاسم وهشام المسوري ومراد السعيدي وفخر العزب وميزار الجنيد وهاني الجنيد والعمرين القاضي والنهمي وعبدالإله الطاهش ومحمد الشرعبي وشادي ياسين ومراد العريفي وشهاب الشرعبي، يتذكرون اليوم الذي تم فيه اعتقال محمد المقبلي ورداد السلامي والاعتداء على توكل كرمان وبشرى الصرابي وعيدروس النقيب، ذلك اليوم الذي خرج فيه الطلاب من جامعة صنعاء باتجاه السفارة التونسية ثم تعاقبت الأيام يوما بعد يوم وساندهم في الأيام التالية أحمد سيف حاشد حتى تبلورت الثورة في الوجدان الجمعي اليمني وكان طلاب جامعة صنعاء شيئاً مهماً في الثورة، وللعلم أن غالبية الكيان الطلابي الذي بات يعرف بالثورة الطلابية اللشبابية (15 يناير) كلهم بين معتقل وجريح ومعتدى عليه والبعض منهم تعرض للاعتقال والاعتداء مرات عديدة وقد تم اعتقال شاذلي أكثر من مرة وأصيب إصابة بليغة نقل على إثرها العناية المركزة، كذلك تم الاعتداء على شهاب الشرعبي ومحمد المقبلي للمرة الثانية في القاع أثناء ذهابهم للسفارة المصرية وتعرض هشام المسوري لجرح طفيف وتم الاعتداء على محمد الجرادي أثناء عودته إلى سكنه وتم اعتقال عبدالباسط الشاجع وعدنان اللاحجي والاعتداء على عبدالهادي العزعزي على طول خط الانتفاضة الطلابية الشبابية التي صنعت ساحة التغيير ومعها كل فئات المجتمع الأحرار من الشباب والقبائل والمجتمع المدني، غير أن طلاب جامعة صنعاء رمموا خاطرهم المكسور بعد أن وجدوا إلى جوارهم أبناء الشعب كافة بعد أن كانوا وحيدين يترصدهم البلاطجة في بوابة جامعتهم كل يوم ويتتبعونهم في كل شارع وفي كل حي ضربا بالرصاص الحي والهراوات والجنابي كما لو أنهم كائن غريب في غابة يحكمها ملك الغاب.
يعيش طلاب جامعة صنعاء في ساحة التغيير والى جوارهم لوحات نضالية متعددة للوحات الشبابية والسياسية والقبلية تحمل مدلولات غاية في الروعة كلها تسعى لهدف واحد: إسقاط نظام الفرد الواحد الذي يتحكم بمصير الملايين ويتعامل مع الطلاب بطريقة فجة ومؤلمة لأسباب غير معروفة.
ربما يصنع الشباب الشيء الذي يعتبره الكبار مستحيل أو ضربا من الخيال والقادم يؤكد صحة ذلك فعزيمة الشباب لا تخور ووتيرة نضالهم ترتفع يوما بعد يوم، نزلوا إلى الشارع ولن يرجعهم إلى منازلهم إلا الهدف الذي نزلوا من أجله ونادوا به من البداية، ووجهوا نداء إلى بقية زملائهم من طلاب الجامعات وكافة شرائح المجتمع للانضمام إلى ساحة التغيير التي تكتظ بمئات الآلاف يوماً بعد يوم في مشهد بديع جداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق