الخميس، يوليو 21، 2011

بات ايام اعتيادية في حياتي


يوميات الثورة-حر الإرادة
كعادتي اليومية اخرج من العمل ماشياً أتأمل وجوه المارة حولي ..
اتفرس حال العيون وما تشي به الي من اخبار اصحابها ..
فذاك شارد الذهن مهموم .. وثان متعب تمشي به آلامه وثالث مسرع الخطو نحو هدف يصله .. ورابع يهامس هاتفه او هاتفه يهامسه ..
وتلك تمشي بصحبة فلذاتها واخرى للمارة تمد بالحاجة يدها ..
هذا بطيئ الخطو متعب واخر عجل خطوه ربما من واقعه يهرب .. وذاك شاحب الوجه قد عاثت فيه الايام عبثا .. فتظاريسه لا تنبئ إلا عن صحاري قاحلة لم يعد فيها حياة .. وطفل صغير يبيعك بعضا من تعبه ليشتري منك شيئا من السعادة ..
هذا اليوم أدهشني ثلاثة مناظر لثلاثة اشخاص كل منهم حدثني منظره ببلاغة عن الوطن ..
كم تمنيت أن تلين لي كاميرا تلفوني ليكون المشهد حيا بين يديكم .. لكني كغيري ما تزال الايام تخبئ له مزيدا من العنت ..
كان أول ما صادفته اليوم إمرأتين تحملان فوق رأسيهما الوطن .. كان الوطن مهترئا .. يابساً شائكا متعبا .. كان للحرق يستجدي .. كم اثقل الرؤوس حمله .. ضاقتا به ذرعاً فتوقفتا ووضعتاه جانبا .. طلبا لشيئ من الراحة ..
آه كم هذا الوطن متعب .. ادركتم ما اعنيه ؟!! نعم كانتا تحملان الحطب .. حطب في القرن الواحد والعشرين وفي عاصمة اليمن ..
تجاوزتهن بعد ذاك البؤس الذي علق بي لحظة مروري بجانبهما ..
ها انا امر بطفل صغير .. باهت اللون .. شاحب الوجه يمطر على خديه من غمام المه وعذابه .. كان يحمل في يديه الوطن .. صوت بكائه لا يكاد يسمع ..
مررت به وتجاوزته .. فقط نظرت في عينيه فقط ..ما إن تجاوزته حتى ازداد بكاؤه الخافت وقد تولى إلى الظل .. ودموعه تسحب خطواتي للخلف بالرغم مني .. كان يبيع الوطن .. عذرا (البيض ) .. سألته ما يبكيك .. اجابني بعينيه ( ابكي الوطن ) .. قال لي بعت بالف ريال لكن في منطقة ( عصر ) هجم عليه من يكبره سناً واخذوا منه وطنه .. والان لايمكنه العودة لابيه فجلس هناك يندب حظه ..سألته لم تذهب هناك .. ولسان حالي يقول هناك حقاً يسرق الوطن ..
أعطيته نصف وطنه الذي كان في جيبي وذهبت .. تمطرني عيناه بوابل ألمه ..

ها أنا الان برجل ضخم الجثة أمامي .. قد حمل في يده ( وطنه ) .. انه من الحديد ألحم على طرفه ست شوكات من الحديد الحاد باتقان وفي كل اتجاه .. إنها اداة للقتل لا محالة .. كانت تلك وطنه ..
سألت من كان بجانبي أتعرفه .. قال لي هذا من بلاطجة الحاكم .. قد بدا منتفخ الكرش والوجه فارغ العقل والقلب إلا من حب البطش ..يكسوه الطيش من اخمص قدمه حتى راسه .. كان يهدد بوطنه ( بحديدته ) كل من بجواره فالوطن لديه أداة قتل وتعذيب لا اكثر ..

ها قد عدت للبيت احمل وطناً متعبا بين الحطب والبيض والحديد .. يجمع البؤس والقتل في ثناياه ..
عدت استنجد الله ان يرفق بوطني .. فقد ضقت ذرعا بوطن هكذا حال ابنائه ..
حر الارادة
21/7/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق