الثلاثاء، يونيو 28، 2011

اليمن خط الدفاع الأول في المواجهة المرتقبة بين ال سعود و أحلام السعوديين بالحرية والتغيير


يوميات الثورة إب/كتب صادق عبد الرزاق العامري
لا غرابة ان يتجه الفعل الثوري اليمني  في شعاراته صوب ال سعود  فالأحداث ومجرياتها كشفت عمق الدور الذي يلعبه  ال سعود , فاليوم بات القرار الرسمي اليمني يصدر من الرياض الحاكم الفعلي  وما صالح وعائلته الا مجرد منفذين لقرارات البلاط الملكي , وفي هذا السياق يبدو ان الرياض  تتجه لجعل صالح يحكم ويصدر القرارات دون ان يعرف احد هل هو موجود على قيد الحياة ام لا , بمعنى تسيير الأمور باسمه , والسعودية هي الناقل ألحصري لتلك القرارات  , بهدف خلق المزيد من العراقيل أمام نقل السلطة وإعلان نجاح الثورة
والحديث عن طبيعة دور آل سعود قد يطول  وعوضا عن ذلك سأكتب في نقاط مختصرة عن الفعل السعودي وغاياته
-         للوقف على طبيعة الفعل السعودي في اليمن لا بد من معرفة الموقف العام لال سعود تجاه المتغيرات التي هبت على المنطقة العربية ومنها السعودية و آل سعود مدركين أنهم ليسوا بمنأى عنها وتشير المعلومات ان أسرة  آل سعود منقسمة تجاه منهجية التعامل داخليا مع عدوى التغيير الى موقفين , فالموقف الأول يعتقد ان من الضروري القيام بعملية استباقية تشتمل على حزمة من الإصلاحات الهيكلية والشكلية  وإحداث تغيير بعيدا عن الخطوط الحمراء لمصالح آل سعود , وهذا الموقف يدعمه الملك عبدالله وبعض أفراد العائلة المحسوبين عليه , اما الموقف الثاني فيعتقد ان الإقدام على إصلاحات في الوقت الراهن سيشجع الشعب السعودي على المطالبة بالمزيد من الإصلاحات  ونكون بذلك قد فتحنا لهم الشهية بأيدينا ويقف خلف هذا الرأي الأمير نايف  ومعه السديريين من إخوانه الأشقاء, ويرجح هؤلاء استخدام القمع ألاستباقي والتلويح بالقوة و تفكيك أي نواة ثورية قبل ان تستكمل نموها من خلال الرصد والاعتقال والإخفاء ويستندون الى عناصر قوة لهم كامنة داخل المجتمع السعودي  سنتحدث عنها في الفقرة التالية منعا للتكرار, بالإضافة إلى ان المجتمع الدولي سيغض الطرف عما يحدث في السعودية باعتبارها الحليف الأكبر في المنطقة , لكن ذلك  لا يهم بالنسبة للشارع السعودي فهو لا يعول على الموقف الأمريكي مسبقا
-         الشارع السعودي بشبابه ورجاله بمختلف شرائحهم  هم جزء من الواقع العربي يتأثرون بما يدور حولهم  ولهم طموحاتهم  وشكلت لديهم المثاقفة واعيا بقضايا الديمقراطية والحقوق والحريات والمواطنة المتساوية والحكم الملكي الدستوري , شكلت هذه الثقافة أحلام الكثير منهم ومعها أيضا تشكلت مخاوف لدي الأسرة الحاكمة , وبات محتم عليها الاستعداد لقمع تلك الأحلام الناشئة قبل ان تتحول الى حقائق على ارض الواقع , ويبدو ان الشباب السعودي قد عقد العزم على إحداث التغيير وهناك مؤشرات وتحركات ستسفر عن موجة احتجاجات قادمة وستكون قضية المعتقلين هي نواة التحرك والاحتشاد والجمعة القادمة سيكون اول تحرك شعبي احتجاجي في السعودية , وفي وقت سابق حاول الشباب السعودي تنظيم فعاليات احتجاجية ا لان الاستخبارات السعودية تمكنت من إفشالها وسبق ان ذكرت ان ال سعود يستفيدون من عوامل ضعف حاضرة داخل المجتمع السعودي , وهي (غياب العمل السياسي المنظم كتجربة وممارسة في واقع الحياة بالياته المختلفة أحزاب ومنظمات مدنية ونقابية وفئوية وجماهيرية –  التيار السلفي المتحالف مع السلطة وهو مكون مجتمعي له تأثيره بدعم ملكي وسيوظف  بمشايخه وأفراده ضد حركة المجتمع التغييرية – حلف المصالح  الأسرية والعشائرية والتجارية مع أفراد الأسرة , وهذا الحلف النفعي مماثل لشبكة المصالح في اليمن بل هي جزء منه – غياب أي تجربة نضالية ناجحة تشكل محفز للتحركات الشعبية بل على العكس كل الثورات التي شهدتها السعودية منذ حكمها الاول تم القضاء على ألانها دفعت بقدر من الإصلاح والتسويات المحدودة ولذلك تسيطر حالة خوف من أدوات القمع والترهيب وسيتغلب الشارع على خوفه حتما, بفعل تزايد الحاجة الى التغيير والقيام بخطوات تنظم إيقاع حركة التغيير
-         ان حالة تململ الشباب السعودي باتجاه التغيير نحو مملكة دستورية , على النحو الذي ذكرت سالفا يدفع بال سعود الى جعل اليمن خط الدفاع الاول في مواجهة رغبات التغيير وما قد ينجم عنها , ولذلك يسعى ال سعود الى تلقين الشارع السعودي التواق للتغيير درسا عبر إفشال كل الحلول لنقل السلطة في اليمن وإعاقتها الى أقصى حد ممكن لإطالة حالة الصراع بين الثورة والنظام منعا لتكرار النموذج التونسي والمصري الذي يحلم به شعب المملكة  ,وكأن السلطة السعودية تقول لهم (( انظروا الدماء والاقتتال والأزمات المعيشية والتموينية والغلاء والوقود والكهرباء ,عليكم ان تفكروا بكل هذا حين تقررون القيام بالفوضى )) وهذا الكلام ليس اتهاما لال سعود فهم من قدم النصيحة لنظام صالح بخنق  الثورة بأزمة الوقود , وهم خلف رفض صالح المتكرر التوقيع على المبادرة وهذه الحقائق   نشرتها مجلة ديبكا الأسبوعية، المتخصصة بشؤون الصراعات الدولية، والأمن، ومكافحة , وأكدت الصحيفة  ان السعودية من أعاق التوقيع في اللحظة الأخيرة وهي من يقدم الدعم لبقايا نظام صالح اليوم وهي من يخفي حقيقة وضع صالح الصحي ليستمر بقايا النظام ممسكين بشرعيته , وربما تصدر باسمه فرمانات تدخل البلاد في دوامة جديدة بقصد إطالة عمر الثورة وخلق ثورة مضادة  داخل الثورة نفسها بسبب عامل التأخير الزمني للحسم  وهو ما يعني ان السعودية    كانت على الدوام تلعب من فوق الطاولة ومن تحت الطاولة لعبتين متناقضتين تماما , وهذا هو الدور الذي يلعبه ال سعود في اليمن تاريخيا , لكنهم يخسرون في النهاية فلا نجحوا في استعادة الإمامة وإجهاض ثورة سبتمبر ولا هم افلحوا في  إعادة التشطير, ولن يفلحوا اليوم , قد يعيقوا  نجاح الثورة أيام او أسابع لكننا حتما سننتصر بإذن الله قهار الجبابرة والفراعنة .
 وأيضا على الشعب السعودي ألا يخشاهم  وسيكتشف شباب السعودية الأبطال كم كانوا مخدوعين بالقوة الزائفة حين يكتشفون هشاشة نظام ال سعود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق