الأحد، ديسمبر 11، 2011

طابور المحاصصة


سليمان الحماطي
يوميات الثورة/ بقلم-سليمان الحماطي 
·   فقه سياسي منحرف آمن به صالح ، وأسكنه في ذاته وفي موجبه احتكمنا له مرغمين لمدة 33 عاماً نموت ونحن أحياء ! وفق منطق هذا النهج الخبيث القابع في ذهن الحاكم القبيح لا يكاد يعيش منا في كل محافظة يمنية سوى عدد من الأفراد يُعدوا بالأصابع لأن نظام المحاصصة اعتمد على توزيع الثروة بتقسيمها إلى حصص لأفراد بعينهم ومثلها السيادة في القرار والحكم داخل المحافظات يتم انتقاء الأشخاص بعناية فائقة بمعيار واحد هو مدى القرب ، والولاء المطلق من دائرة العائلة الحاكمة حتى ترسخت هذه الثقافة ، وأصبحت هي المسيطر على المزاج اليمني في الحكم والتحاكم .
·   وجدنا أنفسنا كيمنيين في ثورة عارمة خرقت جدار التفكير ، والمنطق العام لليمنيين ،وأحدثت زلزال لنظام التعامل بين كل مكونات المجتمع كأشخاص ، وأحزاب ، وجماعات شبكة الحلول للمشاكل الخاصة ، والعامة كانت تعتمد كلياً على جاهزية المختلف عليه لتطبيق نظام المحاصصة بحيث يحتفظ أطراف الصراع بمواقعهم التي تمكنهم من الحصول على نصيب الأسد ، ويبقى الشعب مالك الكعكة يشتّم رائحة الطبخ ،ولا حصة له.
·   لقد رأينا ثقب في جدار ثورتنا تسربت من خلاله إشعاعات مزعجة ، وقاتلة لأحلام القريب العاجل هي بمثابة إعادة لبرنامج مباشر شاهدناه طيلة 33 عاماً يتقيأ أولو المحاصصة روائح نتنة لما أكلت بطونهم حق العامة .
·   خرج الشعب بكل مكوناته بإجماع ثوري يحرق قاموس صالح حيث مصطلحات المحاصصة ، وزرع الحقد ، ونشر الطائفية فكيف بنا نجد اليوم في مدرسة الثورة النموذجية طابوراً يهتف للمحاصصة !! باسم الجنوب تارة ، وباسم الطائفية تارة أخرى ، وآخرها الحزبية لا تفسير لهذا المشهد إلا أنه نُسخ مطبوعة من قاموس صالح يتطلب من شباب الثورة حرقها بعيداً من الساحات حتى لا يعكر دخانها صفو الجو الثوري العام ذو النقاء الرباني التام .
·   "قل أرونا وطنيتكم إن كنتم صادقين" هذا هو الرد من شباب الثورة لسجناء الحماقة الذين لا يجدون خطاباً سوى "أين مكاننا" ، ولا عملاً إلا "هذا لنا" ، ولا توجه لهم غير "نريد حصتنا" إنها مهزلة يجب إيقافها ، وعبث بمقتنيات الثورة يتطلب إدخال أهله في دائرة الوسخ الصالحي ليتسنى تطهير الثوب اليمني من كافة دنس العائلة ، وأزلامها .
·   كشجرة خبيثة يجب اجتثاثها هم أصحاب فكر المحاصصة المتلبسين بثوب الوطنية ، وكشجرة طيبة سقاها الشباب من دمائهم ذلك حال أصحاب فكر الحكم ، والتحاكم وفق منطق العدالة ، والوطنية الحقة فعلاُ رأينا ثمرة لهذه الشجرة تمثلت بخطاب مجلسنا الوطني الموقر ، وهو يحدد معايير الاختيار للحقائب الوزارية في الحكومة الانتقالية تتجلى في الكفاءة ، والنزاهة إقرأوها جيداً إنها تعني الشخص المناسب في المكان المناسب إنها أفكار غابت عنا مدة من الزمن رأينا فيه الحزب الأكبر ، والبقية صغاراً عبيد رأينا فيه جنوب ـ شمال ـ وسط ـ قبائل ـ طوائف !!  إنها لعنة ثورية ستصيب كل من يحاول استعادة ملف المحاصصة المحذوف تحت أي مسمى كان ، والثورة في طريقها لاستئصال بقية الأجزاء العفنة من جسد النظام الميت الواقع على أرض الوطن الحبيب .
 بريد إلكتروني للكاتب  s.alhamati@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق