السبت، نوفمبر 19، 2011

أسباب تأخر الحسم الثوري.. من وجهة نظر ثوار إب

الثورة السلمية اليمنية تحتاج إلى تدريس ودراسة ذلك لأنها نالت إعجاب العالم بسلميتها رغم امتلاك اليمنيين للسلاح بكافة أنواعه.. هكذا قال في حديثه للجزيرة عن ثورتنا السلمية، لكونها ترى لماذا تأخر الحسم الثوري للثورة و ما هي أسباب تأخره؟.
"أخبار اليوم" سعت جاهدة لمعرفة ذلك، فعملت على إجراء هذا الاستطلاع مع عدد من الشخصيات السياسية في ساحة الحرية بمدينة إب وهاكم الحصيلة:
 البداية كانت مع الأخ الأستاذ/ محمد العديني ـ باحث وكاتب وناشط سياسي وعضو اللجنة التنفيذية للإصلاح ـ والذي قال: تأخر الحسم الثوري للثورة اليمنية حسب تصوري الشخصي كما يلي:ـ
أولاً: عندما أعلن المشترك قبل الثورات العربية الهبة الشعبية ونزل إلى الشارع، صالح جهز ثورة مضادة ومن وقت مبكر.
ثانياً: صالح يدير ويسير الدولة بواسطة مكتبه وأشخاصه وليس بالمؤسسات الدستورية وبالتالي لا قيمة للوزارات ولو احتلت لا تؤثر على نظام صالح، فهو متواجد بالمعسكرات التي هي المسيرة لمؤسسات الدولة والمحافظات.
ثالثاً: كل الذين يقودون المعسكرات ومؤسسات الدولة الإيرادية والمالية لصالحهم وتجاراتهم مرتبطة ببقاء صالح وإذا انتهى انتهوا وانتهى مستقبلهم ومستقبل أولادهم.
رابعاً: صالح مرتبط بمهربي الأسلحة والمخدرات والخمور وبطابور كبير من المهربين يدرون عليه أموالاً طائلة، فالسلاح يتدفق إليه خوفاً على هزيمته، فذهاب صالح معناه ذهاب المقربين وخسارة فادحة لعصابات التهريب وتطهير لجزيرة العرب من المخدرات المختلفة.
خامساً: الأميركيون والسعوديون كانوا قد وجدوا ضالتهم بأكبر مخلص وأكبر حامي لسياسياتهم وتوجهاتهم وهو صالح الذي فتح لهم البلاد براً وجواً وبحراً مقابل أن يحموا كرسي حكمه وعائلته، ولهذا لم يصلوا إلى قناعة بترحيله إلا بعد ما رأوا أن صالح انتهى وحرق كرته وسط الشعب اليمني ومصلحتهم مع الشعب وأصبحت القبائل اليمنية تقاتل أتباعه وبلاطجته وخاصة بعد أن فض مجلس الدفاع والأمن حق صالح واللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام قرار الحرب الذي أراده صالح.
سادساً: وجود أكبر عدد من موظفي الدول يسلم لهم صالح رواتب وليس لهم عمل إلا الدعاية والدفاع عنه وهؤلاء متواجدون في كل المحافظات وإذا حسمت الثورة فليس لهم أي مبرر لاستلام الرواتب ولا يملكون خبرات ومهارات ومؤهلات وإنما جهلة دين ودنيا وهم رجال ونساء يمثلون البطالة المقنعة.
سابعاً: التضليل الذي مارسه صالح وإعلامه بأنه لا توجد ثورة وإنما أزمة سياسية بين الحزب الحاكم والمعارضة وأن شرعيته اكتسبها بانتخابات 2006م وكان مرشح المعارضة فيها المهندس/ فيصل بن شملان، فصالح لا بد أن تكتمل مدته إلى 2013م وهو مستعد أن يترك السلطة عبر الصندوق وواضح أن هذا رفضاً للمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن رقم 2014م.
ثامناً: استغلال انضمام أولاد الشيخ/ الأحمر واللواء/ علي محسن ـ قائد الفرقة ـ الذين انضموا بعد جمعة الكرامة التي خطط لها صالح ونفذ لاكتساح ساعة التغيير في العاصمة صنعاء وقتل 52 شاباً من حفاظ القرآن الكريم في وقت الصلاة وهو الآن يمول ما يسمى الصامتين الذين يرفعون شعار إرحلوا جمعياً ويبقى أحمد علي صالح!.
تاسعاً: وجود عقلانية المعارضة التي تحمل هم التغيير والإصلاح وتبحث عن التغيير كما حدث في مصر وتونس ولا تريد أن تسفك مزيد من الدماء وقد سارت المعارضة مع المبادرة الخليجية خطوة خطوة وهي تعلم أن صالح لن يوقع ولكن من أجل أن تصل الرسالة للخليجيين ومجلس الأمن والمجتمع الدولي أن صالح كذاب ومراوغ ودجال، فهو الخطر على الشعب اليمني والخليج والعالم.
أما الأخ المحامي/ عبدالسلام سلطان العامري ـ شخصية حقوقية وقانونية ـ فقد قال: أرى أن تأخر الحسم الثوري يرجع إلى الأسباب التالية:
1.   ليس لدينا نظام دولة ومؤسسات وإنما لدينا عصابة.
2.   انقسام الحكومة.
3.   انقسام الجيش.
4.   ليس لدينا جيش ذو عقيدة وطنية مثل مصر وتونس.
5.   المبادرات والحوارات.
6.   التدخلات الإقليمية والأميركية في الشأن اليمني.
7.   الجهل والتخلف والأمنية والمنتشرة بكثافة في المجتمع اليمني وخصوصاً في القرى والأرياف.
8.   تشبث أركان النظام بالسلطة.
9.   غياب الوازع الديني لدى النظام.
بعد ذلك تحدث الأستاذ/ عبدالله سعد الكامل ـ أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بمحافظة إب عضو المنسقية العليا للثورة الشبابية السلمية قائلاً: هناك أسباب عديدة منها موضوعية وأخرى خارجة عن إرادتنا وهي على النحو الآتي:
 أولاً: الأسباب الموضوعية: أبرزها ما يلي:
1.   سلمية الثورة وخيارها الاستراتيجي المتبع في نهج النضال السلمي والديمقراطي الثوري، كوسيلة حضارية نحو التغيير الأمثل بواسطة الطرق والوسائل المشروعة حفاظاً على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة وهذا الأمر صعب، قد يحتاج الكثير من الوقت ومزيد من الصبر والثبات حتى تحقيق الأهداف المرجوة، خلافاً للحسم الثوري والكفاح المسلح، على الرغم من أنه عمل سهل وإمكانياته متوفرة لدى الجميع، لكن تكلفته باهضة وتضحياته جسمية وآثاره سلبة على الوطن والمواطن رغم المحاولات البائسة للنظام لجرنا إليه مراراً وتكراراً ولكننا نتحاشه بقدر المستطاع تفادياً لما سبق ذكره أعلاه.
2.   ضعف التنسيق الشبابي في ساحات الحرية وميادين التغيير بعموم محافظات الجمهورية في توحيد الرؤى والأهداف للمرحلة الثورية الراهنة والارتقاء بمسؤولياتهم المناطة والاضطلاع بدورهم كما ينبغي في تطوير أساليب العمل النضالي وخوض غمار المسار التفاوضي مع بقية مكونات الثورة لتشكيل قيادة شبابية موحدة تقود مسيرة النضال الثوري والتصعيد السلمي للثورة إلى بر الأمان والتواصل مع العالم الخارجي لطرح قضية ثورتنا العادلة ومطالبنا المشروعة لدى الرأي العام الإقليمي والدولي باستخدام طرق الاتصال الحديثة والوسائل التكنولوجية المتاحة وتشكيل رأي عام دولي مساند لثورتنا المباركة حتى تحقيق أهدافها السلمية المعلنة.
عدم الاعتماد على الآخرين للقيام بهذا الدور بدلاً عنهم وكأنهم غير موجودين أصلاً، مع أن الفرق شاسع بين وجهات النظر المختلفة، بين السياسي والثوري، فكل ينظر لها من زاوية معينة وفقاً لرؤيته وقوة دافعيته للموضوع.
3.   عدم حيادية الجيش "القوات المسلحة والأمن" في الانحياز للوطن ونصرة قضاياه وإعلان الولاء المطلق لرأس النظام وعائلته الحاكمة وكأنه قد أعد مسبقاً لهذا الغرض دون اعتبار للمصلحة العليا للوطن.
4.   قبول المعارضة الوطنية "المشترك" للمبادرة الخليجية بكافة بنودها كمخرج للأزمة، نتيجة لحجم الضغوط التي مورست عليهم حيالها والتعامل معها بإيجابية من باب ابداء حسن النية رغم معرفتهم المسبقة بحقيقة النظام المعهودة في المراوغة والمناورة والتعنت وإصراره على البقاء في السلطة وعدم صدقة بقبولها شكلا ومضموناً مع أنها جاءت لمصلحته وإنقاذه من ورطة الاعتداءات المتكررة على المعتصمين السلميين وممارسة أصناف القمع والعنف بحق المظاهرات السلمية، كما أنها أي المعارضة لم تستفيد من الفرص المتاحة والأخطاء المتكررة للنظام واتخاذ خطوات عملية لسرعة الحسم الثوري إنجاح أهداف الثورة وعدم إتاحة الفرصة للشباب لقيادة المرحلة والقيام بهذا الدور للاعتبارات نفسها أي الحرص على الأرواح والممتلكات وتأخرها في تشكيل المجلس الوطني لقوى الثورة وعدم قيامه بالدور المطلوب في إسقاط بقايا النظام نتيجة انتظار نتائج المبادرة الخليجية.
5.   قلة الوعي وارتفاع نسبة الأمية في صفوف أبناء الشعب عند الرجال والنساء وكبار السن خصوصاً في الأرياف البعيدة والمناطق النائية الأمر الذي جعلهم شبه مغيبين عما يدور في الساحة، وكان الثورة لا تعنيهم لا من قريب أو بعيد واستغلها النظام نقطة لصالحه على اعتبار أنهم أنصاره ومؤيدوه كما يدعي على الدوام وهذا منافياً للواقع إطلاقاً، لأنهم من ضحاياه، كما أرادهم أن يكونوا دائماً مغيبين عن المشهد إلا بالانتخابات حاضرين.
ثانياً: الأسباب الخارجة عن إرادتنا
لقد تفنن النظام البائد في استخدام أسلوب الترغيب والترهيب للثورة والثوار تارة والإرهاب والتفتيت المنظم والممنهج للشباب في ساحات الاعتصام تارة أخرى من خلال ما يلي:
أ. التشكيك في الثورة وأهدافها النبيلة ومحاولته جعلها (أزمة سياسية) على الحكم بين السلطة الحاكمة والمعارضة، ثم انتقل لتسميتها ثورة أحزاب وبدأ بنشر الشائعات والأكاذيب المضللة والافتراءات الباطلة حولها ابتداءً بزرع الخوف لدى العامة من التغير القادم مروراً بالتخويف من البديل وصولاً إلى التخويف من المستقبل وأنه الوحيد القادر على إدارة الوطن لوحده دون سواه من البشر وهذه طبيعة العقول المريضة بجنون العظمة والعقول الجامدة والمتحجرة التي تستطيع الرجوع إلى الخلف والغير قادرة على التطلع إلى المستقبل.
ب ـ إطلاق المبادرات الجوفاء في الهواء والتي لا قيمة لها سوى تضليل الرأي العام المحلي والعربي والدولي وكسب تعاطف وتأييد العامة من الشعب وعندما أدرك عدم جديتها لجأ إلى التصعيد والعنف والقمع المتواصل بحق المتظاهرين والاعتداءات على المعتصمين سلمياً وسقط على إثرها المئات من الشهداء وآلاف من الجرحى.
ج ـ الاستحواذ على الخزينة العامة لشراء الولاءات والذمم وصرفها لأصحاب النفوس الضعيفة من أجل الحشود الجماهيرية الوهمية والشعبية والزائفة المؤيدة لنظامه وتأجير البلاطجة لقمع المعتصمين وتجنيد الأطفال وزجهم بمعارك مع الشعب من أجل البقاء في سدة الحكم دون منازع.
دـ تسخير وسائل الإعلام الرسمي المضلل لخدمته في التحريض على الثورة والثوار وتزوير الحقائق وتزييف الوقائع ونقل صورة مغايرة لكل ما يدور في الساحات العامة وميادين الحرية وقلب الحقائق جملة وتفصيلاً ونشر الشائعات الكاذبة والمغرضة بحق الثورة والثوار المعتصمين في أكثر من سبعة عشر محافظة.
هـ ـ زرع الفتن والقلاقل وبث الفرقة والانقسام ونشر الشائعات والافتراءات الباطلة بين المعتصمين وخلق سلسلة من التوترات والاحتقانات الداخلية وتقديم عروض الإغراءات المخادعة في محاولة بائسة من النظام لشق العصا وخلخلة صفوفهم وتشتيت جهودهم والضغط عليهم لثني عزيمتهم عن مواصلة درب مسيرة النضال السلمي بواسطة المندسين والمنتفعين والمرتزقة وقواته الخاصة وحرسه العائلي بأساليب حقيرة ورخيصة ومكشوفة وواضحة للعيان ولكن دون جدوى.
وـ خلط الأوراق السياسية لصرف الأنظار عن ثورة الشعب السلمية من خلال:
-   افتعال الأزمات الداخلية كانعدام الغاز والبترول والديزل وتارة بقطع الماء والكهرباء وخدمات الهاتف عن المواطنين المشتركين فيها وتارة أخرى بإثارة النعرات القبلية والمناطقية والطائفية والزج بالقبيلة في مربع العنف بغية إشعال فتيل الحرب الأهلية التي يبشر بها منذ انطلاق ثورة الشباب السلمية وختمها أخيراً بالعلماء كما بدأها بهم لجواز قتل المعتصمين وعدم الخروج على ظلمه وفساده في محاولة جادة لإجهاض الثورة وإخمادها ولكن هيهات فالشعب عرف طريقه بحسم خياره ولا تراجع للوراء مهما كانت التضحيات.
-   المراقب للوضع اليمني والأحداث الجارية في بلادنا يدرك حقيقة التطورات المضطرربة وسر المبادرات المتوالية علينا من هنا وهناك والتعامل بحسن النوايا في طرحها من قبل الأشقاء والأصدقاء على حد سواء كونها تمثل إطاراً سياسياً للحل ومخرجاً آمناً للبلاد والتي كان آخرها مبادرة الأشقاء في الخليج والتي وصلت متأخرة جداً وكأنها جاءت لإنقاذ الحاكم من مأزقه الراهن وفصلت على مقاسه المطلوب بالتمام والكمال مع أن المعارضة قبلت بها إلا أن الشباب لم يقبلوا بها، كونها لا تلبي طموحات الثوار المعتصمين في عموم ساحات التغيير وميادين الحرية في أكثر من سبعة عشر محافظة، فقد تجاهلت سقف مطالبهم المشروعة بصراحة في تنحي الرئيس الفوري وأقاربه عن السلطة ومغادرة البلاد دون قيد أو شرط ولم تحقق تطلعاتهم المستقبلية نحو غد أفضل وحياة حرة كريمة والبدء في بناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة المنشودة وكذا لم تحترم إرادة ورغبات وحاجات أبناء الشعب اليمني الكريم الذين خرجوا إلى الشوارع بالملايين للمطالبة بإسقاط النظام الفاسد ولا تخدم إلا الحرس القديم في السلطة والمعارضة على حد سواء لإبقاء الوضع كما هو عليه ومع هذا فإن النظام لم يقبلها ولم يوقعها حتى يومنا هذا بحجج وأعذار واهية، تارة يطالب بالحوار مع المعارضة وتارة بتكليف نائبه بالحوار مع المعارضة، ثم بتحديد آلية تنفيذية لها وأخرى بتوفير ضمانات وحصانة دولية له وأنصاره وهكذا يستمر في مراوغاته رغم صدور القرار الدولي رقم 2014 القاضي بتنفيذها فوراً ونقل سلطاته لنائبه وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في الجرائم والانتهاكات ضد المعتصمين المسالمين منذ بداية الثورة حتى اليوم، ومع هذا كله لم يستجب أو يلتزم بأي تعهد قطعه منذ ثلاثة عقود من الزمان فكيف الآن.
أما الأخ الشيخ/ أكرم عبدالواحد الصيادي ـ رئيس تكتل قبائل الثورة بمحافظة إب ـ فقد قال: أنا أعتبر تعقيدة التركيبة الاجتماعية للشعب اليمني السبب الأول في تأخر حسم الثورة ولذلك انقسام الشعب نظراً لوجود الجهل وغياب الثقافة، وتمسك الرئيس وأولاده بالسلطة واستعدادهم لإبادة الشعب مقابل البقاء بالكرسي وسلمية الثورة والشباب والمعارضة، يا أخي العزيز أنا اعتبر الثورة لم تتأخر بل إنها خفقت نجاحات وأهدافاً كثيرة، المثل يقول أن تصل سالماً خيراً لك من أن لا تصل... ليست العبرة بالسرعة ولكن العبرة بتحقيق الهدف والحرب الأهلية التي حاول الرئيس جر الثوار إليها حتى يتمكن من البقاء على جثث دماء الضحايا، نحن لن نسمح له بذلك، سنحافظ على سلمية ثورتنا، لن نسمح لأحد بالاعتداء على شباب الثورة، نحن متعهدون بحماية المعتصمين، ثورتنا ستنجح بإذن الله وبعزيمة وإصرار الشباب فلا تراجع ولا حوار حتى يرحل النظام.
بعد ذلك تحدث الأستاذ/ عبدالحكيم النزيلي ـ رئيس فرع اتحاد القوى الشعبية بالمحافظة ـ قائلاً: لكل بلد خصوصياته وارتفاع نسبة الأمية والجهل وغياب الدولة المدنية دولة النظام والقانون منذ وصول صالح إلى الحكم أحد خصويات بلادنا وعوامل تأخر الحسم الثوري كثيرة ومنها على سبيل المثال وباختصار شديد:
1.   قبضة صالح الحديدية على السلطة.
2.   تعيين صالح لأبنائه وأبناء أخيه وأقاربه وأصهاره وأنسابه وأبناء عائلته في أهم مفاصل الدولة القيادية عسكرية ومدنية ومالية.
3.   وجود بعض مشائخ الإرتزاق الذين يتحكمون بالمواطنين ويصادرون حريتهم وآرائهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق