الاثنين، يونيو 27، 2011

الشاب هيثم الجائفي مقلد صوت الرئيس، يروي تفاصيل اختطافه وإجباره على قراءة بيان بصوت الرئيس صالح الإصلاح نت"شاهد با"الفيديو"

يوميات الثورة /متابعات
الشاب هيثم محمد حمود الجائفي، يبلغ من العمر 19 عاما، من أبناء منطقة همدان - جائف، يسكن حاليا في شارع هائل بصنعاء انضم لثورة الشباب في بداياتها، وفي منصة ساحة التغيير تمكن الشاب هيثم من تقليد صوت الرئيس علي عبد الله صالح، غير أنه لم يكن يعلم أنه سيكون ضحية إبداعه، عندما اختطفته عصابة إلى مكان مجهول، وحاولوا إجباره على قراءة بيان بصوت الرئيس.
 يقول هيثم: "خرجت من ساحة التغيير باتجاه منزل عمي الكائن في شارع الرياض (هائل سابقاً)، وفي أثناء مروري من جوار مدرسة أسماء القريبة من الساحة هاجمني مجموعة من الناس، ألقوا على وجهي بطانية، وبسرعة أخذوني إلى متن سيارة صالون لاند كروزر موديل حديث، واقتادوني إلى مكان مجهول تحت الأرض، لتبدأ معي رحلة الإهانة والترغيب والترهيب".
الحادثة وقعت مساء السبت 18 يونيو/حزيران 2011 عند الساعة التاسعة والنصف، بالكاد تمكن هيثم من لمح شكل السيارة التي ترجل منها مجموعة من الرجال، وبسرعة ألقوا عليه بطانية، وألقوه بقوة داخل السيارة ذات الزجاج المعتم، وانطلقوا بعيداً.
أُجلس هيثم على المقعد الأوسط للسيارة، وهو مقيد اليدين إلى الخلف ومغطى الوجه، ولم يكن مسموحٌ له الكلام او حتى السؤال.. يتذكر هيثم بأن السيارة التي اختطفته شبيهة بالسيارات التي يستخدمها عناصر الأمن القومي.
سارت سيارة الخاطفين قرابة ساعة ونصف، كما يقول هيثم، قبل أن تتوقف، ثم انزلوه منها، وهو مغطى العينين، وساروا به قرابة نصف الساعة مشياً على الأقدام، قبل أن ينزلوه في بدروم تحت الأرض، وهناك أجلسوه على كرسي، ثم كشفوا الغطاء عن وجهه، وأعطوه بياناً طلبوا منه قراءته بصوت الرئيس.
في البداية تحدثوا إليه بلطف، لكنه رفض الطلب، مؤكداً عدم قدرته على تقليد صوت الرئيس، وأضاف مخاطباً إياهم: "حتى لو أعرف أقلد الرئيس فلن أقلده هنا"، لم يكمل العبارة حتى سلّ أحدهم يده موجهاً إليه صفعة قوية، وتوالت عليه عملية الضرب، قبل أن يتدخل أحدهم، متوسلاً إليهم منحه فرصة للتفكير.
ظل هيثم على مدى ثلاثة أيام جائعاً، لم يطعمه الخاطفون شربة ماء، وحين انتهت المهلة الزمنية التي منحوها إياه للتفكير، عادوا ليعرضوا عليه الطلب مرة أخرى، غير أنه أصرّ على الرفض، فبدؤوا معه مسلسل التعذيب، وقاموا بصعقه بالكهرباء، لإجباره على الاستجابة لطلبهم.
يقول هيثم إن عدد أفراد العصابة يتراوح بين 10 و12 رجلاً، واعمارهم تتراوح بين 25 و50 عاماً، يضيف أنه عندما أصرّ على الرفض، قاموا بتعذيبه بالصعق الكهربائي، من خلال توصيل التيار الكهربائي بالكلبشات الحديدية التي كانت على يديه.
دار نقاش حاد بين أفراد العصابة، قبل أن يتفقوا على أن يتكفل أحدهم بمحاولة إقناعه مرةً أخرى، بعدها أخرجوه مغطى العينين، إلى السيارة في الخارج، واقتادوه إلى أحد الشوارع الخالية بالقرب من جولة عمران، حيث أطلق سراحه.
في اللحظات الأخيرة، يتذكر هيثم أن الشخص الذي تكفل بإقناعه بادره بسؤال: "لماذا لم تقلد صوت الرئيس عندنا؟!"، ثم أضاف: "أبلغ الشباب الذين في الساحة أنهم كلهم مستهدفون، أما بالنسبة لي فسوف أغادر إلى القرية ولن أعود"، وقال له أيضاً: "أنا الآن هربتك منهم، ولو أرجعتك فسوف يقومون بتعذيبك بوسائل أخرى ولن تفلت من أيديهم".
قد تكون هذه واحدة من قصص كثيرة تكشف حالة الزيف والإفلاس الكبيرين لبقايا النظام، غير أن الحقيقة الثابتة التي لا تقبل المراء هي أن عجلة التغيير دارت، وأن إرادة اليمنيين في الانعتاق من الظلم والاستبداد والقهر أقوى من إرادة الباطل.. وللباطل جولة، وللحق دولة.. "والله غالبٌ على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق