الأربعاء، ديسمبر 28، 2011

بلغ بالمزاد 3 ملايين ريال.. :حذاء الشهيد أحمد الرعيني شاهد على قبح النظام(فيديو +صور )لحضة قنص الشهيد

يوميات الثورة /إب-متابعة

غادر ساحة التغيير لزيارة جدته في غرفة الإنعاش بمدينة إب، وعاد من منتصف الطريق مع المسيرة وقتلته قوات بقايا العائلة على أبواب صنعاء,, وتقطع حذاؤه في المسيرة الراجلة فبلغت قيمته في المزاد ثلاثة ملايين ومرسيدس بنز، ولا يزال المزاد مفتوحا عبر الصحوة موبايل,,
طوى الأب فراش ولده في الخيمة بساحة التغيير، وقال "هذا مكاني، سأعود إليه بعد أسبوع"..

ويقول زيد الكبوس مشرف ائتلاف "رواد الحرية والبناء" بأن الشهيد أحمد علي بن علي الرعيني – 17 عاما – كان من أفضل الشباب خلقا وانضباطا داخل خيمته بشارع الحرية، وأكثرهم التزاما بحضور المسيرات، وتفاعلا في الأنشطة، وكان لديه من الشجاعة ما يجعله في المقدمة في المسيرات، منذ أكثر من شهر من استقراره في الساحة، بعد أن أعياه السفر إلى السعودية طلبا للقمة العيش، ثلاث مرات هذا العام عن طريق التهريب..

استأذن أحمد الرعيني من مشرف الائتلاف الذي ينتمي إليه، كي يسافر إلى بلاده، لقضاء بعض حاجاته، ومنها زيارة جدته التي في غرفة الإنعاش..

في قرية من قرى ريف مدينة إب، تسمى اليهاري، ولد الشاب الشهيد أحمد علي بن علي الرعيني، ضمن ستة إخوة وأخوات هو أكبر الذكور. وفي اليهاري حيث يوجد أشهر دار للقرآن الكريم على مستوى المناطق الوسطى واللواء الأخضر، ترعرع ونشأ، واشتهر بطيبة قلبه ومزاحه وكرمه وتفانيه من أجل أسرته وإخوانه..

لا تبالي النساء في قرية اليهاري الشهيرة إن قضى أحد نحبه في سبيل الله والثورة والوطن، ويعد أحمد أول أبناء هذه القمة الخضراء المطلة على مدينة إب، يستشهد في هذه الثورة. وهذه أمه وأخته وفتاة أخرى فطنة من قريته يتوعدن النظام العائلي بتشييعه إلى جزاء دنيوي عادل، كما شيعن مع جمهرة غفيرة من أبناء اللواء الأخضر جثمان شهيد مسيرة الحياة أحمد الرعيني. تضيف الفتاة الذكية "هذا هو أول أبناء القرية، وسوف لن نتراجع عن ثورتنا حتى ولو فقدنا كل أبناء وبنات القرية، وسوف ننتصر بإذن الله"..
....شاهد لحضة قنص الشهيد احمد الرعيني

يغلب على قرية اليهاري والقرى المجاورة لها، تزويج الشباب في سن مبكرة، وتسود هذه العادة في ذلك المجمع الجبلي، بفعل وحدة التكوين البيئي والاجتماعي ذي الطابع الديني المحافظ، ويعود ذلك التقارب إلى تأثير مجمع دار القرآن الكريم باليهاري.

وقد حقق استشهاد أحمد أولى أمنياته بأن يدعو لعرسه كل من يعرفهم، القاصي والداني، حتى الحيوانات والطيور، كما قالت تلك الفتاة التي كانت إلى جوار نسوة كثر، شهدن التشييع المهيب لأحمد بعد الصلاة عليه عقب صلاة جمعة الوفاء لمسيرة الحياة بمدينة إب..

في ساحة التغيير وفي آخر شهر من حياته، عمل أحمد في بيع شرائح سبأفون، يشتري منها كميات باسمه، ثم يبيعها في الساحة لمن يريد ممن يستبطئون الروتين في أروقة شركات الاتصالات.. أصبح لدى أحمد ما يسد به رمقه ويوفر حاجته من المال، بل وزاد فنظر إلى من حوله فكانوا يستدينون منه فيعطي كل واحد منهم ما يريد، بطيب نفس وكرم خلق..

لا يزال ابن قريته وجليسه في الخيمة، الإعلامي عبد الخالق محمد منصور، يتذكر معاناة الشاب الشهيد أحمد الرعيني، ومن هذه المعاناة سفره ثلاث مرات هذا العام إلى المملكة السعودية تهريبا، كي يساعد والده في إعالة أسرته وإخوانه، وكان يود أن يعود مليء ذات اليد، وفي كل مرة لا يكتب له فيها النجاح، يعود إلى صنعاء ليمكث فيها تمهيدا لتهريب آخر، ويأبى السفر إلى القرية، حياء من والده وأهله أن يعود إليهم خالي الوفاض.

وفي مسيرة الحصبة التصعيدية شاهد عبدالخالق محمد منصور زميله وابن قريته، وهو يحث الخطى باتجاه مقدمة المسيرة.. لقد وجد الشاب الرعيني نفسه في هذه الساحة الثثائرة منذ انضم إليها، فأعطاها كل وقته وحبه وأخلاقه، حتى إذا غالبه الشوق لرؤية الأهل، استأذن من مشرفه، وذلك دليل نبل والتزام، ليسافر إلى إب، وما ثمة جدة في غرفة الإنعاش، هي أفضل عند أحمد الرعيني، من ثورته، لولا تراكم الأسباب وواجب الطاعة.

ولقد فعلها الشاب الطموح والهادئ، فحزم أمتعته ينوي إقامة يومين، وفي الطريق شاهد ما أذهل العالم أجمع.. مسيرة الحياة متجهة إلى صنعاء مشيا على الأقدام. وماذا على أحمد لو قطع سفره وعاد إلى صنعاء مع المسيرة، وهو الذي قطع مسافات أطول أثناء تهريبه إلى الجارة الغنية، وعلى قدميه أيضا..

يقول والد عبد الخالق، كنت مع المسيرة الراجلة، وفي ذمار رأيت الشهيد الفتى أحمد الرعيني، فأخبرته بوجهتي في المسير مع الشباب إلى صنعاء، فقرر أحمد على الفور الانضمام إلى المسيرة والعودة إلى صنعاء..

ها هو أحمد يدلف إلى أبواب صنعاء، فيحاصر دون دخولها من بوابتها الجنوبية بدار سلم، ويقتل مع أربعة عشر من رفاقه الأحرار، وأكثر من تسعين جريحا، على يد بقايا جلاوزة النظام العائلي المتهالك. وأمام إصرار الشباب طافت الجموع المجلجلة شوارع صنعاء الكبرى، يد ترفع شارة النصر وأخرى تحمل جنازة الشهيد..

يصل الشهداء إلى المستشفى الميداني، وكنت أحد الذين تواجدوا لحظة وصول جثمان أول شهيد من شهداء مسيرة الحياة.. يتوالى وصول الشهداء والجرحى على سيارات الإسعاف والدراجات النارية، ويبذل الأطباء والاستشاريون ما في وسعهم، غير أن إصابة أحمد الرعيني كانت في رقبته، برصاصة غدر ولؤم قطعت منه حبل الوتين، فيوضع في المكان المخصص للشهداء.. لم تستثن وسائل الإعلام ومن بينها قناة سهيل أي جزء من أجزاء الشهيد إلا وقامت بتصويره، واشتد تركيز الصورة على شيئين اثنين: قدما أحمد، والورقة البيضاء التي وضعت على صدره، وقد كتب عليها بخط جميل "الشهيد: مجهول"!!!..

قال عبدالخالق محمد منصور آل قاسم، إن الشهيد بعث بصوره إلى البلاد مع أحد الشباب قبل أربعة أيام من استشهاده. صور تحكي استعداده لحدث كهذا، بل وطلب أن يطبعوا له من هذه الصور إذا ما كتب له أن يرتقي إلى الملكوت كأحد شهداء ثورة اليمن العظيمة..


أما قدمه المتشققة والمجروحة، فقد كانت تحكي ببلاغة، قصة وصوله مع المسيرة الراجلة، بشيء من التفصيل، إذ تقطعت الأحذية والجوارب والأقدام، لكن طموحات الرجال غير قابلة للتقطيع.

وفي حدث عظيم كهذا، ومسيرة على الأقدام اقشعر لها ضمير الإنسانية، لم يحدث أن تأثر اليمنيون والعالم بشيء منها مثلما تأثروا بهذا القدم الذهبي والنعل الذي سقط عنه، إما بسبب السفر وإما بسبب قوات بقايا النظام، وكلاهما قطعة من العذاب..

"تلك مشيئة الله تعالى في إذلال طواغيت الأرض، بأهون الأشياء" كما كتب أحدهم في صفحته على الفيسبوك معلقا على المزاد العلني الذي تبناه موقع الصحوة نت عبر الصحوة موبايل، لبيع حذاء الشهيد أحمد الرعيني، حيث بلغ آخر مزاد مبلغ وقدره أربعة ثلاثة ملايين ريال وسيارة مرسيدس أرنب لصالح أسرة الشهيد، ومليون خامس لصالح أسر شهداء مسيرة الحياة.

"وها هو صالح يمرغ أنفه في الهزيمة والعار، بهذا الحذاء الذي يقض مضجعه كلما زاد المزاد" يضيف نفس الكاتب المشار إليه أعلاه... فرحم الله الشهيد..

وللشاعر فؤاد الحميري:
هــــذه رأسٌ وليست قدمــــــــــــا
فهـــــي لا تصلــــــح إلا للسَــــما
دع ثرانا لا تُغبّرهــــــا بــــــــــــــــه
واصعد المعـــــراج وارقَ السُلّمــــا
ما مَشَـــــتْ إلا لعزٍ ســــــــــامقٍ
فإذا مـــــــــا وطأتْ شيئاً سَـــــما
كل شبر فــي ثرى عالمنـــــــــــــا
يتمنــــــى دَوْسَها المحترمــــــــــا
فهي إن تمشي على (إسفلتنا)
يلصق (الإسفلت) فيها هائمــــــا
ويهبّ الرمــــــل مــــــن غيرتــــــه
فيغطّيها ويبكــــــي مُغــــــــــــرما
مِنْ تلظّيــــــه إلــــــى تقبيلـــــها
يتمنــــــى الريـــــــح لــو كان فما
قَدَمٌ لكنهـــــــا تعلـــــــو علـــــى
كل نعــــــلٍ يتسمّـــــى حاكمــــا


سيرة ذاتية للشهيد احمد الرعيني
الشهيد : أحمد علي بن علي ا لرعيني
من مواليد 1992م قرية اليهاري عزلة بلاد الروس مديرية ريف إب محافظة إب
درس حتى الصف التاسع فقط (بسبب الظروف الاقتصادية )
تهرب إلى السعودية عدة مرات للعمل لمساعدة والده
سماه والده أحمد الطيار أملاً أن يكون يقود طائرة يوما ما

صور تؤكد ان الشهيد احمد الرعيني هو صاحب الحذاء 








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق