الثلاثاء، نوفمبر 29، 2011

خيارات صالح بعد التوقيع

يوميات الثورة /بقلم صادق العامري يتعمد اعلام صالح وخطاباته على خلق حالة من الارباك والاحباط لدى شباب الثورة وانصارها من خلال الإيحاءات المتكررة التى تصب في إطار واحد هو " ان صالح لم يرحل ولن يرحل " , وفي هذا السياق يحاول صالح خلال هذه الفترة على تكريس تلك القضية متجاهلا حقيقة المبادرة التي بموجبها لم يعد صالح يملك القرار السياسي السيادي
 في ظل هذه التصرفات... والممارسات السياسية والاعلامية, بالاضافة الى استمرار الاعتداءات وأعمال القتل التى تاتي ايضا في سياق تأكيد استمرار صالح أي انها تسير في ذات الاطار للخطاب الاعلامي الذي يسعى لتأكيد بقاء صالح , في ظل هذا كله فان أمام صالح خيارين هما:
- الخيار الاول : ويتمثل في التوقف عن النشاط السياسي بصفته رئيس للدولة , وصاحب الامر والنهي , وهذا يعني التزامه بما وقع عليه ورغبته في السير بتنفيذ بنود المبادرة , هذا الخيار يعني ايضا ان الجبهة الداخلية لبقايا نظامه ستتعرض للتأرجح فيها لم تتعود العمل بدون صالح , رغم ان المبادرة وملحقاتها جاءت حاسمة وصنعت توازنا انتقاليا للسير نحو المستقبل , وهذا الامر يسهل للصالح اعتزال المشهد السياسي بدون مخاوف , فهل سيكتفي صالح ويغادر المشهد السياسي , ربما الجواب سيأتي في الخيار الثاني

- الخيار الثاني ويتمثل في استمرار خرق صالح لاتفاق المبادرة وتجاهلها ومحاولة البحث عن أي ثغرة يتسلل منها لنقض الاتفاق والتنصل منه من خلال استمرار الاستفزازات لقوى الثورة , مثل اعلان العفو عن أعمال الإجرام والتخريب , وتحريك اعلامه واستخباراته في اتجاه شق الصف الثوري وتصوير ان المجلس الوطني خان شباب الثورة وفرط في دم الشهداء , وتأتي هذه التحركات لتستفيد من حالة الرفض للمبادرة من قبل تيار واسع في مكونات الثورة , فتعمل آلية صالح على تعميق حالة الرفض للمبادرة شعبيا , لان صالح يدرك أكثر من غيره انه المتضرر الوحيد من المبادرة , رغم ما فيها من ضمانات وهو يعلم ان تلك الضمانات محلية لا تتجاوز حدود المنطقة ومخالفة للقانون الدولي العام , ويعلم أيضا ان المبادرة انتقالية وليست دائمة

وباستمرار تلك الاستفزازات يعتقد صالح ان بمقدوره تفجير الأوضاع بما يعيد الأمور الى المربع الأول , وأمام هذا الخيار تواجه صالح مخاطر جمة تشكل له تهديد حقيقي تجعل من خيار الاستمرار حالة من الانتحار , لان الاستمرار يعني فرض عقوبات على صالح قد تصل الى تقديم ملفه الى محكمة العدل الدولية وبصورة مدعومة من المجتمع الدولي والإقليمي , الذي لم يعد يتحمل المزيد من الأعيب صالح , وقد يدفع عدم التزام صالح الى مواجهة حقيقية مع المجتمع الدولي الضامن لتنفيذ الاتفاق
هذه المواجهة ستؤدي حتما الى تحول مسار الأمور ونقل القضية الى البند السابع في ميثاق الأمم المتحدة , وهنا لن يكون بمقدر صالح الا ان يسلم نفسه الى محكمة العدل الدولية او يلقى مصير مشابه لمصير القذافي ,
ان الوصول بالبلاد الى تلك الاوضاع سيجعل الجميع في دائرة الخسارة , فبالقدر الذي سيتضرر صالح ومن معه , ايضا ستسيل دماء جديدة وربما أكثر من تلك التى سالت بالاضافة الى مزيد من التدهور الاقتصادي والإنساني ,ووقوع كارثة انسانية في اليمن
هذا الامر يتطلب ان تتجلى الحكمة اليمانية لتمنع الكارثة , فالحكمة اليمانية مثلما هي موجود في الخير تكون متوفرة في قلب الشر وعلى الحكمة حيثما كانت ان تنتصر على الرغبات من اجل اليمن وليس شيء غير اليمنمشاهدة المزيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق