الأربعاء، يوليو 27، 2011

معركة كسر عظم بين صالح وصادق


يوميات الثورة نقلا عن نقلا عن موقع البيان
بعد عقود من التحالف دخل الخلاف بين الرئيس علي عبد الله صالح وقبيلة حاشد متمثلة بزعيمها صادق الاحمر مرحلة كسر العظم بمواجهات عسكرية لم تعرفها العاصمة اليمنية منذ عقود طويلة دفعت بعشرات الآلاف من السكان إلى الفرار إلى الأرياف.
ومع دخول المواجهة بين قوات الرئيس صالح والشيخ صادق الاحمر زعيم قبيلة حاشد يومها الرابع واتساع قاعدتها لتشمل معظم أحياء شمال العاصمة اليمنية، بدأت المخاوف تسيطر على عشرات الالاف من المعتصمين بالقرب من جامعة صنعاء ومثلهم في مختلف المحافظات للمطالبة برحيل النظام من أن تتحول المواجهات إلى حرب أهلية تقضي على تطلعاتهم وتفتح الباب امام القبائل للسيطرة على الحكم مرة اخرى او تحول اليمن إلى أقاليم يحكمها مجموعة من النافذين.
العاصمة اليمنية التي تعيش في ظلام مستمر نتيجة انقطاع الكهرباء، وتفاقم أزمة المحروقات بدت شوارعها خالية إلا من بعض المارة فيما تكدست السيارات في مداخلها بفعل قوافل السيارات المتجهة إلى المحافظات الأخرى هربا من الحرب بعد ليلة من الرعب استمر سماع الانفجارات فيها حتى الصباح.
الإعلان الصادر عن وزارة الداخلية والتي دعت فيها سكان حي الحصبة الذي يوجد به منزل الاحمر إلى إخلاء مساكنهم فاقم من حجم المأساة، وقد زاد من غموض الموقف اغلاق المنطقة امام الصحفيين بسبب المواجهات العنيفة المستمرة هناك وسط أنباء عن اتساع سيطرة اتباع الاحمر على عدد من المؤسسات الحكومية واقترابهم من مطار صنعاء الدولي.
عشرات الآلاف من رجال القبائل الذين يتجمعون في محافظة عمران القريبة من العاصمة بهدف الزحف على المدينة لمساندة الاحمر يعيدون إلى أذهان اليمنيين استباحة رجال القبائل لمدينة صنعاء في العام 1948. عقب مقتل الإمام يحيى حميد الدين، وقد زاد من المخاوف الصمت الإقليمي ازاء المواجهات التي تشهدها العاصمة اليمنية. ولما كان الأفق السياسي قد انسد برفض الرئيس اليمني التوقيع على المبادرة الخليجية بشأن نقل السلطة إلى نائبه خلال مدة 30 يوما فان الأوساط الشعبية تعتقد أن خيار الحرب الأهلية بات اقرب الطرق للفصل بين جناحي قبيلة حاشد التي أمسكت بالسلطة والقرار السياسي منذ منتصف السبعينات في شمال اليمن وحتى الآن، اذ تبدو الأحزاب السياسية الطرف الاضعف في هذه المعادلة.
وفي ظل امتلاك قبيلة حاشد لعشرات الآلاف من المقاتلين الأشداء وانضمام عدد من قادة الجيش الذين ينتمون الى القبيلة ذاتها إلى المطالبين برحيل الرئيس صالح واحتفاظ الاخير بقوات كبيرة من الجيش إلى جانبه فانه وبدون تدخل الأطراف الإقليمية والدولية يظهر أن المشهد اليمني مليء بالمفاجآت التي قد تدفع بالبلاد إلى تكرار النموذج الصومالي لأن موازين القوة لا ترجح سهولة انتصار طرف على الآخر.
سكان العاصمة اليمنية الذين ناموا وأفاقوا على رعب القصف العنيف لمواقع اتباع الشيخ الاحمر لم يتمكنوا من معرفة حقيقة ما يدور على الأرض خصوصا وان المتقاتلين يغلقون المنطقة أمام الصحفيين، لكنهم اتجهوا الى محلات بيع المواد الغذائية لتكديس المواد الغذائية فيما راح اخرون يبحثون عن سيارات الاجرة لنقلهم الى خارج المدينة بعد غياب هذا النوع من السيارات بسبب منع قوات الجيش عودة من يغادر المدينة اليها .
ويجمع المراقبون على أن الرئيس صالح قد نجح حتى الان في نقل المعركة إلى المربع الذي يجيد اللعب فيه، وبحيث جعل الثورة الشعبية التي كانت تهدد حكمه، خارج إطار معادلة الصراع القائمة اليوم، وظهر بأن المعركة هي بين طرفين تحالفا لفترة زمنية طويلة من اجل الاستمرار في حكم البلاد وخاضا معا حربا ضد الحزب الاشتراكي الذي كان شريكا في تحقيق الوحدة قبل اخراجها منها في عام 1994م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق