الثلاثاء، سبتمبر 20، 2011

الزياني وابن عمر .. للثورة اليمنية .. شر غائب ينتظر (!)


يوميات الثورة/بقلم د/حسن شمسان
دائما ما رددنا بأن إرادة الشعوب من إرادة الله؛ ويترتب على ذلك بأن ثورات هذه الشعوب وإرادتها لن تقهر ولا قبل لأحد بها؛ مهما كان بلغ جمعه وعلى زبده، ومهما كانت قوة هذا الجمع؛ فحاله ومآله (سيهزم الجمع ويولون الدبر)  ولم يعد أحد يشك بأن كل الأنظمة الشقيقة والصديقة - مع استثناءات قليلة - تقف موقفا مناهضا لهذه الثورات؛ كما لم يعد هناك شك بأن الدول الصديقة هي من ألد الأعداء لها لما تربطها من علاقة حميمة بإسرائيل المستفيدة الوحيد من فشلها والمتضرر الأكبر من نجاحها؛ لكن الذي لا يفهم وفي الوقت نفسه يوغر في صدر الشعب  اليمني ويثقل كاهل ثورته؛ عندما يأتي هذا العداء نفسه وبدرجته نفسها من قبل القريب  وصدق الشاعر إذ قال:
      وظلم ذوي القربى أشد مضاضة    ...   على النفس من وقع الحسام المهندي
 وهكذا كلما همت الثورة بالحسم والخلاص؛ همت لها المبادرة بالإفلاس؛ ولما كان ذلك كذلك؛ فإن المجتمع الإقليمي والدولي لا يقلقان إلا في حالة واحدة؛ وهي عندما يبدأ نظامهم يعاني من سكرات الموت؛ وهذا الذي جعل الزياني وابن عمر  يدهشان  اليمنيين بقدومهم المفاجئ إنهم يريدون أن يستمر هذا النظام - استغفر الله - بقية صالح أو بمعنى أدق بقية إبنه أحمد ولو كان في صورة الميت سريريا؛ بمعنى آخر أن الثورة كلما ثارت ومن النصر اقتربت اقترب جور المؤامرات في صورة المبادرات ؛ ليمشي الزياني هرولة نحو اليمن تحت مظلة القلق الدولي على تدهور الوضع في اليمن؛ وهم يعنون به طبعا تدهور وضع خادمهم بقية البقية؛ فالزياني لم يركض نحو اليمن وباعا وهرولة وسراعا؛ خوفا على اليمنيين وإنما خوفا على خادم المتآمرين أن يلق حتفه وأن يسقط في الهاوية ولم يعد نرى لبقيته من باقية؛ لهذا أصبحوا بعد أحداث صنعاء الدامية متأكدين من أنه وخلال أسبوع - هذه المرة - سوف توقع المبادرة لتنفذ ومن دون حوار  ولعله حتى من دون خوار يسمع للشامي والجندي واليماني.

وأنا أقول - حالفا - والله الذي لا إله إلا هو أن هذه المبادرة التي ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب ليست في حقيقتها سوى مؤامرة وهدفها أنه كلما أشعل الثوار نارا للحسم أطفأت وهجها المبادرة؛ فهي تلاحق ثورتنا منذ بدايتها حتى الآن؛ لتمثل لها وفي كل منعطف  من منعطفاتها أو حدث قوي من أحداثها  مخدر  أو مسكن فكانت بمثابة القشة التي يتمسك بها الغريق؛ بيد أن الغريق هذه المرة ليست البقية التي جعلها التصعيد في حكم الفارة؛ بل الجارة التي تجاوز ظلم مبادرتها  الحدود وحتى تضل الثورة وفي كل مرة تقدم القتل بالتقسيط وفي الوقت نفسه لا تسود فهي لها أي المبادرة بمثابة السدود.

وإنني من هنا أقول أتمنى أن تفشل المبادرة هذه المرة فيما نجحت به في كل مرة وأنها لن تخمد وهج الثورة وأن التصعيد الثوري سوف يستمر تباعا؛ ولن يلتفت إليها وإذا ما حصلت ذرة التفاتة إليها فإن هذا يعني أن الخليجيين يستغلون طيبة الشعب اليمني وثقته فيهم وإنه من الجور يا دول الجوار أن استمروا في تفعيل المبادرة ومعاقبة الشعب وقد منحكم ثقته؛ بمعنى أنه كلما أزف رحيل بقية صالح  وأوشك على السقوط؛ أضاء له نور /دور المبادرة.

إن الشعب هذه المرة إذا ما استمر جريكم وراء المبادرة لن يقفع في فخها من جديد، ولن يدخل التصعيد الثوري في نفقها المظلم؛ بل سوف يستمر في تصعيد وزخمه الثوري بعد أن أدرك تماما أن هذه المبادرة إنما تريد تصديعه ليقع المشترك في واد وبقية فصائله في واد آخر؛ فاحذروا يا مشترك أن تقبلوا ذلك حتى لا تهلكوا مع من هلك وسيهلك من البقية؛ وأنهم مهما جارت الجارة فإن عليها ستدور الدورة وإنه في النهاية - وهي على قاب  قوسين أو أدنى - ستنتصر الثورة؛ فلا يضحك عليكم الزياني ولا ابن عمر فهما بالنسبة للتصعيد الثوري شر غائب ينتظر؛ لأن من أرسلهما لا يريد للثورة ولا لأهدافها أن تنتصر وهذا بالنسبة لهدف المبادرة هو الأدهى والأمر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق