يوميات الثورة اليمنية /المركز الإعلامي لشباب الثورة – تعز استطلاع – وفاء محمد مسعد : تعز المدينة الحالمة التي لطالما حلم شبابها وسكانها بشعاع نور الحرية وشمس الحق وهي تشرق عليهم كل صباح لترسل الدفء والخير عليهم . اليوم هي ذكرى الثلاثين يوما في هذه المدينة على ارتكاب محرقة ساحة الحرية في التاسع والعشرين من مايو الماضي وهي المحرقة التي أدمت قلوب العالم ولم يرتكبها أحد من البشر وهي تفوق ببشاعتها كل جرائم العصر القديم والحديث , اليوم المشهد يبدوا أكثر حزنا في تعز وهي التي أنجبت الكثير العظماء وقدمتالكثير من التضحيات من أجل مستقبل اليمن .
تعز المدينة التي يتميز أهلها بثقافتهم العالية وسلميتهم وسماحتهم لطالما عانت من نظام المملكة الصالحية فقد كان حقد هذه الأسرة كبير ودائم على هذه المحافظة . ولطالما ظالمها صالح وبكل قسوة وتجهلها لثلاثة عقود وثلاثة أعوام من الزمن وهي مدة حكمه لليمن . أنتفض شباب هذه المحافظة رافضين لمزيد من الظلم والقهر والفساد وكسروا حاجز الصمت وصرخوا بكل عزم وقوه وبصوت عالي يكفي و(ارحل علي ) فقد سئمناك ومملنا كذبك ولم يعد بمقدورنا تحمل رؤية اليمن وهي تنحدر نحو الهاوية وهي الغنية بكل الثروات التي يلتهمها الفساد وأكثر من نصف الشعب مابين مهاجر أو في بؤس من الحياة . كثيرة هي العوامل التي جعلت شباب وشابات هذه المحافظة ينتفضون عن الظلم ويطالبون بالدولة المدينة الحديثة فما كان من النظام إلا الرد بكل قسوة وعنف وهمجية تجاوزت حدود العقل بتصرف يستنكره الكيان الإنساني عندما أقدم ومليشياته على اقتحام ساحة الحرية وإحراقها بما فيها من الشباب ونهب كل محتوياتها . محرقة يندى لها الجبين ومع ذلك ظل الجميع صامتين الأمر الذي أثار عدة تساؤلات لدى عامة الناس كانت أبرزها .. لماذا تعز ..؟ عن إجابة هذا التساؤل وأسئلة أخرى فرضها الوضع الذي تمر به اليمن استطلعت ” أخبار اليوم ” رأي عدد من فتيات هذه المحافظة وتحديدا رؤيتهن لتشكيل مجلس انتقالي وقرأتهن للمشهد السياسي الذي تمر به البلد في وقتها الراهن . قصور إعلامي في تغطية المحرقة بلقيس العبدلي – معيدة جامعية تصف تعز بقلب الثورة النابض فهي ثائرة بكل المعاني ففي هذه المدينة تشعر أنك في قمة الثورة تتكلم عنها بثقة وتحكي عن دولتك المدنية المنشودة دون وجل وتعتقد أنها الشقية بين سبعة عشر ساحة على مستوي اليمن . بألم بالغ تتحدث العبدلي عن محرقة ساحة الحرية: ستظل في أذهان جميع أبنائها الذين شهدوها ولن يمحيها الدهر ومرور الزمن , تردف العبدلي ومع ذلك فمحرقة تعز لم توفي حقها من التغطية الإعلامية على عكس مجزرة الكرامة في صنعاء فقد قامت القنوات بتغطيتها بشكل متواصل نسبيا بما لا يقل عن أسبوع وخاصة قناة سهيل ضلت تكرر للمجزرة لأسابيع عدة .بينما ما حصل في تعز لم يراه إلا من كان مجاوراً لساحة الحرية في تلك الليلة السوداء . عن المشهد السياسي تصفه بلقيس بالضبابي إلى ابعد حد حاليا وهناك تخاذل كبير فالسياسيون المنضمون للثورة لم يحددوا موقفهم بدقة فقدم في ساحات التغيير والأخرى في قاعات الحوار السياسي . الضبابية في الموقف لا يخدم الثورة تشير نورية وابل – ناشطة في ساحة الحرية أن تعز هي الشرارة الأولي للثورة وهي قلب الثورة ويتسم شبابها بالثقافة وهذه العوامل ولدت الحقد عند النظام على تعز . أكثر من تساؤل عن أسباب عدم تفاعل مسئولي الدولة مع محرقة تعز وتقديم استقالتهم على غرار مجزرة الكرامة ؟ وابل بدورها ترجع الإجابة إلى خوف المسولين من المجهول (حرب_ تدهور اقتصادي _وخسران نفوذ ووظيفة ) وتشارك نورية من سبقتها بقصور التغطية الإعلامية الغير كافية وبالتالي كان للإعلام الرسمي دور كبير في مغايرة الحقيقة . وحول رؤيتها عن تأخير المجلس الانتقالي تفيد : الأسباب هي عدم وضوح الموقف السياسي للمعارضة والداعمين للثورة أولا , وثانيا – عدم وجود رؤية واضحة لدي شباب الثورة وخبرات سياسيه كافيه , إضافة إلى دعم دول الجوار وخصوصا السعودية لبقايا النظام . نورية تعتبر المشهد السياسي في اليمن بحالة انتظار لما قد يتمخض عنه الموقف السياسي داخليا وخارجيا وبأن التصعيدات التي يقوم بها شباب الثورة في جميع المحافظات ستجدد العزم وتحقق الأهداف , منوهة أن الضبابية في الموقف لا يخدم الثورة , لذلك تتوقع انتقال الرئاسة للواء عبد ربة منصور هادي وسوف يتشكل مجلس ثوري انتقالي ويحبذا يكن من خيرة رجال اللقاء المشترك وكفاءات شباب الثورة وسيكون لليمن مستقبل زاهر وستتحقق أهداف الثورة إن شاء الله توقع بتوقف نبض الثورة بعد إحراق قلبها صباح عبد المجيد – ناشطة في الساحة تتفق مع سابقاتها أن تعز تمثل الشرارة الأولي للثورة في اليمن وتري أيضا ان هذه المحافظة قلب الثورة النابض وعقلها المفعم بالحرية مما جعل هذا النظام يعتقد انه يجب ان يحرق قلب الثورة ليتوقف عن النبض فلا حياة للثورة بعدها متجاهلا إرادة الشعب التي لا تقهر ولا تحرق وإن حرقت أجسادهم . ما يحزن صباح هو خلو تعز من مسئولين كانت تتطلع لأن تتشرف بهم وهم يقدمون استقالتهم لأجلها وخاصة بعد مجزرة ساحة الحرية لأنهم أصبحوا عار عليها بمجرد صمتهم لما حصل لأبنائهم من الشباب . تتمنى صبح أن يلتف الجميع لإخراج اليمن من هذا المنعطف وتختم بان المشهد السياسي في اليمن متأزم بعض الشيء ولكنها تتوقع الفرج القريب والسعادة لليمن بعد الثورة . مرتكبي محرقة ساحة الحرية لا يحملون مشاعر إنسانية فائزه الريمي – ناشطة في ساحة الحرية رائيها هي الأخرى كمن سبقنها تعز هي مركز انطلاق أول شرارة للثورة وفيها بداء الاعتصام لإسقاط النظام كما أنها العاصمة الثقافية ومن ميزات تعز كثافة سكانها ما جعل منها محرك أساسي للأحداث على مستوي اليمن ومحرك لكافة الفعاليات في مخيمات الاعتصام في باقي محافظات الجمهورية . وأعربت فائزة عن أسفها لعدم تفاعل مسئولي المحافظة مع محرقة ساحة الحرية , مردفة : أن قام بهذه المحرقة لا يحمل أي مشاعر إنسانية ولا يعرف إلا الحقد الأسود , مستطردة : أن موقف التجار والوجهاء والمشايخ كان ضعيف من البداية في تعز على عكس الشباب وتزيد بالقول : أن من قاموا بالمحرقة ليسو من تعز وتصفهم بأنهم قطعان من الجهلة وتملاهم أحاسيس وحشية فلا يدركون معني السلمية . الريمي تعيد أسباب تأخير المجلس إلى أن النظام سعي من فتره طويلة لإضعاف دور المعارضة ففقدت القدرة على مواكبة الأحداث والتي تسارعت فيما بينها مما أربك جميع القوى السياسية التي تعودت على المماطلة و أدخلت نفسها في دائرة مغلقه من الحوارات , علاوة عن الضغوط السياسية الخارجية والعربية الذي طرأ على المشهد السياسي في اليمن . عودة إلى ما قبل عهد صالح من جانبها تعلل حنان مقبل الشريف – ناشطة في الساحة وطالبه قسم انجليزي إحراق ساحة الحرية إلى اعتقاده أن القضاء على الساحة يخمد الثورة ولكنهم لم يدركوا ((بأن نحن من صنع الساحة وليست الساحة من صنعتنا )) والعملية هنا تطبيق للقانون الفيزيائي ((لكل فعل رد فعل )) فالشرارة الأولى للثورة أحرقت أساس النظام وأشعلت نار قلوبهم فردوا بنفس الطريقة حرق ساحتنا وأجسادنا . تنوه طالبة الانجليزي أن محرقة ساحة الحرية لم تعطى حقها في التغطية الإعلامية مرجعة الأسباب إلى انعدم التوثيق الكاف عن المحرقة وبالتالي الناس لا يعلمون ولو جزء بسيط مما حدث في الساحة من مجزرة يصعب على العقل ان يصنع لها خيال . وترجع الريمي أسباب تأخر المجلس الانتقالي من وجهة نظرها إلى تعهد على صالح مسبقا بإعادة البلاد إلى الحالة التي كانت عليها فقد تدهور الاقتصاد حاليا وتردي في الخدمات ((الماء _ الكهرباء _ الصرف الصحي _البلدية ))وهذا يعمل على تدهور الصحة ونشر الأوبئة وهذا ما أرده صالح لذا عملوا على تأخير المجلس . دول الجوار لا ترغب برقي اليمن بدورها إخلاص الأكحلي – طالبة كلية تجارة وناشطة تري أن السبب في شن الهجوم على تعز وحرق ساحتها يعود إلى ما تملكه هذه المحافظة من قيم أخلاقية ووطنيه نبيلة والي أهمية دور أبناء تعز في الثورة والجمهورية والوحدة وتأثير ثقافة أبنائها على العديد من الساحات الثورية في اليمن . وأرجعت الأكحلي أسباب عدم تفاعل المسئولين مع محرقه تعز تقول : إلي الوجهات السياسية المحسوبة ظلماً على تعز وهي على علاقة قوية مع النظام وليس مع أبنا جلدتهم , هم بذلك كما العبيد مسيرين لخدمة الحكام مما شجع النظام على ارتكاب تلك المحرقة البشعة دون ان يخشى استنكار باقي أبناء هذه المحافظة المواليين لنظامه وكما أن الإعلام لعب دور كبير حيث انه لم يتم تسليط الضؤ على بشاعة ما حصل في محرقة ساحة الحرية . إخلاص ترجع التأخير في تشكيل مجلس انتقالي إلى تدخل العملية السياسية لأحزاب المعارضة في المبادرة الخليجية وتأثيرها في العملية الثورية في الساحات لعدم ثقتها بالطاقات المتجددة لدي شباب الثورة كما ان الموقف الخليجي وخصوصا السعودية قد لعب دور في عرقلة الانجاز للعملية الثورية وتعطي النظام الفرصة لمحاولة إجهاض الثورة فهي لا تريد ثورة حقيقية ولا ثورة مدنية حديثة إلى جوارها ودائما ترغب برؤية اليمن ضعيف وممزقاً ويتجلى ذلك من خلال دعمها للقوى القبلية والتقليدية وللتيارات المعادية لقيام الحداثة والتطور . وأسهبت الأكحلي : بعد قيام صالح بإدخال العامل الخارجي في المبادرات والتعاطي مع دور أمريكا وكأنه الحاكم بأمره أدي إلي أخراج القرار اليمني من دائرة الفعل الوطني وأصبح رهين لمصالح ضيقة متعلقة بمستقبل الأسرة الحاكمة , مردفة : ورغم مواقفه رأس النظام على انتقال السلطة الا انه لازال متمسكا ببقاء ركائز عائلته في المؤسسات الأمنية والعسكرية للالتفاف على السلطة أتفاق المعارضة مع الشباب اثينا الهتاري – محاسبة – ناشطة في ساحة الحرية تؤكد كغيرها بأن تعز كانت منابع الثورات وتعتقد أن من أسباب سكوت مسئولي المحافظة عن المحرقة قد يرجع إلى مشاركتهم فيها ولو بطريقة سرية , وربما هددتهم السلطة إن أقدموا على ذلك . وترى الهتاري ان المشهد السياسي في اليمن يشوبه نوع من الغموض مرجعة الأسباب كما غيرها إلى تدخل بعض دول الجوار والدول الخارجية في ثورة اليمن , مردفة بتفاؤل : وما سبق سحابه صيف ستزول بمجرد اتفاق المعارضة مع الشباب واحترام كلا منهم للآخر والتكاتف من أجل الخروج برؤية صحيحة . إزالة بقايا الفساد ( التطهير ) من جانبها ترجع منال الذبحاني – ناشطة أسباب الهجوم على ساحة الحرية بتعز لما تمثله هذه المحافظة من مفتاح للثورة , مردفة أن الهجوم على الساحة كان مدروسا مسبقا وتأسف لانه كان هناك تعتيم إعلامي كبير لما حصل في محرقة ساحة الحرية , ومنال لا ترغب بتشكل مجلس انتقالي في الوقت الحالي مرجعة رغبتها إلى إزالة بقايا الفساد ( التطهير ) وهو مالم يتحقق بعد , إضافة إلى عدم لم شمل كل القوى السياسية في اليمن ( شباب – حوثيين _حراك _مشترك _مستقلين … الخ ) . محرقة ساحة الحرية – السر الكبير أما الطالبة سمر أحمد داود الريمي – طالبة جامعية فترجع محرقة الساحة إلى كون تعز مركز لقيادة الثورة في اليمن وظن النظام المخلوع بأن القضاء عليها هو دحر وقضاء على الثورة , وتؤكد الطالبة أن هناك غياب أعلامي في محرقه الساحة وضغط قبلي وتقول هناك سر كبير وراء هذا الغياب وتعيد سبب تأخير تشكيل المجلس إلى ضعف المعارضة أكثر مما كنا نتوقع فاليمن بالنسبة لهم كعكة ويجب أن يكن النصيب الأكبر من نصيبها . قلوبنا عامرة بالإيمان بالله ونجاح الثورة بدورها تصف الأستاذة / سمر القباطي الهجوم على هذه الساحة بالجريمة الإنسانية والأخلاقية وتعتبره انتقام من تعز الحرة لأنها قلب الثورة النابض وهي التي أشعلت أول شمعة في طريق هذه الثورة العظيمة .والسبب الأخر أن تعز بدأت الثورة سلمية وستظل سلمية حتي بعد ما حدث ((محرقة الحقد الأسود )) وعدم وجود حراسة من قبل الجيش الذي أنظم لهذه الثورة عكس الحال في صنعاء . وتستغرب القباطي من ردة فعل المسؤلين وتقول أنها توقعت استقالة بعضهم من تبعية النظام خصوصا وهم ينتمون لتعز حيث و المحرقة لا تقل عن مجزره صنعاء في عدد الشهداء والضحايا والمفقودين الي الأن وتأكد أن عدم استقالتهم يعني الحقد الاسود الذي ملئ نفوس جذور النظام في لتعز الحره الأبية . وترى أن سبب تاخير مطلب تشكيل مجلس انتقالي الي موقف المعارضة وبقية دول الخليج وخصوصا السعودية . وتصف المشهد السياسي في اليمن أنه يختلف بشكل كبير عما سبق وهي تري المشهد بمنظور ثوري وعميق لأن اليمن لأول مرة تقف هذا الموقف ضد النظام المستبد . وتضيف باننا كشباب نخط ونسطر بدمائنا سطور التاريخ وتتوقع التقدم لهذا المشهد خلال الأيام القادمة فقلوبنا عامرة بالأيمان بالله والتفاؤل بمستقبل اليمن شاء من شاء وأبا من أبا |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق