الأربعاء، أغسطس 31، 2011

الشهيد زكريا الحيافي (المقدام الهمام )


يوميات الثورة/إب
كتب / علي غراب
زكريا الحيافي كان شابا يافعا خلوقا صاحب نفس طيبة وقلب رحيم امتاز بالبساطة والهدوء والتواضع للناس وخدمتهم ونصرتهم ,فما أصعب يوم أن فارقنا وهو في قمة نشاطه وحيويته , فما أصعب أن يفتقده أهله ومحبوه وشعبه الذي ضحى بنفسه من اجله ليعيش في نظام يملأه العدل والمساواة والحرية والعدالة والكرامة وفي دولة مدنية حديثة .
زكريا لم يحدث حدثا يشتكي منه أحد لا من جيرانه ولا من أصدقاءه .
ولد الشهيد زكريا في قرية حصن العطاب– عزلة الحرث – مديرية بعدان محافظة إب عام 1989 م درس الابتدائية والثانوية في مدرسة الأنصار النموذجية  ولم يكمل تعليمه الجامعي – حالته الاجتماعية عازب .
يوم أن بدأت الثورة التحق بها في إب ولمدة وجيزة ثم انطلق
إلى صنعاء وشارك في اعتصام ساحة التغيير بصنعاء والتحق بلجانها التنظيمية وشارك في المسيرات والمظاهرات التي كانت تخرج فما من مسيرة إلا وشارك فيها وكان في مقدمتها كما يقول عنه أصحابه .جاء زكريا إلى اعتصام صنعاء وهو لا يعرف أحدا وجلس في إحدى الخيام فكان يدخل إليها والحياء يداعب وجهه البريء احتراما لإخوانه وزملاءه داخل خيمة الاعتصام وما هي إلا أيام قلائل حتى أحبه أصحاب الخيمة والذي يبلغ عدد الساكنين فيها إلى 65 شخص وأصبح الشهيد ساكنا في قلوبهم وكل من رآه أحبه لطيب أخلاقه .
كان إذا غاب سألوا عنه واتصلوا به حبا وشوقا إلى عدم مفارقته ,فقد كان صاحب ابتسامة عريضة  .
يقول احد زملائه عندما سلمت عليه أول مرة وتبادلنا الحديث أحببته لطبعه الهادئ وتواضعه الجم وأخلاقه التي يأسر بها قلوب محبيه .
لم تمر مسيرة ولا مظاهرة إلا ونحن نشارك فيها  وكنا معه في المقدمة وكنا في وقت العصر من كل يوم نذهب ونمر في جميع أنحاء الساحة وشوارع الاعتصام لزيارة الخيام.
لم يغب يوما عن مسيرة تراه دائما في المقدمة ليخيف البلاطجة بجسمه وطوله العملاق فقد كان مشاركا في أحداث ملعب الثورة وكان في مقدمة الصفوف ولكن لم يحالفه الحظ بنيل الشهادة وعندما كنا نخرج دائما في مسيرات قريبة يقول لماذا لا نزحف إلى القصر فقد كان متحمسا ليوم الخلاص من نظام  علي صالح واليوم الذي يتوج فيه الثوار يومهم بهروب علي صالح من قصر الرئاسة فقد كان دائما يكرر ويقول ( إما نعيش في عزة وكرامة وإلا فبطن الأرض خير من ظهرها).
ويضيف صديقه كنت أقول له يا زكريا هل تحب الشهادة فيقول ( حيا بها ولا الحياة في ظل هذا الظلم والاستبداد والفساد في عهد علي صالح ) , وفي تاريخ 9رمضان قال لي : أدعوا  لي فلعلي لا أعود ولا تنساني إذا استشهدت ) .
وفي نفس اليوم الذي استشهد فيها ذهبت لأراه فوجدت اثنين من أصحابه فقال : أحدهم ( إن الشهيد زكريا كان يقوم الليل من الساعة الثانية وحتى الفجر) وقد استمر بعد إصابته في مكانه  برصاص الحرس العائلي يوم وليلة وعندما تم أخذه إلى المستشفى كانت تفوح منه ريح كريح المسك  .قبل استشهاده اتصل بوالدته وإخوانه وقال لهم سامحوني وكلموا كل أصحابي وجيراني أن يسامحوني .
استشهد في صنعاء وهو صائم يوم الاثنين 16 رمضان 1432هـ الموافق 16 أغسطس 2011م  وسيبعث كما استشهد صائما تقبله الله في عباده الشهداء .






هناك 5 تعليقات:

  1. رمزي ال داود31 أغسطس 2011 في 11:56 ص

    عجزت عن التغليق والكلام والتعبير غير الدعاء برحمة وان يقبله الله في عباده الشهداء خسبنا الله ونعم الوكيل

    ردحذف
  2. والله أننا أحببناه حيا" وميتا" ونسأل الله أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة وأن يلهم أهله الذل والسلوان

    ردحذف
  3. ربنا يرحمه ويتغشاه بواسع رحمته

    ردحذف
  4. فواد النقيب _بعدان ضابي1 سبتمبر 2011 في 10:22 ص

    اللة يرحمة هذا البطل المغوار عجزت الامهات ان يلدنا مثلة اللهم زلزل الارض من تحت اقدام الفسدة والضلمة اللة ينصركم ايه الابطال لا نملك لكم الا الدعاء اللة ينصركم ويثبت اقدامكم على كل من بقى من العائلة الفاسدة (احد ابنا بعدان الاحرار بلغربة )

    ردحذف
  5. الف رحمه تغشاك يا زكريا وتقبل الله من الشهداء العليين
    قسماً نحن على دبرك ماضون ولن نتراجع ولن نهدى ما دام القاتولن خارج السجون ولم ينالو جزائهم الرادع

    ردحذف