الأحد، يوليو 31، 2011

أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء د. محمد الظاهري لـ (اليقين): ثورتنا سلمية في بيئة عنيفة وثأرية


يوميات الثورة -اليقين
د. محمد الظاهري: ثورتنا سلمية في بيئة عنيفة وثأرية
توقع ثلاثة خيارات ثورية وسياسية، ودعا إلى تهيئة الجيش الثوري، واقر بالغالية شباب الأحزاب، وأشاد بسلمية القبيلة وطالب المعارضة بالتمييز بين السلمية والتسليمية وبين الممكن السياسي والاستكانة السياسية..
حاوره: رئيس التحرير- عبد الله مصلح
الأدهى والأمر ان المعارضة الحزبية (ممثلة في تكتل أحزاب اللقاء المشترك) تسعى لإنجاح ثورة بكلفة إصلاح سياسي.
- كيف يبدو لك المشهد الثوري أو بالأصح المشهد السياسي في البلاد؟
ان المشهد، اليماني ثوري والشعارات والميادين والساحات، إصلاحي تدرجي السلوك والمعارضة، في مقابل وجود توجه رافض لكل من الثورة والإصلاح معاً من قبل بقايا الحكم ومؤيديه داخلياً وخارجياً.
فثمة ثائرات وثائرون يرددون شعارات ثورية من قبيل (الشعب يريد إسقاط النظام) ورحيله، ومحاكمة أركان حكمه ومن ارتكب المجازر في حق أبناء الشعب اليمني، وثمة معارضة حزبية ما تزال حبيسة (الممكن السياسي) ومشدودة لمرحلة الحوار واستجداء الخارج والركون أليه وعاجزة عن الانتقال من الممكن السياسي إلى المتاح الثوري. معارضة ما انفكت  تخلط بين الواقعية السياسية والوقيعة السياسية، فهي للوقيعة اقرب.. وما تذمر غالبة كوادرها وأنصارها جراء بطء حركتها وترددها وارتكانها إلى سراب المبادرات الداخلية والوعود العرقوبية (غير الصادقة) خارجياً، إلا بعض شواهد هذه الوقيعة.
وبالمقابل يوجد بقايا أسرة الحاكم وأنصاره ومتزلقيه، ما تزال أيديهم على الزناد.. استمرؤوا اختزال المؤسسة العسكرية والأمنية في معسكرات عائلية التوجه والأهداف، تستخدم أحدث الأسلحة القتالية ضد الثوار السلميين، مصممة على إنزال العقاب الجماعي بحق غالبية الشعب اليمني الذي رفض ظلمها وفسادها واستبدادها يسندهم طامع إقليمي شقيق (سعودي تحديداً) ومتآمر دولي غير صديق (أمريكي تحديداً) ينتهك السياد. ويحتوي القرار.
انه مشهد ثوري في واقع عصي على الثورة وطارد لها، بل أنها بيئة يمانية ثورية الشعار، إصلاحية الممارسة والفعل.
نفهم من كلامك أن هذا الواقع هو سبب تأخير الحسم الثوري؟
ثمة أسباب عديدة لتأخر حسم الثورة، سواء أكانت ثقافية واجتماعية أو سياسية حزبية وخارجية فثقافياً، ما يزال بعض اليمنيين مشبعين بثقافة الزهد في التغيير والتمتع بحقوقهم، وحرياتهم، حيث ما انفك فكثير من أنصار الحاكم ومؤيديه يتعايشون مع ثقافة قبول الواقع رغم قسوته وسوئه، بل يلاحظ ظهور قوى مضادة للثورة تسعى باستماتة لتحويل الثورة إلى أزمة، ومحاولة دسترة الثورة وتلبيسها رداء الإصلاح السياسي (التدريجي) لا الثورة الشعبية، وكذا السعي لحربنة الثورة السلمية، كالتلويح بالحرب الأهلية وتوزيع أسلحة على اشياع الحاكم وأنصاره، والتعامل مع المسيرات السلمية بالرصاص الحي والغازات السامة، بل واقتحام بعض الساحات كما حدث لساحة الحرية بتعز الأبية.
أما السبب الاجتماعي لتأخير الحسم الثوري، فيتمثل في انتشار تنشئة اجتماعية هي اقرب إلى أسلوب تخويف النشء وتعويده على الطاعة العمياء والصبر على الفساد والاستبداد، والنظر إلى الحاكم على انه بمثابة اب سياسي، بل وسعي البعض الى تقديسه وتأليهه، ومن ثم ينظر هؤلاء إلى الثورة على إنها كفر سياسي، رغم ان السماء بريئة من ظلم الأرض، كما ان الإسلام برئ من الصنمية السياسية وتقديس الحاكم، وفي هذا السياق، يلاحظ بروز كتلة صامتة من اليمنيين واليمنيات، ويبدوا أنهم قد أصيبوا بحالة من التبلد تجاه الثورة الشبابية ، والخشية ان غالبيتهم قد تملكهم داء الاستكانة والعجز عن مقاومة الظلم والفساد.
أما السبب الحزبي، فيتمثل في خصوصية المعارضة الحزبية اليمنية، فعلى الرغم انها ما تزال لديها قدرة على حشد الكوادر والأنصار، بل لانجافي الحقيقة إذا قلنا ان غالبية ساحات التغيير وميادين الحرية تزدان بالشباب الحزبي، إلا ان المشكلة تتمثل في تلكؤ المعارضة وخوفها من الانتقال من المعارضة الحزبية السياسية الى الفعل الثوري، والأدهى والأمر ان المعارضة الحزبية (ممثلة في تكتل أحزاب اللقاء المشترك) تسعى لإنجاح ثورة بكلفة إصلاح سياسي كما ان من مواطن ضعف هذه المعارضة انها تخلط بين مفهومي السلمية، بمعنى ان تكون الثورة سلمية، وهذه مقبولة ومحبذة كبديل للعنف والثأرية، وبين التسليمية، بمعنى ان تستلم المعارضة والثوار السلميون للعنف ومليشيات بقايا الحاكم، وهذه مرفوضة وغير محبذة، لان أثارها كارثية على اليمن مجتمعاً ودولة وثوار معاً.
كما ان ما نأخذه على المعارضة انها عاجزة عن التمييز بين الممكن السياسي والاستكانة السياسية، فالأول مرغوب فيه، بشرك ان يكون مؤقتاً وخطوة في اتجاه تحقيق أهداف الثورة. اما الاستكانة السياسية فمرفوضة، لأنها سبب من أسباب استمرار التخلف والفساد والاستبداد وإجهاض الثورة.
وماذا عن السبب الخارجي؟
السبب الخارجي يعد من أهم الصعاب التي تواجه الثورة اليمنية وتأخر حسمها، بل لا أبالغ ان قلت ان الخارج سواء أكان إقليميا او دولياً غالباً ما يسعى لإجهاض ثورات اليمنيين واحتوائها. ورغم أنني لست مولعاً بنظرية المؤامرة، لكن المعضلة ان الخارج (شقيقاً وصديقاً) قريب من شؤوننا اليمنية أكثر مما ينبغي. وما التدخلات السعودية والأمريكية والبريطانية من هذه الثورة إلا دليلاً على هذا الاستنتاج.

وان إطار نقد الذات اليمانية، تقول: انه صحيح ليس مطلوب من السعوديين والأمريكيين والبريطانيين ان يكونوا يمنيين أكثر من اليمنيين، ولكن من الصحيح إرضاء ان هؤلاء الأشقاء والأصدقاء قد دعموا الفساد والاستبداد، وما يزالون كما ان من سوء حظ هذه الثورة اليمنية أنها أشعلت في محيط إقليمي غير ثوري.. كما انها ثورية سلمية في بيئة عنيفة، بل وثأرية ايضاً!

والأخطر في هذا السياق، ان ثمة عقدة تاريخية ما تزال تلاحقناً حتى الآن، الا وهي العقدة اليزنية (نسبة الى الملك سيف بن ذي يزن، الذين استعان بالغريب (الفرس) لطرد الغيب (الأحباش)). والمحزن هنا ان ما أسميته بالعقدة اليزنية  الجديدة التي تلاحقنا الآن هي اخطر من عقدتنا السابقة؟ لان الحالية لا تسعى لطرد الغريب بالغريب، بل غدت تستعين بالأجنبي والشقيق على الأخ اليمني، حيث تستعين قلة حاكمة يمنية بالخارج على الشعب اليمني وثورته! وهكذا وعلى الرغم من ان الثورات تستلهم ولا تستنسخ، حيث استلهم الثوار اليمنيون ثورتهم من شباب ثورتي تونس ومصر، إلا ان الخارج الكابح كان حاضراً، ولذا فقد كان الخارج بالنسبة لنا كيمنيين مهماً وكابحاً معاً! للأسف، السعوديون والأمريكيون قريبون من شؤوننا أكثر مما ينبغي.. وأنا على ثقة ان ثائراتنا وثائرينا لن يقبلوا ان يقايضوا بثورتهم ودماء الشهداء بانتصار غير مكتمل، كما ان سابقة نزل شبابنا الى ساحات التغيير وميادين الحرية قد غدا بمثابة (سابقة ثورية) ستحول دون عيش اليمنيين واليمنيات حياة منقوصة الحقوق والحريات.
ما مدى فهم الثوار للحسم وعلاقة هذا الفهم بتأخير الحسم؟
ان فهم بعض الثوار لمفهوم الحسم وتبسيطه، وتصويره على انه يرادف الزحف إلى قصور الحاكم، قد آخر من انتصار الثورة. ورغم ان صوتنا بح بترديد مقولة أننا ثائرون وثائرات ولسنا انتحاريين وانتحاريات، إلا ان البعض قد أصر على فكرة الزحف والحسم دون توافر مقومات نجاحه حتى الآن، وأقولها بوضوح: نحن جميعاً، بنسب متفاوتة، مسئولون عن تأخير الحسم الثوري.
ماذا بعد نصف عام من الثورة؟
يلاحظ انه بعد مضي نصف عام من الثورة، ثمة فراغ سياسي ودستوري بسبب انهيار مؤسسات الدولة وعدم دستوريتها، إضافة الى حضور الوصاية الخارجية عبر تدخل إقليمي ودولي في الشؤون اليمنية.
أما على المستوى الثوري، فيلاحظ تحول الساحات والميادين من أماكن للتغيير والفعل الثوري إلى أماكن معلمة بوجود ثورة، بحيث غدت هذه الساحات أدوات تنشئة لزرع ثقافة التغيير السلمي عبر المنتديات والملتقيات التي تؤدي دوراً توعوياً لصالح التغيير السلمي، بل ان بعض الساحات قد غدت بمثابة أماكن للسكن أيضا، رغم ان الميادين والساحات ليست أماكن مثالية للسكن.
وبالمقابل كشفت الفترة الماضية من عبر الثورة عن عدم فروسية خصوم الثورة والقوى المضادة، فثمة خصوم وأعداء محتالين، متحايلين، أيديهم اقرب إلى الزناد، يستخذون الغازات والرصاص الحي والعقاب الجماعي، في مقابل تشبع الثائرين والثائرات بالمثالية الثورية والطهر الثوري.
كما يلاحظ البقاء طوال شهور ستة في منطقة الممكن والمتاح السياسي، دون الانتقال إلى تحقيق الأهداف الناجزة للثورة عبر فعل ثوري، كما شهدت هذه الفترة محاولة الدفع بالثورة إلى المرحلة الانتقالية، باتجاه بناء النظام السياسي، الجديد قبل النجاح الحاسم والناجز للثورة.
إلى اين تتجه الأمور من وجهة نظرك؟
رغم صعوبة تشوف ما سيحدث، ومال الأمور، يمكن القول بوجود ثلاثة مشاهد:
الأول: استمرار الثورة الشبابية الشعبية في ساحات التغيير وميادين الحرية، مع تصعيد سلمي، وانضمام مزيد من أفراد الجيش والأمن وبفئة فئات المجتمع إلى مناصرة الثورة، ومن ثم ـأكل بقايا العائلة الحاكمة ومؤيديها، فتنتصر الثورة انتصاراً حاسماً.. وهذا هو المشهد المرغوب فيه.
أما المشهد الثاني: فيتمثل في تصعيد القوى المضادة من حربها للثورة السلمية، عبر مزيد من تسليح الكتلة الصامتة، ومحاولة اقتحام الساحات، ومزيداً من العقاب الجماعي، هنا يمكن الحديث عن قيام حرب بين أنصار الثورة وبين القوى المضادة، فتتحول الثورة من ثورة سلمية الى ثورة عنيفة وصراع يمني- يمني ممتد، فيتم دفع مهر مرتفع لنجاح الثورة ويغدوا التدخل الخارجي المباشر في اليمن وارداً.. وهذا مشهد غير مرغوب فيه.

أما المشهد الثالث والأخير، ويبدو انه اقرب إلى التحقق، ويتمثل في نجاح فكرة تنحي الحاكم وترك السلطة وفقاً للمبادرة الخليجية المعدلة وبضغط أمريكي- أوربي سعودي، في ظل وجود ضمانات بعد ملاحقة صالح وأركان حكمه، وهنا تكون إمام سابقة سياسية خطيرة تتمثل في العفو عن الجاني ولو كان حاكماً، في مقابل التقليل من كلفة نجاح التغيير السياسي.
يلاحظ ان هذا الخيارات خالية من خيار الحسم الثوري؟
الحسم الثوري يبدو انه خيار مكلف، وخاصة في ظل خصوم أيديهم على الزناد، ويتفقرون إلى أخلاق الفرسان في العداء، واخشي ان اصل إلى استنتاج ان الثورة اليمنية اقرب إلى ان ينجح أعداؤها تحويلها إلى أزمة.. وأتمنى ان يخيب توقعي وظني هنا.

وماذا عن خيار إسقاط المحافظات وإقامة سلطة موازية في الإطراف؟
بالنسبة لخيار إسقاط المحافظات وقامة سلطة موازية في الإطراف فهو خيار في إطار المتاح الثوري، وكنت أتمنى لو تم التركيز عليه منذ الشهور الأولى.
برأيك لصالح من هذا الوقت الذي يمضي خاصة ونحن على أبواب شهر رمضان. وكأ هناك من يقول على بركة ليلة القدر؟
أن الزمن عامل محايد، والمهم كيف يستغل ويستثمر، وعلى الرغم أننا نقول أن الثورات تستلهم ولا تستنسخ، ويبدو أن الزمن بالنسبة للثورة اليمنية قد كان كالسيف، خاصة في ظل استحضار النموذجين الثوريين لكل من مصر وتونس، حيث نجحت كلا الثورتين في زمن قياسي، وبالتالي فان المناظرة الزمنية بين الثورة اليمنية وثورتي مصر وتونس ليست في صالح الثورة اليمنية، بل أنها في صالح بقايا النظام..
فان الخصوصية اليمنية ليست في صالح ثورتها، لان كوابح الثورة اليمنية وتحدياتها اكبر من ثورتي مصر وتونس، ويبدو ان ليلة القدر الثورية في اليمن لن تأتي في 21 أو 23 او 25 أو 27 من رمضان، فقد تأتي في شوال او في ذي القعدة او في ذي الحجة، بل انه قد يتحايل على الثورة اليمنية فيتم تحويلها إلى أزمة يتم التعامل معها عبر إصلاح سياسي تدريجي.. وهنا تكمن المعضلة، فالخشية من ان عدم نجاح الثورة الشبابية الشعبية نجاحاً ناجزاً قد يرسخ سابقة في تاريخنا السياسي اليمني، المتمثلة في كون ثورتنا، مجهضة الأهداف، فهي قد تكون ثورات لا تأتي أكلها، حيث تتعايش مع الظلم والفساد والاستبداد بدلاً من القضاء عليه!
- وهل ترى إمكانية وجود فرص أخرى للحلول السياسية بعد وصولها مؤخراً إلى طريق مسدود؟
نعم، ولأسباب عددية، داخلية وخارجية، ربما ان ثمة فرصة مواتية للحلول السياسية، خاصة في ظل تأخر انتصار الثورة، وتكالب القوى المضادة الداخلية والإقليمية والدولية على هذه الثورة الوليدة.. كما ان من بين تلك الأسباب (لا ثورية الأحزاب المعارضة) واتسام بعض قياداتها بالشيخوخة السياسية، إضافة لمواطن ضعف يعاني منها بعض الثائرات والثائرين، منها: الاستعجال والميل لتجريم الآخر الحزبي، والتعامل مع الفعل الثوري باليات سياسية، وكذا محاولة البعض التمركز حول الذات وتخضميها، والضيق من النقد، والنزوع نحو الإقصاء، والرضوخ للمحاصصة في أحسن الأحوال.
- البعض يذهب إلى ان مواطن الضعف هذه برزت مؤخراً مع انشغالات البعض بالمجالس الانتقالية؟ فهل ترى ان هذه المجالس الانتقالية أو الرئاسية سوف تصب لصالح الحسم الثوري، خاصة وان النظام لم يسقط بعد؟
للأسف الانشغال بالمجالس الانتقالية او الرئاسية لا يصب لصالح الحسم الثوري، لأنه كما أشرت في السؤال لم يسقط النظام بكامل ركائزه بعد، إضافة إلى ان المعارضة الحزبية ليست مهيأة بعد لدفع مهر مرتفع قد يدفع للحسم الثوري. كما ان بعض فئات المجتمع (الكتلة الصامتة تحديداً) لا تملك ثقافة ثورية، ويبدوا أنها ما تزال تنفر من الفعل الثوري الناجز، إضافة إلى ان الإعلان عن هذه المجالس الخلاية (انتقالية او رئاسية ووطنية) قد جاءت كبديل وعجز عن الانتقال الحقيقي للمرحلة الانتقالية، وهنا تكمن المشكلة.
وكأنك تقصد هنا تراجع المشترك عن تشكيل المجلس الانتقالي واستبداله بمجلس وطني؟
تكتل أحزاب اللقاء المتشكر ما يزال حبيس مرحلة الإصلاح السياسي التدريجي، فهو اقرب الى مرحلة ثورية الشعار وإصلاحية الممارسة، ولم يستطيع بعد فض الاشتباك بين الفعل الثوري والفعل السياسي حيث تم تجيير الأول لصالح الأخير، فالملاحظ ان المشترك قايض الفعل الثوري لصالح الفعل السياسي، وفي أحسن الأحوال جعل الأولوية للسياسي، لانه لم يكن مهيئاً للمرحلة الثورية، ومن هنا تراجع عن مفهوم المجلس الانتقالي لصالح المجلس الوطني.
- ألا ترى ان هذا المجلس سيكون أشبه باللجنة التحضيرية للحوار مثلاً؟ ام اقرب الى جمعية وطنية تأسيسية كقاعدة أساسية لتشكيل المجلس الانتقالي؟
على الرغم ان (مشروع تشكيل المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية ( قد جعل من مهامه تصعيد الفعل الثوري يهدف ما سما بـ ( تسريع انجاز أهداف الثورة الشعبية الشبابية السلمية)، إلا ان الخشية هنا انه قد يغدوا أسيرا لثورة اللغط وتدريجية الفعل.
والخوف، هنا، ان المشترك ما يزال حبيساً للمرحلة السابقة للحوار الوطني، ولم يغادرها بعد باتجاه المرحلة الثورية الراهنة.
هل أنت مع استجداء الموقف الخارجي؟ أم مع استعدائه؟
لست مع الاستجداء أو الاستعداء. أنا مع علاقة يمنية خارجية يسودها الاحترام والاعتماد المتبادل دون تبعية قرارنا السياسي للأخر الخارجي، ونرفض استغلاله لمواردنا او جرح كرامتنا او انتهالك سيادتنا الوطنية، فنحن شعب أبي: عريض، يؤمن بان الحق فوق القوة، وان من حقه العيش مستقلاً عزيزاً كريماً.
ما قراءتك للتباينات في مكونات الثورة. مع ان جميعها ملتزمة بإصدار البيانات والبلاغات الصحفية؟
تتسم الثورة اليمنية بتنوع مكوناتها، وتعدد روافدها! حيث تجمع بين الشباب (سواء كانوا حزبيين ملتزمين تنظيميماً او متمردين على أحزابهم او مستقلين) والعسكريين، وأبناء القبائل والنقابيين، وعلى الرغم من ان روافد الثورة من المعارضة والمستقلين ومن ركائز النظام السابق (من استقالوا او انضموا الى الثورة) إلا ان مصدر التباينات بين مكونات الثورة يعود في بعض منها إلى اختلاف تصور المكونات لمفاهيم التصعيد والحسم وطبيعة الفعل الثوري ومداه، والى نزوع السياسي والحزبي لاحتواء الثوري، وإخضاع المنطق الثوري للمنطق السياسي، وكذا الميل لانجاز الثورة وانتصارها بأقل التكاليف، إضافة إلى ميل بعض المكونات الشبابية في بعض الساحات، وخاصة ساحة صنعاء، الى ان تغدوا بمثابة القيادة للثورة، ونزوع البعض نحو التفرد بصنع القرار الثوري والتفرد به من دون  بقية مكونات الثورة وروافدها.
ما المطلوب الآن من وجهة نظرك من كل من المكونات الثورية- أحزاب المعارضة- الجيش المؤيد للثورة- القبيلة المساندة للثورة- الشباب والشعب؟
المطلوب من هذه المكونات الثورية ان تعي ثوريتها، فعلى أحزاب المعارضة ان تغادر منطقة (المشترك الحزبي الى (المشترك الثوري) وعلى الجيش ان يهيأ لمرحلة قادمة قد تفرض على الثورة من خصومها، الذين يسعون لعسكره الثورة وحربنتها، أما القبيلة فعليها العض على سلميتها بالنواجذ، وإلا تنجر إلى ما يدبر لها بقايا الحاكم من ثارات وحروب قبلية - قبلية.
وأقول لثائراتنا وثائرينا: أيها الشباب، إذا حضر القدر فسنستقبله بقناعة ورضا، طالما غدا لدينا شباب يماني أخاف الخوف وثار في وجه الطغاة،. أيها الشباب، أنكم كل الحاضر وكل المستقبل.
ورغم سعادتي بان غالبية اليمنيين واليمنيات قد ثاروا في وجه الطغاة ورفضوا الظلم والاستبداد، إلا أننا كما يبدو نحتاج أيضا الى ثورة كفعل تغييري جذري يشمل شتى المستويات السياسية والثقافية والاجتماعية والتربوية.
نقلا عن صحيفة اليقين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق