الجمعة، يوليو 15، 2011

الحلقة ( 4 - والأخيرة ) :عودة صالح ( سيناريوهات مفتوحة )


يوميات الثورة- كتب الخبير الإستراتيجي  صادق العامري -15يوليو
السيناريو الثالث (الاخطر)
...هذا السيناريو الكارثي يقوم على أساس تقمص صالح المحروق لشخصية نيرون الإجرامية سعيا للانتقام من عدو مجهول سيدفع الشعب بدلا عنه ثمن اعتداءه على صالح وقصر صالح وكبار رجال صالح , يتضمن هذا السيناريو تمسك صالح بالسلطة والدفع بالبلاد إلى حالة فوضى وفتح جبهات قتال في عدة محاور
تفاصيل هذا السيناريو معقدة وكثيرة ولذلك سأختصرها في نقاط موجزة على النحو التالي :
- هذا السيناريو سيكون نتاج انسداد سياسي وتصعيد ثوري نوعي , وهذا التصعيد سيقابله صالح بفتح جبهات قتال قد تشمل العاصمة صنعاء لمنع المد الثوري السلمي من الفعل المؤثر مجددا , يعني تكرار معارك الحصبة وبصورة واسعة تتجاوز الحصبة وهذا الأمر له مؤشراته على الواقع في الحصبة , ولا سبيل لمنع التصعيد الثوري في نظر جنرالات صالح الا بتفجير الوضع داخل العاصمة , لكن هذا الأمر سيضل محكوم بمدى تقدم قوات صالح على جبهة أرحب شمال العاصمة - الحرب في اليمن خيار غير مستساغ لدى كل الإطراف باستثناء جنون صالح الذي يعرف أنها حرب خاسرة بالنسبة له لكنه سيسير ليها رغبة في الانتقام وحرص على السلطة التي قال في مناسبات مختلفة لمقربين منه انه لن يتركها إلا بالدم على قاعدة أنا وبعدي الطوفان وتجسيدا لتهديداته المتواصلة بالصوملة
- أمريكا تخشى سيناريو الحرب ليس شفقة على اليمنيين بل لان ذلك يعني لها الكثير , فأمريكا تدرك ان أي انتصار للرئيس صالح هو انتصار للسعودية وان إيران ستبذل قصارى جهدها من اجل خروج السعودية مهزومة من اليمن , بمعنى ان ايران ستكون حاضرة في أدوات الفعل ومعها خصوم السعودية وهذا الحضور الإيراني قد يدفع نحو اندلاع صراع عسكري في منطقة الخليج كلها حسب رأي محللين , فإيران ستعمل على دعم ثوار البحرين في نفس الوقت لتشتيت المجهود السعودي وهذه التخوفات لها ما يبررها , فربيع الثورات خلق حالة من التوتر بين ايران والسعودية بصورة غير مسبوقة , وفي هذا الإطار ,يتساءل الكاتب والمحلل بيل سبريندل، كيف أدت سلسلة من الاحتجاجات الشعبية، التي أثارت الكثير من الأمل لدى الجماهير، لدفع قوتين إقليميتين كبيرتين إلى حافة المواجهة؟ والمراقبون للأوضاع يدركون ان الحرب الإقليمية الباردة في المنطقة أخذت تزداد حدة منذ بداية الثورات العربية , ومما زاد من تخوفات الأمريكيين رصدهم لمواقف الزعماء الايرانيين الداعم للثورات العربية وأنهم يدرسون سبل دعم أحزاب المعارضة في البحرين واليمن، في مواجهة السعودية وذلك استناداً لاتصالات اعترضتها وكالات التجسس الأمريكية.,
- هذه المخاوف من الحضور الإيراني إلى قلب المشهد اليمني ستدفع أمريكا الى تأجيل انسحابها من العراق حسب ما هو مقرر تحسبا لاندلاع حرب شاملة في المنطقة وهذا الأمر سيكلف الأمريكيين الكثير سياسيا وماديا , وعليه يمكن القول ان أمريكا ستدفع في اتجاه منع حدوث حرب في اليمن,
- أما السعودية فليست جاهزة لخوض حرب مع إيران خصوصا وان الأمريكان سيغادرون العراق , ورغم ذلك تدفعها مخاوفها إلى تكديس الأسلحة من مصادر متنوعة للاعتماد على قوتها الذاتية في مواجهة التهديدات الإيرانية والوضع اليمني وكذلك الوضع في البحرين
- كما ان أثار الحرب في اليمن ستمتد إلى السعودية واقل مشكلة ستواجهها مشكلة المتسللين اليمنيين , فإذا كان عددهم في ظل الوضع القائم يبدو مخيفا فكيف سيكون الأمر في حالة الحرب , إذ تشير التقارير ان عدد المتسللين خلال عام واحد بلغ (180 ) الف متسلل وفي شهر يونيو الماضي تم القبض على (19) ألف متسلل
- من جانب المعارضة اليمنية فهي تعمل منذ اللحظة الأولى لمنع سيناريو الحرب وتحملت في سبيل ذلك الكثير من تصرفات النظام لإدراكها خطورة الحرب وأبعادها , ومع ذلك لن تقبل ببقاء صالح مهما كلفها من ثمن وفي ذات الوقت تعمل على تخفيف ذلك الثمن من خلال اعتماد سياسية التفكيك بدلا من سياسة الصدمة والاصطدام بحيث تؤدي هذه السياسية إلى كسر أنياب صالح وجعل الخيار العسكري أمر مكلفا وخاسرا بالنسبة له خصوصا وان الهزائم تلاحق الحراس الجمهور والقوات الخاصة في كل مواجهة يدخلونها ,
- من المتوقع في حالة عودة صالح ان يتم حشد عدد كبير من الناس لاستقبال صالح ولا يمكن بأي حال فصل العلاقة بين هذا الحشد ونوايا صالح لما هو قادم , فهل سيكون الحشد بداية لصدام المسلح , رغم التأكيدات ان صالح سيوقع او انه قد وقع فعلا قبل العودة إلا ان الخبرة بهذا الرجل تجعل الاحتمال الاسوء مفتوحا وقائما,
- يتضح مما ذكر ان خيار الحرب خيار مدمر سيجعل من اليمن ارض للحرب بالوكالة وعليه فان الحل الأنسب يكمن في انجاز المبادرة بصيغتها الموقع عليها هذا كحد ادني
- على قوى المعارضة ان تدرك ان الاستفادة من الفعل وتوظيفه أحيانا أهم من الفعل نفسه ,
استنتاجات ختامية
- ان الثورة المضادة للثورة فشلت ولا مجال لاستمرار إنتاجها لان حدوث الأزمات جاء بعد تشكل وعي لا يسمح بخلق ثورة المضادة
- ان الثورة ستستكمل نجاحها بالاستمرار والصمود ويخشى عليها تكرار سيناريو 67م , أي التسليم بالثورة ثم إسقاطها لاحقا
- ان نظام صالح سقط عمليا واستمراره قائم على حبل السعودية فهي التي تدفع مرتبات الموظفين والعسكر وتقدم الوقود وتدفع تكاليف حشود صالح وتحركات أنصاره وغيرها من الإمدادات التي لا تتوقف, مثل الإعلان عن صرف إكرامية العودة والسلامة على نفقتها لتكريس السلوك الملكي باعتبار ان المنح و الإكراميات عرف ملكي غير جمهوري
- ان خطر الحرب كابح لكل الأطراف لكنه غير مستبعد في حال إصرار صالح والسعودية على الشراكة مع ابنا ء صالح وان الحضور الإيراني إلى قلب المشهد أمر قوي الاحتمال في ظل حالة الحرب الباردة المتصاعدة بين السعودية وإيران

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق