السبت، يوليو 30، 2011

في حوار معها /سامية الأغبري: الثورة لا تعرف التراجع وقوتها في سلميتها


سامية الأغبري
يوميات الثورة/حوار مع الناشطة سامية الاغبري
قبل ان تشارك مع طلاب جامعة صنعاء وناشطين وسياسيين وبرلمانيين في إشعال الشرارة الأولى للثورة السلمية, كانت الناشطة الصحيفة سامية الأغبري في مقدمة الناشطات والناشطين المدافعين عن الحقوق والحريات, وتعرضت في سبيل ذلك لمضايقات واعتداءات كثيرة. بينها محاولة خطف خلال الأسبوع الأول للثورة.
وقبل ذلك، كانت سامية ثورة من النشاط في مجال الدفاع عن حقوق وحريات الإنسان بكونه انسانا بعيدا عن أي انتماء حزبي أو مناطقي او مذهبي او سوى ذلك من الانتماءات الضيقة.
وإذ تميزت بكل هذا النشاط فقد ظلت بعيدة عن الأضواء لأنها لم تكن تبحث عن هدف شخصي بقدر ما تدافع عن فكرة اعتنقتها.. ولعل ذلك واحدا من الأسباب التي أدت إلى إبعادها من عضوية اللجنة التنظيمية التي سيرت ساحة التغيير بجامعة صنعاء في الوقت الذي كانت من أبرز رائدات التغيير.
يوميات الثورة تعيد نشر حوار  لسامية  نشر في  صحيفة المد إحدى صحف المرحلة الثورية الراهنة الصادرة حول الثورة وطبيعتها والعلاقة بين مكوناتها:
-  منذ غادر رأس النظام إلى السعودية إثر حادثة دار الرئاسة في الثالث من يونيو الفائت وغادر بذلك الحياة السياسية لم تشهد الثورة خطوة نحو الأمام إن لم نقل أنها تراجعت إلى الخلف..ما الذي حدث برأيك؟
لم تتراجع الى الخلف و لم تتقدم , لان البعض انشغل بصحة صالح واما اذا كان حي ام قد مات, وكنت اقول للشباب في الساحة يجب الا ننشغل بصحة صالح وعلينا ان نحقق كل اهداف ثورتنا , فنزولنا الى الشوارع كان من أجل إسقاط النظام كله وليس صالح فقط, الان نرى مالذي يفعله أطفاله من قتل وتدمير وعقاب جماعي لليمنيين. ايضا الخلافات في وجهات النظر بين مكونات الثورة وكيفية التصعيد ادى الى جمود في الحالة الثورية لكنها حالة الهدؤ التي تسبق العاصفة.
-  كنت من أوائل من شاركوا في في إطلاق شرارة الثورة الأولى..أين تكمن نقاط القوة ونقاط الضعف في مسيرة الثورة منذ لحظة انطلاقها؟
اهم نقاط قوتها سلميتها وشعبيتها , وقوة الثورة في صمود الثوار رغم كل ماتعرضوا له من قتل واختطاف وقمع وطعن في الاعراض, وقطع رواتبهم وقطع وسائل الاتصالات والمواصلات, والاهم رغم التآمر المحلي والاقليمي والدولي على الثورة ,وفي تعز احرقت ساحة الحرية واصبحت تعز كلها ساحات للحرية , اليس هذا الصمود الاسطوري وايماننا بان النصر قادم سبب قوتنا, لذا سنمضى في طريقنا حتى تنتصر ثورتنا وتتحقق كل اهدافها.لا ارى ضعف في الثورة .. الثورة لاتعرف الضعف او اليأس او التراجع , هناك الخلافات واختلافات في وجهات النظر بين الثوار تؤدي فقط الى تأخر الحسم والانتصار.
-  كيف تجدين دور المرأة في الثورة؟
المرأة كانت أول من شارك طلاب الجامعات والشباب في مظاهراتهم صحيح بدأت بناشطات وصحفيات, لكن الان الآلاف يخرجن في المسيرات,يتعرضن للاعتداءات, المرأة تتواجد اليوم في كل ساحات الحرية والتغيير وفي لجانها وفي كل مكوناتها , تتواجد في اللجان الطبية وفي اللجان الامنية لحماية الساحة, ايضا النساء يقمن باعداد الطعام والكعك للثوار ,حين كنا نخرج في المسيرات كان البعض يتهمنا بالجنون كيف لإمراة ان تعرض حياتها للخطر وربما الاختطاف والاعتقال تخرج لمسيرات لم يسلم فيها الرجال, لكن اليوم الكل جنبا الى جنب يخرجون في مسيرات هدفها واحد"اسقاط بقايا النظام".
لم تخرج النساء بهذا الحجم وبهذه القوة في أي دولة كما خرجت في اليمن واثبتت المرأة انها شجاعة وانها قادرة على ان تقود وتنظم المسيرات وقادرة ان تخدم الثورة بقلمها, وتخدمها من منزلها.
المراة اليمنية شقيقة الرجل كما حملت دعرة بنت سعيد السلاح في جنوب اليمن ضد المحتل البريطاني اليوم المراة في كل المحافظات تشارك في اسقاط النظام جنبا الى جنب مع اخيها الرجل.
-  تتهم أحزاب اللقاء المشترك من بعض المكونات الشبابية بالإفراط في أداء دورها السياسي حد تعطيل الفعل الثوري في الساحات خاصة فيما يتعلق بالسعي وراء مبادرة الخليج لنقل السلطة إلى نائب الرئيس في الوقت الذي يطالب فيه الشباب بمجلس انتقالي..كيف تقرأ ما يقوم به الطرفان؟ وما المطلوب منهما في المرحلة الراهنة؟
 اعتقد من الظلم تحميل اللقاء المشترك ماحدث ويحدث ونجعل منه شماعة نعلق عليها اخطائنا, نعم المشترك كان يحاور في وقت كنا في كل الساحات نرفض الحوار مع نظام صالح المجرم, لكن المشترك اراد رحيل صالح بأقل الخسائر في الدماء والارواح , كانت غلطة منه ان يقبل مبدأ الحوار لكن الثوار يتحملون ايضا المسئولية نحن لسنا ملزمين بقرارات وحوارات المشترك, من حقنا ان نقرر مانريد بعيد عنهم لما تركنا لهم الفرصة لتحديد مسار الثورة, والان نعود لنتهمهم, المشترك احد مكونات الثورة وكما له سلبيات له ايجابيات اكثر, قدم الدعم الكثير للثورة ولايمكن نتهم شريك لنا في ثورتنا كالمشترك بالخيانة, او التخاذل, لتكن لدى الجميع الشجاعة والاعتراف بالخطأ و بأن تأخر الحسم يتحمله الجميع ,الثائر لاينتظر موافقة او دعم من احد, خرجنا من اول يوم دون ان نستأذن المشترك, وكان يمكن ان نحسم دون الرجوع اليه خصوصا وانه تقريبا كل شبابه والمستقلين مع الحسم. هناك اخطاء أخرت انتصارنا لكن لم تفشل الثورة , وثورة بدأنها في وقت كان صالح بعز قوته ستنجح الان في وقت انهار نظامه ولم يعد في البلد الا أطفاله يعيثون في الوطن فسادا وتقتيلا ويريدون اشعال الحرب فيها .
تبرز أحيانا خلافات داخل ساحة التغيير بصنعاء بين مكونات حول أداء الساحة غالبا ما تكون اللجنة المنظمة أحد طرفيها ..أين يبدو الخلل هنا؟ وهل يمكن إدراج ما يحدث ضمن الاختلاف المقبول الناتج عن التعدد والتنوع أم تجاوز هذه الدائرة؟
طبيعي ان يحدث اختلاف في ساحة تضم كل هذه التوجهات الايديولوجية والمذهبية والفكرية والحزبية والقبلية وربما حتى الدينية, هذا التنوع والاختلاف من الطبيعي ان يخلق خلافات في وجهات النظر, وفي اتخاذ القرارات كل يرى نفسه على صواب ,خلافات يمكن تجاوزها, وايضا جزء منه نتيجة مازرعه نظام صالح المجرم خلال اكثر من ثلاثة عقود من فتن وحروب وصراعات بين ابناء الوطن.
بخصوص اللجنة التنظيمية نلاحظ ان معظم من ينتقدها هم من كانوا أعضاء فيها في السابق , حين كنا ننتقد بعض ممارسات اللجنة التنظيمية كان هؤلاء يقفون ضدنا ويطلبون الصمت من أجل الثورة والهدف الأكبر فلم هم الآن لا يحاولون تجاوز الأخطاء البسيطة من أجل الهدف الأكبر وهو إسقاط النظام ونجاح الثورة؟
-  ما الذي يحتاجه الجميع لإدارة الاختلاف بالطريقة المثلى؟
لدينا هدف واحد إسقاط بقايا نظام صالح ومن ثم بناء الدولة المدنية الحديثة, نحن متفقون على هذا مع وجود قلة يرفضون الدولة المدنية , لكن بشكل عام هناك هدف مشترك ومن أجل تحقيقه يمكن ان نتجاوز خلافاتنا البسيطة,وليس بالضرورة ان تتطابق ووجهات النظر تتطابق لكن ان تصل الى الحد الذي يحقق الهدف ولن يكون ذلك الا كما ذكرت بتجاوز الاختلافات والخلافات.
-  ما هي ملامح الدولة المدنية التي تسعى إليها الثورة اليمنية ؟
هدفنا بناء الدولة المدنية الحديثة. لاقداسة لاحد.. الكل يخضعون للقانون واهم اهداف الثورة بعد اسقاط النظام بناء هذه الدولة التي لطالما حلمنا بها , وضحى الثوار بدمائهم من أجلها لن نخون الدماء ومهما كانت المعوقات سنعمل على تحقيقها, استغرب ان يكفرالبعض من يدعون لدولة مدنية , وينظمون حملات ضد هذا الهدف ومنهم من قال انها ملة اليهود والنصارى وانها مخالفة للشريعة الاسلامية. نريد دولة مدنية يديرها مدنيون من اصحاب الكفاءات منتخبون وخاضعون لسلطة القانون .الدولة المدنية تعنى العدالة والمساواة والحرية , الجميع يخضعون لسلطة القانون ,لاتمييز بين المواطنين بسبب العرق او الدين او الجنس.. الخ, وهل هذا يخالف الشريعة الاسلامية؟ على العكس بناء الدولة المدنية والمواطنة المتساوية هي من سيحمي الوطن من التمزق والتشرذم, هي من سيمنع الصراعات سواء كانت دينية او مذهبية او فكرية .. الخ لان القانون ملاذ امن للجميع.
-  لننتقل إلى تعز.. كيف يمكن قراءة ما يحدث في تعز وبالأخص منذ 29 مايو ؟
 منذ اندلاع الثورة وخصوصا بعد الاعتصام في ساحات الحرية والتغيير اراد النظام جر الشباب الى حرب , ورغم القتل والتنكيل بهم لكنهم ظلوا محافظين على سلمية الثورة يواجهون رصاصات صالح الغادرة وغازاته وجبروته بصدور عارية.
تعز عنوان الثورة وقلبها النابض , احرق النظام الدموي الساحة ظنا منه ان احراق ساحة تعز يعني القضاء على الثورة لكن تعز اصبحت كلها ساحات, عاد الشباب أكثر قوة وصمود مما كانوا قبل ذلك لان ايمانهم اصبح اقوى بهدفهم المتمثل باسقاط هذا النظام المجرم,حرق الساحة اشعل الثورة أكثر, الشباب لازالوا محافظين على سلمية الثورة في تعز , هم لايواجهون عصابة ابناء صالح التي تقتل وتدمر -فهناك من ابناء المحافظة من رأى ان من واجبه حماية الشباب العزل لكن الثوار لازالوا سلميين رغم كل ما يحدث من دمار للمحافظة وسفك لدماء ابنائها. و اتمنى ان تعود تعز خالية من كل مظاهر التسلح والاقتتال.
-  ما هي أولويات المرحلة الحالية لدى شباب الثورة ؟ وما هي آليات تحقيق هذه الأولويات؟
ارى قد يتفق او يختلف البعض معي لكن من المهم الان اسقاط بقايا النظام,وحين يسقط بقايا نظام صالح كل الامر ستسير على مايرام, قد تحدث بعض الاشكاليات وهي طبيعية مع رحيل نظام وقدوم آخر.انا هنا مع المشترك في تشكيل مجلس وطنى يدير البلد ويصيغ دستور جديد مدنيا للبلد,ويعد لانتخابات رئاسية.
ويجب ان يضم كل فئات وشرائح المجتمع في الداخل , والمغتربين والمعارضين في الخارج. الان لم يعد هناك وقت. على المشترك ومختلف القوى ان يسارعوا في تشكيله ويتم اختيار أعضائه بعناية من الشرفاء ليقودوا البلد إلى بر الأمان بموافقة الجميع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق