الأحد، يناير 15، 2012

15 من يناير ..تاريخ صنع أشعته الطلاب بأحلامهم البيضاء

بقلم : خليل العمري

في مثل هذا اليوم 15" يناير" من العام الماضي دشن طلاب جامعة صنعاء مشروع الربيع اليمني معلنين نهاية عهد صالح ومنظومته الإفسادية التي عبثت بالبلد لأكثر من ثلاثة عقود، يطالبونهم بالرحيل وإلا سوف يتم ترحيله بثورة شعبية سلمية تغرق البلاد..

خرج طلائع جامعة صنعاء ينشدون للحرية والحياة ،مستلهمين من شباب ربيع تونس مسيرتهم السلمية التي أذهلت العالم، وفي أمام سفارتهم بصنعاء غنوا "إذا الشعب يوما أراد الحياة..فلا بد أن يستجيب القدر" وهتفوا (يابوعزيزي يا مغوار .. احنا معاك على خط النار .. ضد الحكام الأشرار).

لكن صالح وزعماء عصابته الأشرار كعادتهم لم يفهموا الدرس بعد من تونس بلد الياسمين، ظل يراوغ تارة ويسخر تارة أخرى معتبراً أن اليمن ليست تونس وأنه سيواجه تحدي الطلبة العزل الا من أحلامهم بترسانة يحيى وأحمد.

جميلة تلك السيمفونيات الرائعة التي غناها هولاء الفرسان من تحت زخات الرصاص معلنين أن الرحيل هو آخر قرار وأن على المسخ صالح أن يحجز له شقة بجوار المخلوع بن علي (لا حوار لا حوار حتى يرحل الأشرار
- خذ لك شقة بالمجان بالطائف أو نجران - ثورة ثورة يا شعوب حتى يلجأ للهروب ).

حشد صالح عصابته المتسلحة بالبلطجة والبشاعة وأعد جهازه البوليسي لقمع أحلام المستقبل، ودفن اليمن الجديد،لكن الرد كان سريعاً ومفاجئا ، أضعاف الطلاب في اليوم التالي يتقاطرون إلى بوابة الجامعة كما تتقاطر زخات المطر يهتفون الشعب يريد بناء يمن جديد.

أطلقت عليهم الرصاصات القاتلة،تحول حرم الجامعة إلى مسرح لإرتكاب الجريمة بحق أنبل شباب اليمن،أعتقل العشرات سقط الجرحى لكنهم صامدون هنا..وفي قلوبهم غصن الوفاء النظير.!

يصدر فرسان الثورة في اليوم التالي تحذيراً لصالح: إن الممارسات الهوجاء التي تمارسها وبلاطجتك لن تثنينا عن مواصلة مسيرتنا النضالية التي تستند الى ارادة الشعب التي لا تقهر.

وبالفعل كان الشعب اليمني حاضرا بأحزابه وقبائله ومثقفيه،وكم هي حاضرة عبارة الأستاذ الكبير /نصر طه مصطفى في ذهني،ضحوا بدمائهم وبأرواحهم وبأغلى مايملكون فليس من العدل أن نتركهم وحدهم.

تحولت الثورة الطلابية إلى ثورة شبابية شعبية،خرجت تعز عن بكرة أبيها،وعدن،والحديدة، وإب وحضرموت في لوحة حضارية بديعة تعكس مدى وعي هذا الشعب وتماسكه، وبدأ نظام صالح يتهاوى كأوراق الخريف أمام مد الثورة وقوة عاصفتها.

عام كامل والثورة تحقق إنجازاتها بثقة وثبات، عام كامل وثورتنا النظيفة تنتهج السلم والحكمة، تثبت أن إرادة الشعب هي الأقوى وأن عزيمته لاتقهر، وأن الطغاة وإن كانوا جبابرة ،قلوبهم مهزومة، مدحورة، ومصيرهم الرحيل والمحاكمة..

في هذا اليوم المجيد يحتفل طلائع الثورة وفرسانها الطلاب بذكرى إنطلاقة شرارتها الأولى التي عمدت بدماء أكثر من 148 طالباً من جامعة صنعاء وحدها، فحق على كل يمني أن يرفع القبعة إجلالاً واحتراماً لطلائع الثورة ومدشنوا عصر ما بعد صالح.. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق