الثلاثاء، سبتمبر 27، 2011

طول مدة التهاون بأخطاء صالح أدت إلى طول مدة النصر

يوميات الثورة/بقلم :محمد سيف عبدالله
ان الله تعالى أخبرنا أنه لا ثابت إلا الله ، ولا حي دائم إلا الله ، فهو الواحد الأحد ...) وما عداه من المخلوقات محتاج ومتعدد ومتغير وفان ، ففي الآية 26 الرحمن ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذوا لجلال والإكرام) فكل ما عدى الله له بداية ونهاية ، ونحن البشر نهايتنا الموت لا محالة ،والزمن بين الحياة والموت هو للامتحان والابتلاء والتدافع والتداول باختيارنا الحر ،ومن اجل الامتحان والاختبار الدنيوي زودنا الله بمقومات التكليف ، وعلى رأسها العقل والحرية ، لنتحمل المسئولية ولكننا لا نستطيع ، وسنقف عاجزين عن تحديد موعد ومكان وسبب الموت ومفارقة الحياة أخفاها الله علينا لنعيش حالة الاستعداد الدائم، ففي الآية 34 لقمان [ وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأي ارض تموت] وطالما أننا لا نعلم متى وكيف سنموت، وهل سنموت بالأجل المسمى أم بالأجل العارض والقاطع للأجل المسمى ؟ ولماذا أخفى الله زمن ومكان الموت ؟ أقول: أن الحكمة واضحة وجليلة وهي : حتى نعيش في حالة يقضه دائمة ،وفي نفس الوقت في حالة أمل و في فسحة الوقت نفكر ونخطط ونعمل ، وننطلق من الشعور الدائم بالرقابة وتحمل المسئولية وشعارنا ( أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا وأعمل لأخرتك كأنك تموت غدا . ففي الآية (16) ق [ولقد خلقنا ألإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ] أننا مكلفون شرعا وعقلاً وواقعاً أن نستصحب الرقابة الذاتية في كل أعمالنا حتى لا نفاجاء بعد الموت كما أجرنا الله في الآية 49 الكهف ووضع الكتاب وتر المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة وكبيرة إلا أحصاها.) فإذا عشنا في حالة يقضه وتذكر دائم ونعتقد بأننا سنموت شئنا أم أبينا سواء بحرب أو بمرض أو بحرق أو غرق أو بحادث مروري ، أو برصاص طائش أو موجة أو غيره أو نموت بالأجل المسمى وهو عمر الجسم المحدد الذي قد يتجاوز الثمانين وقد قيل :(من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد...) وهنا نسأل ما الذي يجعلنا في حالة يقضه دائمة حتى لا تنسى ونغفل ونمل، وهذه طبعتنا البشرية ففي الآية (115)طه [ ولقد عهدنا إلى أدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما ] وفي الآية ( 16 ) الحديد [ ألم يأن للذين امنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ] أقول : وضوح الهدف الذي سنموت من اجله ونسير حياتنا الأسرية والاجتماعية والسياسية وعلاقتنا وانتمائنا على ضوءه .
وللتوضيح والتبصير أكثر نستحضر هذه الأسئلة :
هل هدفنا أن نموت من أجل الحق أم من اجل الباطل ؟
هل هدفنا أن نموت من أجل الإسلام أم من أجل المصلحة؟
هل هدفنا أن نموت من أجل الوطن والشعب ؟
أم من أجل عائلة صالح ؟
هل هدفنا أن نموت من أجل مصالحنا الشخصية ؟
أو القبلية والحزبية أم من أجل مصالح أمتنا وشعبنا العام ؟
،أذكر وأقول : أن علينا أن نعيش لتحقيق هدفين وهما ( توحيد الله وعمارة الحياة لخدمة الإنسانية ) فلا نخاف الموت ، تقدم أو تأخر، متنا بموت عارض أو بالأجل المسمى أهلا وسهلا بالموت في أي لحظة ، ولن نكون كاليهود كما في الآية (6، 7 ) في الجمعة ( قل يا أيها الذين هادوا ... ) .
وهنا علينا أن نتذكر ملاحظة هامة جدا وهي : أن للشريعة الإسلامية قواعد تضبط فهمنا وسلوكنا ومن هذه القواعد( أن النتائج ثمرة لمقدمات ما لمن يحدث تغير لمقدمات )، ( وإن الحاضر امتداد للماضي ما لم يحدث تغير للحاضر ) ، ( وإن المستقبل امتداد للحاضر ما لم يحدث تغير للحاضر ) ،والقاعدة مأخوذة من كلام الله ففي الآية ( 24 ) وما بعدها في إبراهيم ( ألم ترى .... ) وفي الآية 58 الأعراف ( والبلد الطيب يخرج ... ) وفي الآية11 الرعد ( إن الله لا يغير ... ) وفي الآية 53 الأنفال ( ذلك بأن الله لم .. ) وفي الآية 5 وما بعدها الشمس ( فأما من أعطى .. ) وفي الأمثال : ( من يزرع الشوك لا يجني العنب ) ، ( والخبز من ذاك العجين ) .
وقاعدة النهايات مرتبطة بالمقدمات ، والنجاح في الآخرة مرتبطة بالنجاح في الدنيا ، والربح والآجر المستمر في الآخرة مرتبط بأثر العمل في الدنيا ، الأعمال المتعدية النفع وأصدقاء الجنة مرتبط بأصدقاء الدنيا الذين يعملون عمل أهل الجنة وأصدقاء النار مرتبط بأصدقاء الدنيا الذين يعملون عمل أهل النار ، وهنا نسأل أنفسنا إذا متنا هل انتهينا من الحياة الدنيا أم سنبقى أحياء وسط الشعوب ؟ ولفهم الجواب أقول : إن القيم المادية والمعنوية التي عملنا من أجلها هي التي تحدد مكانتنا وأثرنا الحسن أو السيئ دنيا وآخره .
القيم المادية ( المال ، والعقار ، والجاه ، والسلطان ، والأولاد ) ،البعض يعبدها من دون الله يحب ويكره ويعادي ويصادق ويوالي من أجلها فتتحول إلى وبال عليه في الدنيا والآخرة ، والبعض وهم القلة يتعاملون مع الماديات كوسائل وليس كفايات ، يوظفون المال والعقار والجاه والسلطان لخدمة شعوبهم يبتغون فضلا من الله ورضوانه ودخول الجنة ولكل واحد منا له آثاره من القيم المادية والمعنوية خيرا وشرا ، والناس يترحمون عليه أو يلعنوه ففي الآية 12 يس ( ونكتب ما ... ) ورسولنا يقول : ( من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ومن سن سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها .. )
لنتذكر بأن الله يطالبنا بأن ننظر بعقل ووعي في حاضرنا ومستقبلنا الدنيوي والأخروي وأن نفكر وننظر باهتمام إلى ما يدور في واقعنا لنختار الموقف الذي يرضي الله أولا ، ويرضي ضمائرنا ويرضي شعبنا المظلوم والمتآمر عليه ، ففي الآية 18 الحشر ( يا أيها الذين امنوا .. ) وفي الآية 137آل عمران ( قد خلت من قبلكم ... ) وهذا رسول الله كما جاءت السنن يقول : ( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ) إن توجيهات القرآن وصحيح السنة تهدف إلى رفع مستوى ووعينا وإدراكنا بما يدور لأننا مراقبون ومحاسبون دنيا وأخره ففي الآية 36 الإسراء ( ولا تقف ما ليس لك .. ) ومطلوب منا استيعاب ثقافة الوقاية نظرية وعملية ، ولهذا نجد أن محمد رسول الله أخبرنا بأننا إذ لم نقم بواجبنا الشرعي بالبيان والأمر بالمعروف الأكبر والنهي عن المنكر الأكبر ، وهو منكر الحاكم وأن نقدم الشهداء في بداية المنكر لمنعه وترسيخ وتثبيت الحرية والكرامة والعدالة والمساواة فإن الحاكم سيستبد بنا ويظلمنا وسنقدم تضحيات مضاعفة مادية وبشرية ، وهذا ما يحدث اليوم في وطننا اليوم من تضحيات ، لنستمع إلى تحذير الرسول كما جاء في السنن وصححه الألباني في صحيح الجامع ، قال الرسول : ( بادروا بالأعمال ستاً ، حكم السفهاء ، وبيع الحكم ، وكثرة الشرط ، وسفك الدماء ، وقطع الرحم ، واتخاذ القرآن مزامير ) إنه على ضوء هذا التوجيه النبوي لنقف على واقعنا اليمني ، وخاصة وإن الشعب اليمني بكل قواه الوطنية قد ثار من أجل التكفير عن ذنوبه وتقصيره فقام قومه رجل واحد لإزالة الحاكم الذي قدم السفهاء وباع الحكم لمصالحه واوهم الأمريكان والسعودية انه يعمل لصالحهم، وأكثر من الحرس وأجهزة قمع الشعب ، وسفك الدماء ، وقطع الرحم , واتخذ جامع الصالح تضليلا للمتدينين
لنتذكر الماضي السياسي القريب كمقدمات أدت إلى الحاضر وإلى النتائج التي يتجرع مرارتها الشعب اليمني المبتلى ، الكل يتجرع حكام ومحكومين أنه من دراسة من كتبوا ومن استقراء الأحداث وقراءة تاريخ ثورة 48 م وثورة 26 سبتمبر 1962 وثورة 14 أكتوبر، سنجد أن هناك يد خارجية تلعب لصالحها والمشكلة ليست هنا وإنما المشكلة الاستجابة من بعض عباد أنفسهم ومصالحهم وتسببوا في حرب 8 سنوات بعد ثورة سبتمبر وقتل الآلاف اليمنيين وفشلوا في الحفاظ على عائلة حميد الدين ولكنهم نجحوا في إبقاء أسلوب الحكم بهدف منع تطور وتحديث الدولة ومؤسساتها ، وضمان بقاءنا أذلاء ، وفقراء وممزقين ، ومتخلفين ، ومتسولين ، وعمال سخرة لهم، وجاء ألحمدي وحاول الخروج على أساليب التخلف وإبعاد أسباب التخلف وتحديث مؤسسات الدولة ، وتحقيق الوحدة ، فتآمروا عليه ، وبالتنسيق مع الطامحين إلى الحكم تم قتلته بأيدي يمنية ، ثم جاء ألعشمي وقتل ثم جاء علي صالح ، وهو مدرك لمتطلبات هذه اليد الخارجية ، فكان نعم الوسيلة والمنفذ السامع المطيع لهذه اليد التي وجدت بغيتها . فعمل صالح على تصفية كل الشرفاء والأقوياء الوطنين من كل الاتجاهات القبلية والعسكرية والسياسية والحزبية ووضع بدائل من الضعفاء لكل فئة من السفهاء واستخدم الورقة القبلية ، والدينية ، والطائفية ، والمذهبية ، وجعل كل قوى الشعب كروتاً يحرقها كرتا كرتا ، وهكذا ظل طوال حكمه يستخدم الآخرين بالمال والمناصب .
وفي مقابلة مع الجزيرة في الانتخابات الرأسية 2006م سأله الصحفي أحمد منصور الم تكن حليفاً استراتيجياً مع الإخوان المسلمين قال : استخدمتهم كرتا وانتهوا .
إن جرائم نظام صالح وتصفياته وحروبه القاعدية ، والصعداوية ، والحراكية ، والقبلية ، وكل ذالك من اجل تثبت وأحكام التوريث ، وتثبت الدولة الصالحية ، من اجل التوريث لولده وعائلته دمر سلطة الدولة وحولها إلى سلطة العائلة ، ودمر الجيش الوطن وأوجد بدلا عنه حرس العائلة ، ودمر أصول الاقتصاد وثروات البلاد وحولها إلى أصول للعائلة أخيرا ،
أنه من عجائب العجاب أن بعض من اليمنيين الذين تقطرنوا وهم قلة ولاشك غيبوا عقولهم وأضاعوا حكمتهم ونسوا أن الله سيحاسبهم على مااودع فيهم من عقول وفطر ، هؤلاء رضوا لأنفسهم أن يكونوا مع من يقتل النفس التي حرم الله ورضوا أن يقوموا بدور هامان وفرعون . ورضوا بأن يكونوا من الظلمة ، وقد حذر الله المسلمين أن يكونوا من أعوان الظلمة فقال في الآية 113 :( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم ...) وكل العقلاء والمحللين الاستراتجيين والعسكريين يقولون مهما أمعن الحاكم في القتل والتدمير ضد شعبه لن ينتصر وإنما في نهاية المطاف الشعب هو المنتصر وصدق الله ( ولا تركنوا إلى الذين ...) أنه ليس لدنيا شك أبدا بان النصر قادم لا محالة لان ثورة الشعب اليمني بكل قواه وشرائحه قرر التغير والتخلص من توريث الحكم الذي أعدله صالح كل العدة ماليا وعسكريا وداخليا وخارجيا ولكن إرادة الله من إرادة الشعوب [ والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق