الثلاثاء، يونيو 21، 2011

الشهيد المربي : احمد النوعه.

الشهيد احمد النوعة

تمنى الشهادة فأدركها ..حمل كفنه في أخر سفر إلى صنعاء وعاد ملفوفا به
كتب/ محمد حسن القيري
"ويتخذ منكم شهداء" صدق الله العظيم فعلا يتخذ الله من عباده المؤمنين من وجد فيه صفات الشهادة في سبيل الله ,حتى في معركة بدر اتخذ الله شهداء ممن شهدوا بدر مع علو مرتبة كل من شهدوها عن سائر المسلمين , وهكذا الحال إلى قيام الساعة , وتجسد ذلك مع شهيدنا الأستاذ المربي الفاضل أحمد النوعة الذي كان نبراسا وعلما ومعلما تخرج على يده العديد من الشباب وتعلموا منه معاني الحب لله ثم للوطن وانتشروا في ميادين العمل والكفاح .
سيرة عطره ونهاية مشرفة:
ولد شهيدنا الأستاذ أحمد علي عبده إسماعيل النوعة في قرية الظُرافة بمديري السياني محافظة إب وتلقى تعليمه الأولي في مدارس المديرية وبعد تخرجه من معهد المعلمين بمحافظة إب عمل مدرسا في عدة مدارس بالمديرية حيث كان يُبعد إلى مدارس في أطراف المحافظة من باب المماحكات الحزبية ولنشاطه الدعوي المتميز رحمه الله حتى استقر به العمل في مدرسة الثلايا بالنجد الأحمر .
تزوج كذلك من إنسانة اختارها بعناية لتعينه على أمور الحياة والاهم على عمله الدعوي من قرية ذي يشرق بالمربية الفاضلة نعيمة قايد لطف الشرعبي وله منها ثلاث بنات هن أمة الرحمن 17عام وحفصة 5سنوات وعائشة 3سنوات وولد توفى بعد ولادته قبل سنة.
ما يثير في قصة الشهيد انه قبل استشهاده بأيام زار أهله وأصدقائه وودعهم واخذ كفنه معه متوجها إلى صنعاء ولم يعد إلا مكفنا بذلك الكفن وكأنه شعر بقرب انتقال روحه إلى بارئها والفوز برضوان الله عليه .
ومع انطلاق الثورة المباركة لم يستطع الانتظار لحظة واحده وكأنه وجد ما كان يبحث عنه ويدعوا له من زمن طويل فقد عرفه مجالسوه وأهله عندما كان يتابع أحداث فلسطين على وجه الخصوص وعند سماعه بارتقاء شهداء كان رحمه الله يردد دائما كلمة "ياه ما أجمل الشهادة ليتني والله وأكون شهيد " فانطلق متنقلا في ساحات الحرية والتغيير ابتداء مع بدايتها في مدينة تعز حيث كان يتواجد بالساحة بشكل شبه يومي وخصوصا يوم الجمعة وانتقل إلى محافظته إب وبساحتها باشر العمل والتنظيم عبر لجنة النظام ولكنه كان طيلة الوقت يبحث عن شيء فقده وينتقل من خيمة لأخرى ومن بوابة لأخرى يبحث عن ذلك الشيء وكل من عرفه كان يلاحظ فيه ذلك البحث عن شيء ثمين ولما لم يجده في إب لندرة المواجهات فيها لبسالة شبابها منذ المواجهة الأولى فقد قرر شهيدنا وبهدوء الانتقال إلى صنعاء حيث الساحة الكبرى والمواجهات اليومية مع أعداء الحياة وهناك وفي ساحتها انطلق كعادته بنشاط قل نظيره يدعوا ويربي ويسعف ويساعد ولا تفارق محياه ابتسامته المعهودة لكل من يلقاه , ولان من جد وجد وعلى قدر أهل العزم تؤتى العزائم وأي عزيمة تفوق الشهادة في سبيل الله فقد نال ما تمنى يوم الخميس الموافق 2/6/2011م في صنعاء التي كان يشعر أن ما يبحث عنه سيجده هناك وفعلا وجده ووفاه الله حسابه , ومن كرامة الله للشهيد أن من الله عليه بان تمت الصلاة عليه وتشييع جثمانه الطاهر في ثلاث جماعات وبساحتين من ساحات الحرية والتغيير في الوطن الحبيب في نفس اليوم فقد تمت الصلاة عليه بعد صلاة فجر يوم تشييعه في ساحة التغيير بصنعاء وتشييعه في جنازة كبيرة في الساحة ثم الصلاة عليه في ساحة الحرية في إب وتشييعه بمسيرة كبرى من الساحة عبر شارع تعز ثم نقله إلى مسقط رأسه والصلاة عليه بعد صلاة الظهر وتشييعه بجموع غفيره من الأهل والمحبين إلى مثواه الأخير في مقبرة قريته الظُرافه .
فإلى جنة الخلد يا شهيد مع رفاقك كل شهداء الحرية والكرامة من وقفوا في وجه الظلم وقدموا أرواحهم ليعيش غيرهم وأي تضحية أعظم من تلك, رحمك الله وأسكنك فسيح جناته فلقد عشت مجاهدا ومُت شهيدا.

هناك 5 تعليقات:

  1. هذا استاذي الذي تربينا على يدة رحمك الله رحمة واسعة واسكنك الجنه وغفر ذنبك فهو خطيب الجمعة الذي يتردد في اسماعنا في كل جمعة وكل ليلة في بين المغرب والعشاء

    انت في ذمة اللـــــــــــــــــه

    ردحذف
  2. مروان الخولاني24 يونيو 2011 في 8:25 ص

    فوالله انك من قمت بتربية النشئ على القران الكريم والسنه واني لاعرفك حق المعرفه كما اعرف اخواني اسال المولى جل وعلاء ان تسكنك الجنة مع الشهداء والصالحين

    لقد توجهت إليك رصاصة اصاب الله يدة بالسرطان المزمن من كان قاتلك
    فما وجدنا منك إلا كل خير

    ردحذف
  3. صلاح عبد الله عبدة احمـــــــــد24 يونيو 2011 في 8:30 ص

    لك الله يا استاذ احمــــــــــــد القارى للقرآن على مأذن المساجد

    لماذا قتلوك من اجل حرية تريدها من اجل عيش كريم تطالب فيه

    انظرو الى بيته الذي يعيش فيه الاستاذ المتواظع لقد كرس جهودة في اللــــــــه وعاش مع الله رحمك الله

    ردحذف
  4. طلاب مدرسة المرفدين24 يونيو 2011 في 8:36 ص

    عليك رحمة اللـــــه وقفا فإن رايت الحر الكريم ليس له عمر

    قاتلهم الله قتلوك لماذ من اجل حياة افضل تطالب

    فانت الحر حيا وميتا لم يطفؤ شمعة المأذن اللتي كانت تردد صداها بصوتك ليلا ونهار

    افتقدنـــــــــــــاك فالله خير خلف لك في اهلك وبيتك

    ردحذف
  5. رحمك الله ايه الاب ايه المربي ايه الاخ لا ازل اتذكر انك من ودعني واذكر ضع بصمتك ايه والله لقد وضعت فينا بصمه لن يمحيها التاريخ

    ردحذف