الخميس، يونيو 23، 2011

اعتذار للقاضي الحجري


كتب /مختار الرحبي 
في خضم الاحداث الاخيرة والتي افرزت لنا واقعا جديدا جعلنا نتغير ونغير من ما كان يجول في خلجات عقولنا وتفكيرنا خصوصا المواقف المشرفة من شخصيات لها وزنها في العملية السياسية في اليمن كأي صحفي ومراقب للوضع تفاجأت بموقف الكثيرين الذين كانت تربطنا بهم علاقة قد تكون متوترة وجاءت الثورة واختلف الوضع تماماً.
    سأكون صريحاً لدرجة عميقة من خلال العنوان يتضح اني سأقوم بمدح شخص القاضي أحمد عبدالله الحجري محافظ محافظة اب والذي لطالما اختلفت معه وكتبت تقارير صحفية تنتقد اداءه لعمله منذ ان تم انتخابه من قبل المجالس المحلية 2008م محافظا لمحافظة إب. وقد كتبت عدة تقارير وكانت شديدة القسوة عليه نشرتها في موقع الكترونية وفي صحف ورقية لعل اخرها تقريرا بعنوان "محافظة الرجل المريض" في حزيران من العام 2010م في صحيفة الديار وقبلها مقال بعنوان "محافظة اب من يحكمها" في  موقع صحيفة الحدث الاكتروني وقد انتقدت عمله في المحافظة التي شهدت استقرارا سياسيا خصوصاً بعد ان احكم السيطرة عليها القاضي لقوة شخصيته وقربه من مركز القرار..
اليوم سأكتب عن ايجابيات القاضي الحجري خلال مرحلة الثورة وكيف استطاع ان يكون المحافظ الذي حافظ على  توازن كبير بين الثورة وبين عمله ومنصبه في نظام يطالب الثوار بازالته ناهيك عن العلاقة الاسرية التي تربطه  برئيس الدولة صالح حيث يجتمعان بعلاقة نسب.
القاضي الحجري ليس بحاجة الى مقالة مدح او ذم خصوصاً بعد انطلاق الثورة.. القاضي الحجري احتفظ  بمكانة عالية بقلوب الكثيرين من الطرفين كونه منع بشكل او بآخر اي اعمال عنف في المحافظة فقد كان سداً منيعاً بين قيادات متطرفة كانت تريد ان تصعد من الاعمال الوحشية ضد الثوار وكان هو من منع من اقتحام كان وشيكا لخليج الحرية.
اذكر اني قبل اندلاع الثورة كنت مع الاستاذ زيد الذاري في منزله وكنا نتحدث عن القاضي وقتها كنت اسرد للاستاذ زيد  كثيرا من الاخفاقات التي لم ينجح بها  القاضي الحجري خلال قيادته للمحافظة قبلها كنت مع الاستاذ خطاب شجاع الدين مدير عام الخدمة المدنية بالمحافظة وسردت له كثيرا من سلبيات القاضي وكان يرد علي بان القاضي بدأ بأعمال جبارة على غرار ما عمله من عمل عظيم في تعز تمثلت بمشروع حماية مدينة تعز من اثار السيول بالتعاون مع الوكالة الامريكية نفس المشروع يحاول ان ينفذه في المدينة وشرح كيف ان الحجري يسعي من اجل الفين وخمس مائة درجة وظيفية استثنائية وكانت في طريقها الى المحافظة وقتها قلت الايام كفيلة بما سيقوم به الحجري لكن في داخلي كنت أقول ان الرجل صاحب اخلاق ومبادئ وكان حدسي في محله حيث اتضحت اخلاق الرجل في منعه اية اعمال عنف وبلطجة بحق المعتصمين ووقف حاجزاً امام كل من حاول ان ينقض على المعتصمين. وبحسب مصادر ان الحجري قام بطرد اثنين من قيادات الموتمر من منزله حين عرضو عليه الموافقة فقط على ازالة المعتصمين حينها قام بطردهم.
كثيرة هي الاعمال التي قام بها خلال الثورة لمنع اي احتقانات واهمها بعد جمعة الحسم حين سيطرت قوات من الحرس الجمهوري على الساحة التي تقام بها صلاة الجمعة (الدائري الغربي للمدينة) وكانت الاحتقانات قد بلغت ما يوكد بحدوث مجزرة اكبر من مجزرة جمعة الحسم التي راح ضحيتها 3 شهداء حينها نزل بنفسه الى  المكان واعطى اوامر صارمة  للقوات بمغادرة الساحة وفعلاً انسحبت جميع القوات من حرس  جمهوري وامن مركزي وحينها ردد الشباب والحاضرون (حيا بهم حيا بهم واحنا تشرفنا بهم) بعدها واصل الحجري مساعيه لكي  تكون المحافظة خالية من الدماء وان تكون المحافظة سلمية.
كنت في زيارة لاحد المسئولين في المحافظة ونقلت له شعوري تجاه المحافظ فقال اننا في المحافظة نستحق  جائزة الثورة النظيفة طبعاً كانت قبل سقوط اي شهيد في المحافظة قبل جمعة الحسم.
كثيرون يقولون ان الحجري يريد ان يحجز له مكانا بعد الثورة وانأ أقول ان الحجري قد تولى مناصب كبيرة وكثيرة طوال المرحلة الماضية فليس ألان بحاجة الى ان يحجز له مكانا فقد اثبت انه صاحب مبادئ وقيم وأخلاق ولن ينسي التاريخ هذ الموقف وحرصه على دماء الناس في اطار حكمه.
كثير من المتطرفين في المؤتمر متذمرون من موقف الحجري تجاه ما كانو يخططون له فقد كان لهم بالمرصاد  حتى انهم صاروا مصدرا للشائعات والمطالبة بإقالته حيث اشاعوا ان الحجري دعم الثورة بخمسة مليون وأخرى انه معتصم مع الشباب ونظموا مسيرة الى امام المحافظة وقامو باطلاق النار في الهواء مرددين شعارت ضد الحجري ومطالبين باقالته لكنهم الصوت النشاز والصوت غير المرغوب به.
يقال ان رئيس فرع  الموتمر عبدالوحد صلاح ثاني شخصية بالمحافظة كان ينوي إحداث إعمال بحق المعتصمين لكن الحجري هو الذي وقف بوجهه وحمله مسولية اية دماء تسفك.
لهذ كله أعلن اعتذاري الشديد لشخص القاضي الحجري واعلن اني كنت مخطئاً حين هاجمتك وهذا ليس  طلباً لشيء لكن هي الامانة الصحفية والمهنية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق