الخميس، ديسمبر 22، 2011

الشهيد بلال البعداني تمنى الشهاده في إب فنالها في تعز


يوميات الثورة اليمنية/إب بقلم -حسن البعداني
إن من قدّم حياته رخيصة في سبيل الله حريُّ بنا نحن الأحياء أن نأخذ من سيرتهم العضة والعبرة لأن الشهادة اصطفاء من الله والله لن يصطفي إلاّ من يطلبها .
فهذا الشهيد بلال يحي عبد الله البعداني  طلبها بحق فأنا حينما أتحدث عنه أتحدث من واقع لقاءاتي به  في خليج الحرية في إب وساحة التغيير في صنعاء والتي كانت أطول فترة قضيتها معه وتعرفت علية عن قرب فقد التقينا في خيمة واحدة لفترة تصل إلى 45 يوم وكان مما شد انتباهي في أخي الشهيد بلال .
أولاً: إبتسامتة التي لا تفارق محياة لمن يعرف ومن لا يعرف خدمته لزملائه وكأنة المسئول عنهم وبالأخص الجرحى والذين كانوا يصابون أثناء المسيرات فتجده ممرضاً يلبي لهم كل طلباتهم سواءً كانوا رقوداً في المستشفى أو هم داخل الخيمة ومما شدّ انتباهي أكثر .. أمرين رئيسيين
أولهما / كنت عند نقاشي له وجلوسي معه بحكم قرابة النسب فيما بيننا فيدور حوار عن الجنة والشهادة وما أعدة الله للشهداء في دار الخلود فإذا به يحدثك عن الحور العين وعن الجنة وعن ما يناله الشهيد وبالمقابل يهون عليك من أمر الدنيا وما الفائدة من الجلوس والبقاء فيها وكأن لسان حالة يقول (فيا موت زر إن الحياة ذميمة)
ثانيهما /إذا ما صعد منادي المسيرة على المنصة مساءً ينادي أيها الثواّر تعلن اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية السلمية عن مسيرة يوم غد الساعة العاشرة صباحا ...
يقرع هذا النداء أذني الشهيد بلال البعداني فإذا به مباشرة ينوي صوم اليوم الذي ستخرج فية المسيرة تحدثنا معه في أكثر من مرة يا أخي صعب الصوم مع المسيرة لأنك ستبذل جهد كبير فيها فيجيبك بقولة أريد الجمع بين الحسنيين صوم وشهادة يريد أن يمزج بين الصوم الذي أجرة لا يعلمه إلا الله وبين الشهادة التي درجتها مع الأنبياء والصديقين فكان يخرج للمسيرة متقدماً الصفوف مستقبلاً بصدره رصاصات قناصتها متمنياً شهادة تقربه من الباري عز وجل .
آخر جلسة لي معه كانت قبل عيد الأضحى بأربعة أيام في الساحة في صنعاء ونحن داخل الخيمة جاءني يستشيرني عن بقائه لقضاء أيام العيد في الساحة وميله أكثر لقضائها مع أبوية حتى يجلس معهما ويتقرب منهما وسيتسمح منهما ويعفوان عنة بحيث لا يعود إلى معتصمة إلا  وقد أطمأن لرضاهما عنة فأشرت علية ونصحته للذهاب لقضاء أيام العيد مع أبوية .
فذهب إليهما وكان لة ما أراد ومما شدّ انتباهي وزاد في إعجابي خلوة مع كتاب ربة فهو واحد من الشباب الذين كانوا يداومون على قراءة القرآن وبالأخص في الأيام الأخيرة وهكذا شهد لة الشباب الذين كانوا معه حال إستشهادة وكان له كتيب يلازمه ويقرء منة حال جلوسه في الخيمة هذا الكتاب يحمل عنوان (ليلة في الجنة وليلة في النار) .
وكذالك كان له دفتر يكتب فيه كل حديث عن النبي (ص) حفظة يتحدث عما أعدة الله في جنات الخلود لمن يريدون ربهم وكان له وصية جميلة قصيرة لبها الاعتذار وطلب العفو ممن قصر في حقهم من الأقارب الأباعد وهذا نص الوصية  .
الوصية
(كلمتي الأخيرة هي لأمي وأبي والذين أحببتهم كثيراً ولكن لم يشعرون
أعرف أنهم يحبونني كثيراً وهم لا يعرفون ما بداخلي أطلب منهم وبإخلاص المسامحة على كل صغيرة وكبيرة اقترفتها وبدون قصد .
إلى أخواتي كل السماح والعفو على التقصير المستمر لعدم المواصلة والتواصل والزيارة لظروف الله أعلم بها مادياً ومعنوياً ونفسياً .
إلى إخوتي الأعزاء والذين لم يفهم أحدهم ماذا أريد والله معهم في كل شي
إلى أهلي وأسرتي من أعمام وأخوال وعمات وخالات المسامحة
أخيراً المسامحة  من الأهل قبل الدفن   انتهت الوصية )انتهت الوصية

بلال البعداني طلب الشهادة في إب فجرح فيها في حادثة البرج وكانت الإصابة في يده .
بحث عنها في صنعاء وطلبها لكن الأمر يأتي كما يريده الله فقد كان في 18/9/2011م   هو من فتح بوابة الكهرباء في منطقة القاع والرصاص من حوله كوابل المطر لكنة لم يصب بأذى ونجي في مواقف أشدَّ منها في مسيرات أخرى في صنعاء
طلبها في تعز بعد زيارته لوالديه ورضاهما عنة كامل الرضى .
أما أصعب اللحظات وأكثرها تأثيرا هي تلك اللحظات الأخيرة والتي وقفها مع أمّه حينما كان يقبلها من رأسها إلى أخمص قدميها موزعاً قبلاته عليها كما كانت توزع قبلاتها علية في طفولته
طالباً منها الرضي عنه والسماح له بالذهاب للوقوف أمام ظلم الظالمين وطغاة الطاغين فقالت له يابني إن من يسمع إلحاحك وطلبك للسماح لك بالذهاب إلى الساحة كأنك ستذهب إلى فلسطين
فقال لها أُماه إن بلدتنا تحتاج إلى جهاد للظالمين وهي أعلى مراتب الجهاد وحديثة هذا وهو غارق في تقبيلها حتى وصل إلى ركبتيها وقدميها
وهي كأم تحاول دفع ولدها قائلة بلغة المزاح((كان حباب الركب أيام الإمام ماذلحين معابش إمامة )) فقال لها لا يا أمي مع الأم وبالنسبة للأم فتقبيلها طاعة وفربى إلى الله .
ثم ودعته أمه وهي تقول له إذهب رضيت عنك عفوت عنك سامحتك وسمحت لك وهي تدعوا له بكل دعوة استحضرتها للتوفيق له في الدنيا ة الآخرة .

فيديو لتشيع الشهيد بلال في مسقط رئسة بقرية بيت البعداني بمحافظة إب


هناك تعليق واحد:

  1. الاخ الاصغر للشهيد18 أبريل 2012 في 2:08 ص

    رحمت الله علئ الشهيد
    وادخله الله فسيح جناته
    وان لله وان اليه لراجعون

    ردحذف