السبت، ديسمبر 31، 2011

الثورة مسيرة حياة

يوميات الثورة /بقلم عمار الاصبحي

الثورة مسيرة حياة
(1)
إنها كما قال (لينين) :"لا يمكن أن يصنعها بطل أو اتفاقية ،ولكنها تنمو حينما يتوصل الناس إلى استنتاج بأنه لا يمكن الاستمرار بالعيش هكذا"
فهي ليست حالة تُفتعل عند الحاجة كمناورة سياسية أو كمشروع خاص قابل للربح و الخسارة..الثورة:نتاج طبيعي وإرادة عفوية لا يمكن احتواؤها أو اختزالها بهدف أو مسافة أو زمن؛ إنها البداية والنهاية والفعل المستمر والغضب المتصاعد الذي- تظل- أمامه كل الخيارات مفتوحة.. كالوقت-لا سلطان عليها-لا نستطيع تقديمه أو تأخيره..
كالسيف- تقطع وتسيل الدم-إذا لم نقطع/ه وننجز به ما نريد!!
(2)
وقّع أو لم يوقع ، فالرجل قد وقع فعلاً ولا أظن أن مجلس الأمن ومعه المجتمع الدولي سيمرر هذه "المبادرة" التي تمنح مجرمي الحرب الحصانة من الملاحقة القضائية؛
إنني على يقين بأنهم يدركون جيداً أبعاد هكذا حماقة وأثارها الخطيرة على القيم والمبادئ الإنسانية وشرعية عدالتها..
لذا، يمكن القول في هذه اللحظة الحرجة إن على شباب الثورة اليمنية الجديدة استشعار مسؤوليتهم واستعادة زمام الفعل الثوري للدخول في مرحلة جديدة من الإنجاز.. وعلى "صالح" وعصابته التي تشاركه اليوم الجريمة ونفس المصير،إدراك أن لا أحد في الداخل أو الخارج قادر على منحهم "مناطيد"تمكنهم من القفز والنجاة.. وبالتالي عليهم فقط تحديد الشكل المناسب لنهايتهم المحتومة ولا داعي للمراوغة في نفس الحلقة وذات الاسطوانة برصيد متراكم لجرائمهم ضد الإنسانية!
(3)
الشقيقة: مرض وصداع نصفي مزمن أصاب اليمن، بسبب التمدد المتزايد و التورم و خفقان شرايين الرأس.. وهو من أقسى أنواع الصداع؛حيث يتكرر من حين لآخر ويكون مؤلماً جداً إلى درجة يجعلها تميل إلى البكاء وإفراز الدموع الغزيرة رغماً عنها. لذا؛ أكد الأطباء والخبراء على أنه يجب على (اليمن) تعلـُـم كيفية رفع درجة حرارة جسمها بنفسها وبيديها دون معاونة كتمرين دائم؛ لأن هذا الأسلوب وحده من شأنه أن يقلل خطورة وحدة الإصابة بهذا المرض الخبيث!!
(4)
لقد ألغت نمطية المسافة، وهاهي تقترب ببريق متنوع لتكسر قداسة المركز؛
تعز_رغم جراحاتها النازفة_تتجاوز"الخطوط الحمراء"وتقود مسيرة الحياة نحو صياغة مستوى أخر من الثورة.
هي حقاً المدينة الحالمة التي تعزّ عليها حرية وكرامة وآدمية الإنسان .. أبداً لن تذل،
إنها تدفع اليوم الثمن الأغلى؛ وذلك حفاظاً على الثوابت الوطنية والقيم النبيلة التي أجمع عليها الشعب اليمني شمالاً وجنوباً بثورة سلمية أدهشت العالم..
وبالتأكيد ستستمر_هكذا_حتى تتمكن من إنجاز حلم(ها/نا) وطناً يتسع للجميع..
أقول هذا وبكل فرح؛ لأنها مهد ثورتنا اليمنية الجديدة وشعلتها التي لا ولن تنطفئ..
بالتالي ، علينا جميعاً استشعار المسؤولية وعدم جعلها في هذه اللحظة الحاسمة ضحية ارتباكنا وانتظارنا المريب!!
(5)
سألني أحدهم ونحن نستقبل تلك المسيرة:
أين نهاية المسيرة؟
ضحكت كثيراً وقلت له: يا صاحبي هذه المسيرة لها مقدمة و لكن لن تجد لها مؤخرة _أقصد نهاية؛
_أستغرب
قلت:نعم ،نعم إنها مسيرة الحياة!
(6)
ما يجري اليوم في الساحة من تسلط وإرهاب وعسكرة،خطر أكثر راديكالية يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك ضرورة إسقاط النظام المسيطر على الساحة والذي شكل خلال الشهور الماضية عائقاً_يقود على الثورة لا يقودها_وللتوضيح إسقاط النظام هنا لا يعني أبداً ترك الحبل على الغارب أو الزحف نحو المجهول، ولكن لترك الثورة تحدد خياراتها الممكنة_بالجميع_وعلى الجميع استلهام التضحيات والمشاركة في إدارة اللحظة بتماه يستعيد زمام الفعل والقدرة على الإنجاز وبوعي لا يغفل فن الممكن!
للمرة الألف نقول: الثورة لا تقبل الوصاية..
للمرة الألف..نحذر من استمرار ثقافة الاستبداد وسياسة الإستحمار ؛يا عالم، الشعب اليمني لم يخرج إلى الشوارع والساحات ببيان سياسي، الشعب اليمني خرج غاضباً ثائراً بعفوية وإرادة حرة، وبالتأكيد لن يعود إلا وقد أسقط النظام_كاملاً_وحقق كل ما يريد!!
(7)
هكذا..لقد أضحى من الضروري بل والطبيعي بروز قوة ثالثة تمثل الشباب؛ تسند الثورة في صيرورة تحولات اللحظة الجديدة.
نعم، لابد من تأسيس حركة شبابية ثورية، تحمل وتجسد قيم الثورة السلمية نحو يمن جديد..تكون مبادؤها الأساسية _حرية_ مواطنة_عدالة اجتماعية_ثورة..ثورة.. ثورة.

إلى صديقي العزيز عبد الناصر العاصمي
الثائر الذي أستقبل (الحياة)شهيداً..
أقسم بنقاوة دمك الذي يغلي داخلي أن نحاكم كل القتلة ونستمر حتى تحقيق كل أحلام ك/نا .. حتى ننتصر يا عبد الناصر.
ثق يا صديقي،فستظل في القلب ثائراً تسترق الوثب.. حالماً تضيء دهاليز الروح، وتنام كطفل.. وأبداً ..أبداً.. لن أقول وداعاً ..المجد والخلود لك ولكل رفاقك السابقين، ولانامت أعين الجبناء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق