الأربعاء، يوليو 20، 2011

الشباب والمجلس الانتقالي (د.محمدعبدالملك المتوكل)


يوميات الثورة/كتابات
أطلق عدد من شباب ساحة التغيير المنضوون في مجس شباب الثورة بصنعاء مبادرة تشكيل مجلس انتقالي يتكون من سبعة عشر عضواً، وفي نفس الوقت كلفوا اللواء عبدالله علي عليوة بالقيام بمهام القائد العام للقوات المسلحة والأمن وتولي رئاسة مجلس الدفاع الوطني. كما كلفوا القاضي فهيم عبدالله محسن بالقيام بمهام رئيس مجلس القضاء الأعلى وإعادة بناء السلطة القضائية على أسس وطنية.
رغم كل ما يقال على هذه المبادرة من ملاحظات وما تحتاجه من تطوير شكلاً ومضموناً وطريقة إخراج إلا أن أصحاب المبادرة يستحقون الشكر لمبادرتهم وفاعليتهم وشجاعتهم وما على من له رأي آخر سوى أن يطرح رأيه سواء لتطوير المبادرة أو تعديلها أو حتى تقديم مبادرة بديلة، وسيكون الترجيح في النهاية للأغلبية من شاب الثورة في الساحات على طول اليمن وعرضها فهم جميعاً أصحاب الحق في رسم منهج الثورة ما داموا وقودها وربان سفينتها. الأمر غير المستحب هو أن يحول البعض ما قد يأتي به طرف من الأطراف إلى صراع وخلاف وهذا لعمري لا يليق بمن يقودون ثورة التغيير وبناء المجتمع المدني الديمقراطي القائم على احترام الرأي والرأي الآخر.
لا شك أن المبادرة التي تقدمت بها اللجنة التحضيرية لمجلس شباب الثورة تثير عدداً من التساؤلات الهامة تتعلق أولاً بمدى اعتماد من أطلقوها على المنهج الديمقراطي في الموافقة عليها من قبل شباب الساحات الثورية. الأمر الثاني مدى وضوح الدور المطلوب من المجلس في هذه المرحلة المهمة وحتى يصبح ممثلاً للأرض والبشر. وذلك يتطلب أن تكون أول خطوة للمجلس هو ربط المناطق التي خرجت من سلطة السلطة القائمة وبحيث يصبح بحق ممثلاً للسلطة السياسية للثورة الشعبية وبذلك يمكن لدول العالم أن تتعامل مع المجلس وبقدر ما يرتبط به من أرض وبشر.. وخطورة ربط المناطق الخارجة عن السلطة القائمة لا يقتصر أهميته على ذلك وحسب وإنما هو مهم جداً لحماية اليمن من التمزق وقيام أمراء حرب ونشوء مصالح مما يجعل من الصعوبة عودتها إلى حضن اليمن الكبير وهذه مسؤولية كبيرة بحكم أن هذه المناطق اليوم لا تزال تدين بالشرعية الثورية. ومن الملاحظ أن من أعلن المبادرة قد تجاوز حق المجلس باستباقه بتعيين قائد للجيش ورئيس لمجلس القضاء ومثل هذه القضايا التنظيمية من صلب اختصاص المجلس كما يلاحظ أن المرأة قد همشت مع العلم أنها تمثل 52% من سكان اليمن وهي شريكة في الساحات وفي ميادين الجهاد وهذا التهميش لم يعد مقبولاً لمن يسعون إلى إقامة الدولة المدنية التي أول مبادئها المواطنة المتساوية.
وعلى كل ما سبق فإن على اللجنة التحضيرية أن تفتح نقاشاً واسعاً يشارك فيه من يستطيع من المعينين في المجلس الانتقالي مع البحث عن آلية لقبول الساحات الأخرى ومشاركتها وقد سبق اقتراح طرحته على الشباب وهو أن تنشئ كل ساحة وبطريقة ديمقراطية مجلساً انتقالياً وعن طريق هذه المجالس يتم اختيار عناصر للمجلس الانتقالي الوطني وبذلك يمثل اليمن كله من حضرموت إلى صعدة ومن شبوة إلى حجة ومن عدن إلى صنعاء وتعز والحديدة وكل المناطق التي تمثلها سبعة عشر ساحة تضم أفراداً من كل مناطق اليمن.
شكراً للجنة التحضيرية على مبادرتها الشجاعة والشجاعة الأكبر أن تتقبل بصدر رحب الآراء الأخرى في سبيل الطلوع بمشروع وطني جامع يشعر كل يمني أنه ينتمي إليه.
* عضو المجلس الانتقالي المقترح من اللجنة التحضيرية لشباب الثورة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق