الأربعاء، نوفمبر 23، 2011

الشهيدة الحافظة "زينب العديني" باستشهادها تحققت أمنيتها وفقدت تعز وإب تربوية وقامة ثورية عظيمة

تقرير/ وئام الصوفي
من الحالمة تعز التي أتقنت فن البطولات وأروع التضحيات، انطلقت الشرارة الأولى للثوفرة التي من أجلها خرج أبناء وبنات تعز، مضحين بأرواحهم رخيصة، يحلمون بيمن جديد ومستقبل مكلل بالخير والعطاء، ليس ي مفرداته الفقر والظلم والاستبداد بكل صمود وكبرياء، متمنين إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة.
الشهيدة الحافظة لكتاب الله/ زينب حمود قائد العديني هي إحدى شهيدات الثورة السلمية اللواتي قدمن أنفسهن رخيصة في سبيل هذا الوطن الذي عشنه وآثرن بأنفسهن من أجله وسطرن في تاريخ هذا الوطن أروع البطولات الذي ستدرسه الأجيال القادمة وتقف إجلالاً وإكباراً لصانعات هذا التاريخ كزينب وتفاحة وياسمين ومن قبلهن عزيزة.
زينب الدبعي تقول إحداهن في وصفها بأنه كلما اقتربت من محياها كاد يشع من وهجها نوراً لا يمكن الإفصاح عنه بأبعد مدى من أجمل الكلمات وأرق العبارات وأشهق مقاماً من كل مقال، وقصة حياتها قصة كفاح ونضال، وتميز وإبداع وأخلاقيات وسلوكيات يعجز التعبير عن وصفها.
"أخبار اليوم" وضمن سلسلة زيارتها الخاصة لأسر الشهداء في مدينة تعز قامت بزيارة عائلة الشهيدة الحافظة زينب وتعرفت عن كثب على قصة حياة تلك الشهيدة التي بفراقها أبكت العيون وأحزنت القلوب إلى حصيلة التقرير:
تخرجت الشهيدة زينب من حلقة مسجد أم القرى التابعة لجمعية معاذ العلمية لخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية الذي عكفت فيها خمسة أعوام لتنهل من علمها في مجال العلوم الشرعية على يد كوكبة من المشائخ الأجلاء بعد أن قضت عامين في حفظ كتاب الله في مركز الزهراء التابع لجمعية معاذ العلمية.
حفظت كتاب الله إجازة وسنداً وراجعته وختمته مرتين، الأخيرة كانت على يد الشيخ/ علي المسوري وكانت تتأهب لختمه مرة ثالثه وحصلت على إجازة مفتية من مشائخ عدة لتصبح شيخة علم ومعلمة وحافظة لكتاب الله، بالإضافة إلى شهادات عديدة يصعب حصرها.
زينب صاحبة الأخلاق العالية بصمتها تدخل قلوب الآخرين دونما استئذان، كانت مصطحبة كتابها على الدوام ولم يبرح لسانها ذكر الله، كانت القدوة الحسنة والكل يحب الإقتداء بها من أهلها وأصدقائها ومحبيها، وكانت المداومة والمحافظة على صلاتها في أوقاتها وهي الصائمة كل اثنين وخميس والقائمة في الليل، رافعة كفيها تتضرع لبارئها وتدعوه بالنصر والظفر لثورتها التي أهدتها روحها الغالية على نفوس الكثيرين ممن عرفها، عرفها الناس وهي تسعى لمنفعتهم ومن أجل إسعادهم، كما عرفتها تعز وكل مساجدها صالحة ومصلحة وخادمة لكتاب الله وسمحة كريمة، ومثالية متفانية في خدمة وطنها ومجتمعها، ومن أجمل صفاتها صمتها وسماحتها وخفة طبعها ووفائها لوطنها ومجتمعها.
زينب لم تعش حياتها لوحدها، بل عاشتها لمجتمع بأكمله وكانت نموذجاً في الفكر والدين والأخلاق وساعية إلى الخير لتمسح دمعة اليتيم وتفرج هم المهموم وتساعد الفقير، مختتمة مسيرة حياتها الحافلة بالبذل والعطاء بأن قدمت روحها هدية لوطنها الكبير.
عملت مدرسة في جامع الإيمان التابع لمشروع الشفيع مؤسسة التواصل لتنمية في حي كلابه وكانت من أحب الناس إلى الناس ومن أنفع الناس إلى الناس وكانت تتعامل مع طالباتها كأم لهن وليس كمعلمة، فقد كانت المشجعة لمواهبهن، والمحبة لإبداعهن وكانت الحريصة دائماً أن تعمل على خدمة كتاب الله وعلى ما ينفع طالباتها وينمي مواهبهن.
الشهيدة زينب عشقت ساحة الحرية وخيامها ووضعت بصماتها في كل عبارة ثورية خطتها أناملها، فقد كانت صاحبة الخط الجميل والذوق الرفيع والصوت الشجي وهي تتلوا آيات من القرآن الكريم.
وحرصت على المشاركة في المسيرات التي تخرج في تعز الثورة منذ انطلاقة ثورة الشباب السلمية وكانت أشد شغفاً وحباً لساحة الحرية، فكانت إحدى العاملات في لجنة التفتيش والنظام.
وبعد محرقة ساحة تعز واستعادة الساحة عملت في تكتل "مناضلات ثورة اليمن" وكانت أكثرهن نشاطاً وحيوية في تقديم الأطباق الخيرية ومساعدة الجرحى وأسر الشهداء وكتابة اللوحات في المسيرات وفي الفعاليات التي ينظمها تكتل مناضلات ثورة اليمن وشباب 11 فبراير.
قصة استشهاد زينب:
خرجت زينب في الثورة الشعبية ولها هدف في نصرة شعبها وأخذتها حمية الإسلام والدفاع عن الحق وأهل الحق من أبناء تعز الأحرار وفتياتها وباقي أبناء الشعب للدفاع عن وطنهم ووفائهم له وإعطائه ما عليهم له من حقوق وواجبات، باذلة في سبيل ذلك الهدف النبيل كل غالٍ ونفيس، سعياً منها لتحقيقه مهما كان الثمن وإن كان روحها.
في جمعة "لا حصانة للقتلة" يوم أن أمطرت قوات صالح سماء تعز بالقذائف، مستهدفة ساحة الحرية وقت صلاة الجمعة كانت الشهيدة زينب كما هو الحال مع رفيقاتها إلى الملأ الأعلى تفاحة وياسمين تستمع لخطبة صلاة الجمعة في مقدمة الصفوف قبل أن تسقط إحدى قذائف الغدر والخزي والعار في المكان الذي تتواجد فيه لتتشظى وتستقر إحدى الشظايا في قلبٍ عامر بالإيمان وفيه أودع القرآن وأحب خالقه المنان، منهية حياة حافلة بالخير والعطاء والصبر والكفاح، لتسقط بعدها زينب ورفقاتها الشهيدات وتبدأ معهن رحلة الخلود إلى النعيم الأبدي وتلقى ربها وهي راضية عن ما قدمته وهو راض عنها.
 قوات النظام بفعلها المشين في استهداف المصلين من خلال قذائفه المسعورة أسكن قلباً حمل حب الوطن وأشرأب بفكرة الحرية والتغير، لحظة استشهادها أنصدم الجميع وحزنوا عليها أيما حزن وأثناء نقلها إلى المستشفى الميداني كان الجميع حول جسدها الذي يشع ووجهها بالنور يبكون من هول المصاب وكأنها حينها قائلة لهم مهدئة من روعهم "أسمعكم لا تبكوا واطمئنوا عليّ فأنا لطالما تمنيت الشهادة وهاهو الله قد حقق أمنيتي واختارني شهيدة".
وفي يوم السبت اليوم الذي يلي يوم استشهادها احتشد الآلاف في ساحة الحرية وقد خيم الصمت عليهم والحزن يعتصر قلوبهم وهم يودعون الشيخة الجليلة والحافظة التالية لكتاب الله والثائرة البطلة التي قلما نجد لها نظيراً، إنها الشهيدة/ زينب الدبعي التي شيعت في موكب جنائزي مهيب تقدمه أهالي ومحبي الشهيدة، مرددين الهتافات التي تمازجت بدموع العيون واستقر صداها في شغاف القلوب، وهي تطوي صفحات 25 عاماً من عمرها عامرة بالفضيلة والنجاح وقد عاهدتها صديقاتها وأهلها ومحبوها على أن يواصلوا مشوار كفاحها وعلى دربها سائرون.
من يعرف زينب يدرك بأن هذه الفتاة لن تعيش طويلاً وأنها من أهل الجنة وليست من أهل الدنيا، وذلك لحسن أخلاقها وبرها لوالديها وإيثارها للآخرين.
الله يقتل من قتلها ويحرق قلبه مثلما أحرق قلبي:
هاهي أم الشهيدة زينب تستعرض شريط ذكرياتها وتحكي عن ابنتها والدموع تشحرج حديثها قائلة "زينب منذ طفولتها تحفظ القرآن وتصوم الخميس والاثنين وتقوم الليل ختمت القرآن مرتين درست العلوم الشرعية على يد مجموعه من الشيوخ وكانت من الأوائل، كانت تساعد الناس منذ طفولتها وتدرس أطفال الجيران وتعمل لنساء الحارة حلقة في البيت".
 وعن مشاركة زينب في الثورة تقول أمها: منذ بداية الثورة نزلت زينب إلى الساحة وشاركت في المسيرات من أول يوم وكانت عندما أحاول منعها من الخروج قائلة لها لا تخرجي أنا مشتاقة لك ومحتاجة لك وأنا ما في معي غيرك، كانت ترد عليّ إحنا مع الله ومع الحق ولن يصبنا إلا ما كتب الله لنا وأنا أريد الشهادة الكبرى.
 وعن تفاصيل ما قبل الشهادة تروي الأم شهادتها والحزن يعتصر قلبها وقد بلغ منها الكرب مبلغاً والدمع يسيل من عينيها بغزارة غير معهودة والأحرف تخرج من فمها متقطعة يصعب فهمها، تقول الأم الصابرة المحتسبة الموحدة لله والراضية بقدره "في يوم الجمعة وقد عطرت زينب سجادتها كان القصف شديد، فقلت لها لا تروحي، فقالت لي لا تخافي أنا مع الله والله معي، فودعتها وقلت أستودعك الله وظل فؤادي معلق عليها حتى جاءني النبأ الذي قصم الظهر وأحرق القلب وأوجعني وأفجعني باستشهاد ابنتي غير أني مؤمنة بالله راضية بقضائه وقدره".
 وتعود أم الشهيدة لتستعرض شريط ذكريات ابنتها والدموع لا تزال تتساقط من عينيها وتقول "كانت كلما مرضتُ تجلس عند رأسي وتقرأ عليّ القرآن، لمن أرقد وكانت كلما قرأت عليّ شعرت بالشفاء والراحة".
تؤكد أم الشهيدة بأن الشهادة في سبيل الله ومرافقة الأنبياء والصديقين والشهداء كان الحلم الذي استحوذ على قلب زينت وفؤادها وتقول في هذا الشأن "كانت كلما نظرت إلى الشهادات الذي حصلت عليها تردد على مسامعي أنا أريد الشهادة الكبرى عند الله سبحانه وتعالى".
تدخل أم الشهيدة في بكاء مرير وطويل ودموعها المتساقطة أحر من الجمر، بعد أن تتذكر ابنتها من خلال رائحتها التي لم تفارق ثيابها المحتفظة بها وفي لحظات محزنة تدمع لها العيون وتحزن لها القلوب، توضح أم الشهيدة أنها تحتفظ بقطعة من كفن زينب وهو مضرج بدمائها وتقول كلما شميت رائحة الكفن أشمه كأنه مسك، يا الله لحظات محزنة وأم الشهيد تنادي ربها بأن يعصم قلبها بعد فراق ابنتها زينب وان يقتل من فتلها وفجعها في زينب ويحرق قلبه كما احرق قلبها ، وان يسكن فلذة كبدها وقرة عينها في الفردوس الأعلى مع الأنبياء والشهداء والصديقين.
في دربها ماضون:
"أتمنى أن نكون كلنا شهداء وأعاهد أختي الشهيدة أننا في دربها ماضون وعلى عهدها باقون وعلى نهجها سائرون" بهذه الكلمات افتتحت أخت الشهيدة حديثها إلينا عن مآثر أختها التي قالت عنها "إنها كانت بالنسبة لهم كل شيء وإنهم كانوا يعتمدون عليها في أشياء عديدة، وأن أختها الشهيدة كانت دائما تشجعهم على الذهاب إلى الساحة، وحفظ القرآن.
المصير المحتوم:
من جانبه قال شقيق الشهيدة/ أحمد في وصف شقيقته  "كانت صاحبة أخلاق رفيعة وكانت زينة البيت حقنا" ويشير أحمد إلى أن الرئيس علي صالح بإذن الله سيلاقي مصيره عاجلاً أم آجلاً.
يكفينا فخراً أن زينب شهيدة:
 شقيقة أخرى للشهيدة فضلت أن تبدأ حديثها بتوجيه رسالة إلى الرئيس علي صالح قالت فيها "كانت زينب وحدها ثائرة، أما الآن فنحن كلنا ثوار وسنسير على دربها وأنت قتلت أختي.. أسال من الله تعالى أن يقتلك ويومك قريب بإذن الله وساحة الحرية الآن أصبحت مأوى لنا وسننتقم منك وربما يكون باستشهاد زينب نجاح الثورة، لأنها حافظة القرآن وشيخة علم ويكفينا فخراً بأنها شهيدة ."
لم يفرق بينها وبين زينب إلا قذيفة قوات النظام الغادرة:
سمية الصديقة المقربة للشهيدة- كانت كأخت لها والتي لم يفترقا من بعضهما منذ أن التحقت زينب بجمعية معاذ في دار العلوم الشرعية، بل وخرجتا معاً للمشاركة في الثورة منذ انطلاقتها قالت بأنهن لم يفترقا قط ولم يفرق أحد بينها وبين زينب إلا قذيفة قوات النظام الغادرة، فقد تحدثت إلينا سمية قائلة: كانت علاقتي بزينب قوية جدا ومن يوم ما عرفتها كانت طالبة مجتهدة وتحب العلم و تحب أن تحصل على معلومات كثيرة من الشيوخ كما تحب البحث ولا تحب الكلام على الناس وكنا في المسجد وقت فراغنا لا تجلس معنا وإنما كانت تجلس في زاوية من زوايا الجامع وتستذكر بعض الدروس وتراجع القرآن.
وتضيف "وقد حازت على درجة امتياز في بحث التخرج الذي كان بعنوان "أمة اقرأ خيراً
لها أن تقرأ" وبعد تخرجنا من دار العلوم الشرعية التحقنا بدورة تأهيل لخاتمات القرآن وانتقلت لتدريس طالبات في جامعة الإيمان.
وعن الثورة تقول سمية ومنذ انطلاقة الثورة خرجنا مع بعض فمسكنا في الساحة لجان التفتيش كانت تدرس من الساعة 7 إلى 10 وبعد ذلك تأتي تشتغل في الساحة إلى المغرب.
أما عن أنشطة الشهيدة زينب فتوضح سمية ذلك بقولها بعد إحراق الساحة شاركت زينب في الساحة بأنشطة عديدة ضمن أنشطة تكتل مناضلات ثورة اليمن وكانت أحد أعضاء فريق عمل الجرحى وشباب حركة11 فبراير وتشتغل شهادات الجرحى وأيضاً كانت تكتب لوحات للمسيرات والفعاليات، وشاركت زينب في عدد من الأنشطة والمهرجانات من خلال إعداد أطباق خيرية لصالح الجرحى والثورة.
وأشارت سمية إلى أن زينب كانت تتمنى أن تشتري ثلاجة للمستشفى الميداني، متعهدة بأنها
بإذن الله وبتعاون مع فاعلين الخير ستحقق لها أمنيتها .
تعز بأكملها افتقدت شيخة عظيمة:
كان صمتها عبادة، الشهيدة زينب يغلب عليها الصمت ولكن صمتها كان عبادة وكانت تتكلم في المواقف التي لا يجب السكوت فيها، بل تدافع عن الحق ولا تسمح لأحد أن يهين أمامها الثورة والثوار وتحاورهم بأسلوبها الراقي.. هذا ما أكدته صديقة الشهيدة/ افتخار القباطي.
وقالت افتخار "إن زينب ومنذ انطلاقة الثورة كانت ثائرة صابرة صامدة لا تخوفها القذائف ولا
المدفعية، فهي تمنت الشهادة بصدق فنالتها، لأن من صدق الله صدقه ومن أحب لقاء الله أحب الله لقائه
وتتابع افتخار القول مهما تكلمت أو كتبت عن أخلاق صديقة دربها ورفيقة عمرها الشهيدة زينب، فلن تستطيع أن تفصح أو تكتب ولو جزء بسيط، فقد كانت زينب رحمة الله عليها مدرسة في كل شيء في أخلاقها وفي تعاملاتها مع أسرتها وصديقاتها وجيرانها ومدرسة مع الأطفال والكبار والفقراء والمحتاجين ومع طالباتها حتى ملكت قلوب الجميع.
وأوضحت افتخار أنها تدارست مع زينب القرآن الكريم والتفسير، فكانت حينها خير الجليسات تشعر كل صديقاتها أن كل واحدة هي الوحيدة في قلبها.
واستطردت قائلة لقد تعلمت منها الكثير فهي مميزة في حفظها وفي طبعها وفي أخلاقها والجلوس معها عبادة والنظر إليها يذكرها بالله وقد فقدت كنز عظيم لا يتعوض أبداً.
تعود في وصف شقيقة روحها فتقول كانت صديقة جمعت فيها كل القيم السامية والصفات الحميدة ولم أكن أنا الوحيدة التي افتقدت زينب بل تعز بأكملها افتقدت شيخة عظيمة.
وعن نشاط زينب تقول افتخار: كانت زينب تحب العطاء دائماً وأكثر وقتها كانت تسمع للطالبات في الحارة وتعلمهم القرآن كانت تقدم خدماتها للجميع ولا يمكن يطلب أحد منها طلب، فتقول لا، كانت صاحبة خط جميل تكتب الوسائل لطلاب وطالبات الحارة وتشرح لهم وتعلمهم أيام الاختبارات.
 وتؤكد حالفة بالله أنها ما ترد طلب محتاج لها حتى وهي في أيام الاختبارات أو في أشد المرض ما تعرف الأعذار ولا تعرف الكسل، بل تجد سعادتها في خدمة الآخرين وتعطي دون مقابل وفتحت حلقة لنساء الحارة وحلقه أخرى في بيت صديقتها في حوض الأشرف تعلم فيها النساء القرآن والسنة وأخيراً مسكت حلقة في جامع الإيمان تدرس القرآن الكريم.
ونوهت إلى أنها كانت تلتقي بزينب عادة في يوم الجمعة وفي هذه اليوم كأنها عروسة لابسة أحسن الثياب متعطرة نظيفة وعندما أسألها كانت تقول اليوم جمعة وتعلق بالقول "ومن
حسن خاتمتها أنها استشهدت في يوم الجمعة".
 وتابعت افتخار حديثها عن زينب "درست الفقه في كثير من المساجد في تعز ومنهم مسجد التقوى ودار القران وجامع الإيمان وكانت الشهيدة مغسلة للأموات وتخرج من مالها وذهبها لصالح الجانب الخيري"، مشيرة إلى أن الشهيدة زينب وعندما استشهدت عزيزة تمنت الشهادة وقالت أتمنى أن أستشهد
ويكون جرحي بسيط ولا يمسك جسدي رجل ولا تنزع لثمتي.
وعن فراقها تقول افتخار "زينب رحمة الله عليها لقد افتقدتها كثيراً، فقد كانت صاحبة همة عالية تحلم بيمن جديد وتحلم بالشهادة، فوالله لقد تمنتها من قلبها رحمة الله عليها، فأسال الله أن يبلغها منازل الشهداء".
وباستعراض حياة الشهيدة/ زينب من خلال كل من تحدثوا يتضح جلياً أن زينب وكما عرفها الجميع صوامة قوامة ومحافظة على صيام الاثنين والخميس ومداومة على قيام الليل حتى وإن أعياها التعب، لله ذاكرة لله شاكرة، بالخير فاعلة، للحب ناشرة، للفرقان حافظة، بالفقه عالمة، للتغيير ساعية، للنصر نبراس،
لو سألنا مساجد تعز عنها لأخبرتنا أن زينب من السباقين فهي دائماً في الصفوف الأولى وفي رمضان معتكفة وفي الجمعة مبكرة وهي للقرآن تالية ولذكر الله مداومة.
 زينب لم تمت فستظل بأخلاقها وأفعالها وجهادها وعلمها في قلب كل من عرفها ومن سمع بها وكل من وصل إليه سيرتها، ستظل قدوة للجميع في الحياة.
نقلا عن اخبار اليوم  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق