الأحد، أغسطس 07، 2011

حظر جوي على مقاتلات صالح


يوميات الثورة/كتب-محمد سعيد الشرعبي
لدواعي دستورية وإنسانية وعملا بالفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بات من الضرورة المحضة إنقاذ اليمنيين من جرائم الإبادة التي ترتكبها القوات الجوية لنظام الحكم العائلي في مديرية أرحب بمحافظة صنعاء وبمحافظة أبين الجنوبية ومؤخرا في ريف شمال تعز على مرأى إذا لم يكن دراية المجتمع الدولي المزايد بدفاعه عن حقوق الإنسان وانحيازه لإرادة الشعوب في تقرير مصيرها ..
ومع استمرار بقايا نظام صالح في استخدامهم المفرط لسلاح الجو ضد المدنيين في أبين وتعز وضد القبائل التي تدافع عن نفسها من القصف المدفعي والصاروخي لقوات الحرس الجمهوري من شهور خلت، يستوجب على منظمات المجتمع المدني والقوى السياسية، وفي مقدمتها أحزاب اللقاء المشترك مضاعفة جهودهم الدبلوماسية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لتحريك ملف جرائم الإبادة المتواصلة، بهدف فرض منطقة حظر طيران على الطيران الحربي اليمني المسيطر عليه وجزء كبير من القوات المسلحة من قبل النظام العائلي المسخر لقتل المدنيين بمبررات واهية تحرمه المادة 40 من دستور اليمن ..
قد يختلف وضع اليمن عن عراق صدام حسين الذي فرض عليه حظر جوى شل حركة الطيران فيه لما يزيد عن عقد من الزمن، وربما تختلف دواعي فرض حصار على يوغوسلافيا أثناء حرب البوسنة والهرسك مطلع تسعينيات القرن الفائت عن وضع اليمن الآن، لكن موافقة مجلس الأمن منتصف مارس من العام الجاري على مشروع حظر جوي في ليبيا على خلفية استخدام نظام القذافي للطيران الحربي لقمع تظاهرات مطالبة بإسقاط نظام معمر القذافي، تثبت خلل مزمن في السياسية الدولية التي تسري بمعايير مختلفة، ومعظمها تقر بناء على رغبات للقوى الكبرى التي تنظر لليمن بعين المنحاز لنظام صالح على عكس نظرتهم للوضع الليبي .
ومع إدراكنا للعوائق التي تعيق تحركات قوى التغيير وعدم استجابة المجتمع الدولي لصرخاتنا اليمنيين مما يتعرضون له من قتل وحروب إبادة مروعة على يد قوات صالح تزامنت أبشعها مع زيارة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر،وقبلها تعرفت لجنة تقصي الحقائق على ما سبقها من جرائم وحرائق ضد المعتصمين السلميين في أكثر من محافظة يمنية ،وعلى الرغم من إطلاع المجتمع الدولي على جرائم صالح وقواته التي يقودها أبنائه لم تتخذ أمم بان كي مون موقفا مشرفا تجاه مأساة الشعب اليمني.
ومهما أجحف الأمم المتحدة بهيئاتها ومنظماتها المختلفة، ولم يرقَ موقف مجلس الأمن بحجم مأساة اليمنيين، يتمخض عنه موقف ضد نظام صالح سواء بفرض منطقة حظر جوي على حركة الطيران الحربي على غرار ليبيا، يجب على المندفعين من قوى ومكونات الثورة اشتراطهم على مؤيديهم ومشجعيهم التطبيق مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي اتخاذ موقف من صالح ونظامه الإجرامي، مع يقيني الرافض هذه المبادرة التي فتحت شهية على صالح ونظامه الفاشي في ارتكاب مجازر عديدة ضد المعتصمين سلميا في ساحات الثورة وجرائم قتل المدنيين العزل، وآخرها ما تتعرض له مديرية أرحب التي بلغت ضحاياهم 44 شهيدا و 124 جريحا وتشريد 1500 أسره و تدمير 256 منزلا على مدار أربعة أشهر، وفقا لأحدث إحصائية.
وللتدليل على صمت المجتمع الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية المصابة - بسعار الإرهاب- تجاه جرائم سلاح الجو التابع لعلي صالح ونظامه - غير الشرعي- في محافظة أبين التي تصب نار قذائفها وصواريخها على رؤوس المدنيين والقبائل التي تحارب عناصر «أنصار الشريعة» الذي يعتقد بصلتها بتنظيم القاعدة التابعة لعلي صالح وأجهزته الأمنية.
بإمكان المجتمع الدولي فك ارتباطه بنظام علي صالح وفك قيودهم عن العدالة الدولية لكبح جنون صالح وأبنائه المغتصبين للسلطة في البلاد لأكثر من ثلاثة عقود عاشها اليمنيون كمأساة مستدامة بصبر اليمنيين واعتصامهم بحبل الثورة سيكتب لها نهاية والى غير رجعة .
sharabi53@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق