السبت، يناير 07، 2012

مستشفى الشهيد علي عبد المغني _ لا تجد أحداً ينظر اليه ..!


يوميات الثورة /كتب-محمد حمود الفقيه
البعيدون من المكان لا يعرفون شيء اسمه ”مستشفى الشهيد علي عبد المغني “ الواقع في احدى جانبي وادي بناء الشهير ، و بالقرب من مديرية السدة التابعة لمحافظة اب .
سمي هذا المستشفى ، باسم _ الشهيد علي عبد المغني رحمه الله_ شهيد من شهداء الثورة التي أطاحت بنظام الامامة في اليمن ،وواحد كغيره من الشهداء ، ضحى بنفسه ثمناً غالياً لدفع الظلم عن الشعب اليمني ، لكنه لم يكن ليعرف ان ثمّة عصابة في اليمن جعلتهم سلم للصعود و سياقِ للتسلّق نحو هرم المصالح و المنافع الدنيوية الرخيصة ، تجاوز هؤلاء قدسية دماء الشهداء الزكية عندما تخلوا عن أهداف الشهيدعلي عبد المغني و رفاقه ، و أصبحوا شهداء ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة في سجل المنسيين خلال رحلة صالح السياسية ، و لكن الشهيد يضل حياً عند ربه ، و حياً عند أحبته ، حياً في مشاعر الملايين الذين مات من أجلهم و قدم روحه فداء لوطنه و امته .
الشهيد علي عبد المغني _ لم أعرف عنه شيئا ، كوني من الجيل الذي ناضل هذا الشهيد من أجله ، جيل _ أحفاد الشهداء _ لكنني أكاد أراه كل يوم ، و اسمه مرسوم في اللوحة الشمالية على باب المستشفى الذي يقع في واحة ( دار سعيد ) القريبة من مديرية السدة المطلة على وادي بناء الشهير ، هذا المستشفى الذي لا يعد اليوم إلا مجموعة من الصخور تغطيها الأشجار التي تتغذى من مياه وادي بناء الذي يعد من أهم الأودية اليمنية الدائمة الجريان على طول العام .
مستشفى الشهيد علي عبد المغني _ لم ينجو من الفساد الذي غمر فيضانه الأسود كل مرافء التنمية و البناء ، فأوصيب هذا المشفى بالفيضان الإفسادي ، و أصبحت غرفه السماوية جسداً خوار ، ان زارها المرضى يزدادون علة على علتهم ، لا يجدون فيها إلا أوراق الشجر المتساقطة على شبابيكها .
كم يعول على هذا المستشفى من مرضى ، لكنهم لا ينالوا منه إلا حر الصيف و برد الشتاء ، و لو نظرنا الى خارطة السكان المحيطون به من كل جانب ، لوجدناها مساحة كبيرة ، يقطنها مئات الآلاف من اليمنيين ، لا يخلو بيت من البيوت إلا و به مريض ، لا يجد أهله ما يحملونه عليه الى المستشفيات البعيدة الأخري ، هذا هو حال مشفانا الذي يتزين بلوحة بيضاء كتب عليها اسم الشهيد ( علي عبد المغني ) رحمه الله تعالى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق