الخميس، يناير 19، 2012

أيها الحوثيون .............كفى؟؟؟؟؟؟


Yasser-19922@hotmail.com
يوميات الثورة / إب - ياسر الجابري

لا يخفى على أحد الدور الذي قام به الحوثيون عند انطلاق الثورة الشبابية الشعبية السلميه,والذين عملوا إلى جوار إخوانهم الثوار من مختلف المكونات السياسية والحزبية والقبلية والتي أعطت انطباعا إيجابيا عن هذه الحركة الناشئة ,التي عمل النظام على تشويهها خلال حروب صعدة الست الماضية ,خصوصا عندما وضعت السلاح التي عرف أنها لا تجيد إلا ثقافة الكلاشينكوف والمدفع, وسوقت نفسها على أنها حركة تحمل المشروع المدني الحضاري ,والتي دفعت كثير من الشباب من الالتحاق بهذه الحركة ,خصوصا وأن أهدافها لا تتعارض مع أي هدف من أهداف المكونات الثورية المتواجدة في الساحة.
شخصيا لا زلت أتذكر بداية الثورة ,عندما عملت مع إخواننا من شباب الصمود ,في ساحة خليج الحرية في إب ,في لجنة النظام في الساحة العلوية وتحديدا في البوابة الغربية ,والتي كنا نعمل فيها جنبا إلى جنب ,نتبادل الاحاديث الطيبة ,والتي أعطتني دافعا قويا للجلوس معهم في الليل والنهار , بل كنت أشتاق للساحة للجلوس مع أولئك 
الشباب , الذين كنت أرى البراءة على وجوههم ,ليس فيه غل على أحد ,هدفهم واضح وهو إسقاط النظام ,يتعايشون ويحتكون مع غيرهم ,يذهبون ويتبادلون الجلوس في خيام الأخرين......مما أحسست أن هؤلاء الشباب مظلومون ,ظلمهم النظام بكل ما سوقة عنهم ,من إشاعات مغرضة ,وأنهم لا يجيدون إلا ثقافة السلاح ,وأنهم لا يعترفون بالأخر ,كوني قد رأيت في الساحة ما يثبت عكس ذلك.
الانسحاب إلى العاصمة صنعاء
مع مرور الأيام ,وطول مدة الثورة ,بدأت الأمور تظهر على حقيقتها ,وبدأت الأقنعة تنكشف عن الأجندة الخاطئة التي تسير وراء هؤلاء الشباب الاطهار ,خصوصا بعد الانسحاب المفاجئ لهؤلاء من مختلف الساحات ,ومغادرتهم إلى العاصمة صنعاء.
في البداية ظننت أن صعودهم إلى صنعاء هو من أجل التصعيد الثوري الذي أعلنة الشباب في أواخر أيام شهر رمضان ,لكن بدأت الشكوك تنتابني كثيرا خصوصا بعد أن نشرت بعض وسائل الإعلام أخبار تظهر انسحاب الحوثيين من ساحة التغيير وتزامن ذلك الانسحاب مع التصعيد الثوري الذي كان قد اعلنه الشباب كما ذكرنا آنفا ,والأعجب من ذلك هو انسحابهم المفاجئ دون إخبار اللجنة الامنية بذلك ,مما ادى إلى محاولة اقتحام الساحة من تلك الجهة التي كان يرابط فيها الحوثيين ,والتي أدت إلى إصابة بعض الشباب المرابطين في تلك الجهة التي انسحبوا منها.
نفى الحوثيون ذلك الانسحاب ,وبرروا ذلك بانهم فقط قاموا بنقل خيامهم من تلك الجهة التي كانوا يقيمون فيها ,إلى مكان أخر جوار الجامعة القديمة في ساحة التغيير بصنعاء .عجيب لماذا هذا النقل؟ ولماذا هذا الانسحاب بهذا التوقيت بالضبط؟؟
ظل الحوثيون بموقفهم هذا الضبابي الذي كان يثير أكثر من علامة استفهام ,خصوصا وانت ترى تصريحاتهم تتنافى وتتعارض مع أهداف الشباب المرابطين في الساحات ,كونهم يعتمدون على رفع لافتاتهم الإعلامية أكثر من حضورهم ومشاركتهم في المسيرات والفعاليات التي يقوم بها الشباب في مخلف الساحات ,والتي كانوا يرفضون الخروج فيها بحجة أنها مسيرات حزبيه وليست مسيرات شبابيه ولا أدري من هم الشباب في نظر هؤلاء؟
في ليله من الليالي تفاجأت وأنا أتصفح موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)وأقرأ على صفحة أحد الدكاترة وهو يقول بان الحوثيون يقومون عند خروج المسيرات من ساحة التغيير بالجلوس في داخل خيامهم ويمتنعون عن الخروج في تلك المسيرات ..لا ادري لماذا؟؟؟؟
ويقومون بإعطاء بعض شبابهم مبلغ من المال مقابل رفع لافتاتهم في المسيرات لإشعار الثوار بانهم متواجدين معهم ,وكأن الثورة عباره عن لافتات ترفع وشعارات تردد.
وهكذا بدأت الايام تكشف لنا شيئا فشيئا مما يخفيه هؤلاء من أحقاد دفينة ,ومشاريع طائفية ,وتفريقات مذهبية, وعدم القبول والتعايش مع الأخر ,وأنهم يقولون مالا يفعلون ,ويكتبون شعارات تتنافى تماما مع ما يقومون به على أرض الواقع ,ومحاوله فرض رأيهم ومذهبهم بقوة السلاح كما جرى ويجري في دماج والجوف وبغض مديريات محافظة حجة وغيرها من المناطق التي يحاولون أن يوسعوا من نفوذهم العسكري بقوة السلاح والعنف ,مستغلين بذلك انشغال بعض القوى السياسية بالثورة الشبابية الشعبية السلمية والتي دخلوها بكل عددهم وعتادهم.
المبادرة الخليجية
عقب التوقيع على المبادرة الخليجية في العاصمة السعودية الرياض في 23نوفمبر والتي كشفت عن تجنيد النظام لبعض من عناصر الامن القومي والحوثيين داخل الساحة ومحاولة إسقاط المنصة التي قالوا أنها يحتكرها الإصلاحيون .
وبقولهم أن المبادرة خيانة لدماء الشهداء ,فقد قاموا باقتحام المنصة وتكسير الصوتيات ,وإلى غير ذلك من الامور التي كشفت مدى التنسيق السري والمعلن بين جماعة الحوثي والامن القومي ,والتي بدأت الأيام تكشف عنها بصورة أوضح بعد ان كشفت بعض المصادر الصحفية عن تسلم هؤلاء مبلغ 4مليار ريال من المخلوع (علي صالح)بهدف عرقلة تنفيذ المبادرة الخليجية وإسقاط حكومة الوفاق ,وإفشال الانتخابات الرئاسية المزمع إقامتها في 21نوفمبر2012م.
مسيرة الحياة
مسيرة الحياة التي انطلقت من محافظة تعز إلى العاصمة صنعاء ,كشفت عن مدى تسلق هؤلاء على ظهور الأخرين وذلك بمحاولة إفشال تنفيذ ألية المبادرة الخليجية والتي سقط فيها 12شاب من المشاركين في تلك المسيرة ,والتي لم يسقط فيها أحد من الحوثيين ؟؟والتي كشفت بعض المصادر عن تنسيق مسبق بين الحوثيين وعناصر الأمن القومي ,وذلك بالزج بمسلحين داخل المسيرة ,والاتجاه بهم إلى ميدان السبعين ليتم إطلاق النار على دار الرئاسة ,لتوفير ذريعة لعلي صالح للانقلاب على المبادرة الخليجية والتراجع عن الاستحقاق الانتخابي القادم الذي يشكل خطوة كبيرة في مسيرة الثورة اليمنية.
بعد وصول المسيرة إلى ساحة التغيير وقعت صدامات حادة بين الشباب المحسوبين على تيار التجمع اليمني للإصلاح من جهة والحوثيون من جهة أخرى بسبب محاولتهم إقامة منصة جديدة داخل الساحة بغرض تفريق صف الثورة والثوار داخل الساحة لكن تصدي الثوار ويقظتهم أفشلت هذه المحاولة التي يسوقها النظام عبر التيار الحوثي المحسوب-وللأسف-على الثورة والتي ستكشف الايام على أن رهانهم هذا خاسر لا محاله.
مسيرة الكرامة
عقب ذلك الفشل الذريع الذي أصاب الحوثيين في مسيرة الحياة ,حاولوا تعويض خسارتهم بمسيرة جديدة أسموها مسيرة (الكرامة)والتي انطلقت من الحديدة إلى العاصمة صنعاء والتي كانت تنادي بإسقاط حكومة الوفاق والوصول إلى ميدان السبعين ,ورفعهم لشعاراتهم الطائفية والمذهبية المعروفة ,ونسيانهم لأهداف الثورة التي خرج الشباب لأجلها وضحوا لأجلها بأرواحهم وسقوها بدمائهم ,مع انهم شغلونا أنهم يقولون أن المبادرة الخليجية خيانة لدماء الشهداء, فيما أعمالهم التي يقوموا بها داخل الساحة هي أكبر خيانة لدماء الشهداء كونها تتنافى مع الأهداف التي خرج الشهداء من أجلها.
ساحة يريم
عقب التوقيع على المبادرة الخليجية ,بدأ الحوثيون بالدخول إلى ساحة التغيير بمدينة يريم ,والتي بدأ الشباب يصلون فيها في أول جمعة التي أسميت (جمعة الشهيد إبراهيم الحمدي)في 7/10/2011م والتي لم يكن الحوثيين يشاركوا إخوانهم الثائرين صلاة الجمعة في تلك الساحة ,حتى تم التوقيع على المبادرة الخليجية ,والتي بدأ بعض أفرادهم بالدخول إلى ساحة يريم ,وهذا شيء إيجابي لكن المشكلة هو انهم في كل مسيرة التي تنطلق من الساحة عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع ,يقومون بإطلاق شعارات تنادي بمطالب خارج مطالب الشباب في كل الساحات, وكأن هؤلاء لديهم ثورة خاصة ,لا نعلم ماهي أهدافها؟؟؟؟؟؟؟
وظل هؤلاء على هذه الحالة حتى جاءت هذه الجمعة الأخيرة (واعتصوا بحبل الله جميعا ولا تتفرقوا)والتي حصل فيها نوع من المشادة الكلامية بين هؤلاء وبين الشباب في الساحة بعد رفعهم لشعارات ومطالب تتنافى مع مطالب الشباب في الساحة ,تنادي بإسقاط حكومة الوفاق والتي أعقبها عراك بالأيدي بينهم وبين عناصر من شباب الثورة في تلك الساحة.
في الختام بعد هذا العرض السريع لما قام ويقوم به الحوثيون في بعض ساحات الحرية وميادين التغيير نتساءل نحن كشباب مرابطين في الساحات ,بين حرارة الشمس وقسوة البرد وزخات المطر إلى أين أيها الحوثيون ,هل ستتركون هذه الأعمال الشنيعة التي أضرت بكم قبل أن تضر بالثورة ,فالثورة جارية وزخمها متواصل وأعداد ساحاتها تتزايد ,لأن هؤلاء لا ينظرون ولا يلتفتون إلى أعمالكم الدنيئة ,ودسائسكم الرخيصة ,التي جعلت بعض من كانوا قد اغتروا بكم في بداية الثورة-وأنا واحد منهم-ينفضوا عنكم بل ويطالبون بإسقاطكم مع النظام الذي يعيش أيامه الأخيرة, كون ثورتنا لن تقبل بأي وصي عليها سواء كان هذا الوصي داخلي وخارجي ونقولها لكم بمليء أفواهنا :
كفاكم أيها الحوثيون ,كفاكم تخريب للبلاد والعباد ,كفاكم تفريق لصف الثورة والثوار ,كفاكم نشر الأحقاد والضغينة والتفرقة بين أبناء اليمن الواحد الذي تتأمرون على تمزيقه مع أولئك الذين يطالبون بالانفصال ,كون الذين يقومون بتمويلكم واحد.
ختامآ:كفاكم أيها الحوثيون استعلاء واستقواء بالسلاح والعنف ,فحقدكم الطائفي الذي دفعكم بغباء سياسي فريد من نوعه بأن تصيروا سلاحا بيد (صالح)تقفون به في وجه الثورة والثوار والتي نبارك لكم هذا الدور الذي لم ولن ينساه لكم اليمن والتاريخ (وإن غدا لناضرة قريب) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق