الجمعة، مايو 04، 2012

( قراءة ومقاربة عن الواقع السياسي اليوم ) .

ملف  - إعداد : يوسف الدعاس 

قليلون هم من يشدون انتباهك حينما يتحدثون عن علم الاجتماع السياسي والثورات القديمة والحديثة ، ونماذج مختلفه من تغييرات لانظمة مستبده ، و قوانين سنن التغيير ، وبالذات عندما يستعرضون نموذج ثورات مصر ، تونس ، جنوب افريقيا ، والصين . ومن هؤلاء الدكتور منصور الزنداني والسياسي محمد الصبري الذي كان لنا شرف حضور
الندوة السياسية التي تحدثوا فيها عن قراءات للواقع السياسي اليوم وكان من بين الحضور اعضاء مركز فكر الاعلامي ، و الكاتب والناشط قاسم اليوسفي ، والشاعر عبد الكريم العواضي ، والعديد من شباب الثورة .والان نترككم مع خلاصة ما دار في الندوة :
                                    
       مشكلة بقاء صالح
تحدث في البداية السياسي محمد الصبري في وقفات عابرة ومعبره عن مشكلة بقاء صالح في البلد المشكله التي اصبحت تؤرق الجميع وحتى بعض الدول الصديقة وبالذات تلك التي تفكر في استضافته كونها تواجه راي عام قوي مشحون بالغضب ضده بشكل كبير
ويمثل عائق لدى اي دولة تفكر باستضافته وقد تابعنا وراينا ماحدث خلال فترة بقائه في نيو يورك وكيف كان الراي العام والمسيرات والاعلام تحاصرة ولم يستطيع حتى الانتقال من فندق الى اخر وشكل احراج كبير لصناع القرار هناك .
لكن الصبرى نبه الى وجه اخر لمشكلة صالح هنا تخص بعض رعاة المبادرة الخليجية وقد ارتكبوا حماقة استراتيجية بعدم اهتمامهم بمسألة خروج صالح من اليمن وتجاهلو بسؤ نيه واحسن نيه انه سيشكل عامل قلق ومضر بامن البلد والمنطقة بافتعال مشاكل وخلق بؤر توترات هنا وهناك للضغط على الحكومة الانتقالية وإرباك مسار العملية السياسية برمتها .
وفي قراءة للمشهد من زاوية ثالثه ترى بعض الدوائر الاستخبارتيه والامنيه بأن بقاء صالح يمثل عامل ضغط تستثمره لان المرحلة تعتبر مرحلة تأسيس مصالح وبناء علاقات فتريد انتزاع ما تقوى عليه في هذه الظروف الحرجة كونه بعد ذلك سيصعب لاحقآ الحصول على مكاسب استراتيجية كما هو الوضع اليوم .
وشدد بان جوهر المشكلة اليوم هو في بقاء صالح في اليمن مذكرا بما جرى في عهد قريب في بقاء المخلوع مبارك في شرم الشيخ ومنها بداء يعبث بالاستقرار والأمن الامر الذي هدد ثرةالشعب المصري ولم تهداء الامور الامنية الا بعد وضعه في السجن.
                         نهاية الطغاة في مسار الثورة الكبرى
اشار الصبري الى نهاية تبدو غريبه لصالح قياسا بما جرى في ثورات اخرى وستعرض الصبري 3 نماذج ثوريه انهت مصير الطغاة والمستبدين :
النموذج الاول : النهاية الجسدية ( التصفية ) كما في في الثوره الانجليزيه والفرنسيه والروسيه.
النموذج الثاني : االهروب والمحاكمه الغيابيه كما في حالة الثوره الصينيه والايرانيه وزين الهاربين بن على مؤخرا..
النموذج الثالث : نموذج العفو والنفي ،

كما في حالة الملك المصري
( الفاروق ) الذي انتهى به المطاف الى المنفى .وليس واضح اى نهايه سيختارها صالح لنفسه واين سيسير بقدميه قياسا على النماذج السابقه..
                                الفوز و استحقاقات النصر
يقول الصبري عن ان خروج الناس الى الشوارع هو بحد ذاته فوز كبير والشعب اعلن فوزه من اول يوم خرج فيه رافضآ للظلم والاستبداد ولكن للنصر استحقاقات اخرى فإذا ما وصل الناس الى مرحلة التأهل للنصر استحقوا النصر اى انه لا بد هنا من تأهيل المجتمع لمرحلة النصر والذي يتلوها مرحلة البناء .
الارض مهيئه في الوقت الراهن للحرث والغرس والا نبت فيها الاشواك والاشجار الضارة اذا لم يتم غرسها باشجار نافعه ومثمره .
ولا بد من انتظار مرحلة النصر بعد المرور بمحطة الصبر الذي نحن الان فيها (الصبر الجميل ) بعكس الذي كان قبل الثورة لم يكن صبرآ وانما استكانه وذل وخضوع .
                             الثوره في الاذهان مسألة وقت
لا بد للمجتمع من ان يسقط من ذهنه المخلوع وبقايا نظامه لان النظام انتهى وسقط وتفتت وهو الان في مرحلة تفاعل تشرخ وتكسر بعد الوقوع وكما في علم الكيمياء لن تعود العناصر المتفاعله الى حالتها الاولى بعد الثوره وانما ستتكون مواد جديدة مختلفه كليآ عن السابقة وهو ما يعني صهر القوى ومراكز النفوذ في بوتقة التحولات واستحالة عودتها الى حالتها الاصلية .
لكننا في حقيقه الامر كنا في غفلة عن مسئولينا فمثلآ مسئول تتم اقالته فيفجر بابراج الكهرباء ويسلط انصاره على التخريب ، وتأزيم حياة الناس ، والتضييق عليهم ، وآخر يعفى من منصبه فيغلق مطار صنعاء ، حيث تجرأوا على فعل لم يسبقهم اليه أحد حتى المتمردين في مالي .
ووقال ان تصريحات بعض قيادات داخل المؤتمر تارة بترشيح احمد علي للحزب واخرى بترشيحه للانتخابات عام 2014م ليس الا من قبيل الترويح على النفس بعد السقوط وطلب للمال الذي تكوم لدى العائله يعني شغل لزيادة المصروف و ( رقصات الموت الاخيره ) وللتشويش على العملية الانتقالية .
فاحمد علي لا يملك اي مشروعيه او فكره جديده تبرر له البقاء والاستمرارية وليس هناك من معيار لبقائة على راس الحرس الجمهوري سوى بأنه نجل للحاكم المخلوع ولا يملك اي مؤهل اخر والان بعد سقوط والده يقف على ارضية رخوه ومشروخه ستطيح به بالقريب العاجل وكذلك ابناء عمه واقاربه .
وعن ماتحقق من اهداف الثورة قياسا بالزمن قال فن زمن الثورات لا يقاس اباالشهور ولا السنين وانما بمقدار ما تحققه من اهدافها فالثورة الصينية مثلآ انتصرت بعد 21 عامآ من قيامها بإعتراف العالم بها وحصولها على مقعد دائم بمجلس الأمن .وفي المقابل من الخطاء مقارنة قبول وتعامل المجتمع اليمني مع حميد الاحمر وعلي محسن الاحمر وصطفافهم بجانب التغيير وامتلاكهم فكرة انحياز للشعب وكانها ستسوغ لحمد حق ان ينافسهم وهذه هي التراهات التى تذرعوبها منذو قيام الثوره ولكن الجميع يعرف حجم الخراب والقتل والدمار الذي الحقوه بااليمن من جراء بث وترويج اوهام البقاء وخزعبلات المقارنه، والشعب يتقبل من يظهر الجديد الذي لديه ولا يقف موقف شخصي من احد الا عند غياب الجديد لديه وهذه رسالة لكل مسئول وحاكم قادم .

                                    التهيئة الحوار

الدكتور منصور الزنداني في مداخلته أكد على اهمية الحوار المبني على الثوابت والمرتكزات ( الشريعه الاسلامية ، الوحده الوطنية ، وعروبة اليمن ، وعمقها الاسلامي ، وشراكتها الانسانية )وضرورة البداء بتوفير مطالب الناس الرئيسية المتمثلة بالعيش الكريم والآمن .
وتطرق الى دعوته بضرورة حل مجلسي النوب والشورى وعدم ترشيح اي من اعضائهما في اي انتخابات قادمه لافساح المجال للشباب وقبل ذلك التأسيس لدوله مدنية ترتكز على اسس دستورية وقانونية سوية وديمقراطية حقيقية .
مبينآ عن عدم تحقيق مطالب الشعب وآماله وان مجلس النواب مثلآ قد فشل فشلا ذريعآ في السير مع تحولات المرحلة الانتقالية فعلى سبيل المثال لا الحصر لم يتم نقاش المبادرة الخليجية في المجلس ولا تشكيل لجنة لمتابعتها في الوقت الذي يتابعها كل افراد الشعب وشباب الثورة حتى الاطفال والنساء في البيوت ومجلس النواب غائب تمامآ وأن كل ما قدمه هو تسليمه اقتصاد البلد ومقدراته الى من اسماهم ( علي بابا والاربعين حرامي ) داعيآ في الوقت نفسة كشف الاربعين حرامي الذي سببواالدمار والفساد للبلد وإظهارهم للرأي العام ليعرف الشعب من سبب له كل مآسيه .
ويتحدث الصبري مره اخرى عن مهام وطنيه عاجله وهي ضرورةتوفير لقمة عيش كريمه وقوت يوم نظيف لغالبية اليمنين توفير اساسيات واحتياجات المجتمع وتوفير الامن والاستقرار فتحررعقولهم من الجوعو الخوف ثم بعد ذلك ندعوهم الى طاولة الحوار .
                                     مرحلة البناء
وقال الصبري هذا وقت الغرس والبناء ايضا وعلى المجتمع تهيئة نفسه بإبعاد شبح بقايا النظام من اذهانهم ويستحضرني هنا شعار لااحد الشباب الذي وضع لي رسالة ونشرها على حائطي بقوله ( هل سقط النظام )؟؟ فرديت عليه بالقول لقد سقط النظام في الواقع ولكنه لا يزال معشعش في ذهنك ونحتاج الى ثورة لاسقاطه منه .
منوها الى ضرورة ان تملئ عقول الناس وافكارهم بمفردات البناء ومصطلحات النهوض والايجابية ،ومن حظ الثورات ا والثوارليوم مجيئها في زمن وسائل المعرفة في متناول الجميع .
واضاف مشروع الثورة الكبير مشهد ( شهداء وقتله ) لكن عظمت الثورات تقاس في تضحياتها وبذلها وخروج الناس بالملايين تفكيرآ بمصلحة الاخر ونسيان الذات والتنكر لها لا يفكر اي ثائر بسلطه او موقع وهنا العظمة و المثل ( الثورة تأكل أفضل ابنائها ) يلخص جزء من هذه الصوره لانهم في مرحلة انجاز وتحقيق اهداف ومستعدآ لبذل اي ثمن يتطلبه التغيير وينصرف عن مصلحته .
                               إختلاف الانظمة المستبدة
في مصر وتونس ثارت الشعوب ضد نظام أما في حالة اليمن ثار الشعب ضد الفوضى فبعد سقوط الفوضى تكوم ركام كبير يحتاج لآزالته جهود كل القوى والرافعات الوطنية والتيارات والفئات ولا يستطيع اي تيارآ لوحده كائنآ من كان القيام بهذا العبئ.
جوانب القصور ونقد الاداء السياسي



* وفي ملاحظات ختاميه للحديث اكد الصبرى على:

في حالة عدم تلمس التغيير في مطالب الناس الرئيسية (الغذاء والأمن ) سيجعل السخط والغضب يتصاعد ضد الفعل السياسي كونه لم يقم بدوره ممثلآ في ( الرئاسة والحكومة ) فالمجتمع يعاني من ظروف صعبه وقاسية وهذا بدوره ينعكس على العمل الثوري والتصعيد الميداني .
* خلطة التوافق في كل شيء حتى في القرارات هي خلطة هجينة تحمل جينات ضعيفة لا تقوى على التغيير ولا تمثل اعمده يمكن البناء عليها .
* الطلائع الثورية انحصرت في الساحات ولا بد من طليعه تنطلق الى الفضاء الخارجي (خارج الساحات ) ونقل الثورة الى الاحياء وعلى مستوى كل بيت .
*هناك توجه لاستنزاف طاقة الثوار والسياسيين في قضايا هامشية وجزئية وجرجرتهم لتفاصيل لا طائل منها لتصرفهم عن مشروع الثورة الكبر فعند حدوث اي انحراف في مسار الثورة لا بد من تذكر اهدافها .
* الثورة هي من صنعت التحول الكبير في اليمن والفعل الثوري هو صاحب القرار وهو الاصل والفعل السياسي ما هو الا مكمل للاصل فالقرار هو للثورة والساحات .
* المرحلة الاخطر في الثورة هو غياب القياده وافتقاد الرؤية اذ عندما خرج الشباب بتلقائية لم يكن يملكوا اي رؤية ولا قيادة وهذايجعل الثوار يفتشون عن قيادة ووجودها ضروره وينبغي على الطليعه الثورية التفكير بإيجاد القياده بالمؤسسة وليس بالفردية والا ستظهر قيادات شخصية كضرورة فحينما لا تكون يكون غيرك.

هناك تعليقان (2):

  1. خروج علي صالح هو السبيل الوحيد لبنا الدوله الجديده المدنيه ومهما جلس باليمن فانهو ليس يكون هناك امن للعلم يوجد لديه بلاطجه كثير

    ردحذف
  2. ان بناء دولة مدنية ليس فقط وضع حكومة جديدة على راس الهرم السياسي و ا انتخابات رئاسية جديدة انما المواطن الذي هو المعني بهذة الدولة المدنية هو احد اعمدة بناء تلك الدولة المدنية
    فكلنا يعرف ما مدى فهم مصطلح المواطنة لدى اغلب المواطنين ،وبالتالي ان احد اهم مرتكزات قيام الدولة المدنية هي المواطنة
    الارث التاريخي للاهية والجهل يعد المعول الكبير الذي يهدم تطور وتقدم اي مجتمع انساني ونحن في اليمن نعاني تركة ثقيلة من الجهل والامية منذ مئات السنين ، افترضها انا حسب قرائاتي انها منذ التدخلات الاستعمارية كالاحتلال العثماني .... وبالتالي لابد لنا من قراءة التحولات الجيوسياسية في بلادنا لانها نتاج طبيعي فقيام الجمهورية الاولى في عام 1962 م ضد الملكية ما كانت الا نتاج طبيعي لاختلال قاعدة العدالة الاجتماعية ،ثم امتدت الملكية ولكن بلباس الجمهورية الى عام 2006 حتى ظهرت اختلالات اقوى في قاعدة العدالة الاجتماعية الى ان بدء الحراك ثم ثورة الشباب امتداد لثوارات الربيع العربية.
    اذا ما يحصل هو نتاج طبيعي سواء رضي ام لم يرضى جناح الصقور او جناح الحمائم في المؤتمر الشعي العام او غيره من الاحزاب ..... فايز الصنوي

    ردحذف