الاثنين، يوليو 18، 2011

السياسي والناشط في الثورة الشبابية صادق العامري يرد على -صالح في خطابه المكتوب-


يوميات الثورة -خاص بقلم" صادق عبد الرزاق
 صالح يستقيل و يدعو للتوريث ويسقط المبادرة ويدعو لحوار ما قبل الثورة, ويحمل شباب الثورة مسئولية قطع الكهرباء وأزمة الوقود وقطع الطريق , والنائب وكيل عن عائلة صالح
 (1) كانت تلك القضايا ابرز... الرسائل التي حملها حطاب صالح عبر الكلمة الافتتاحية لصحيفة الثورة الرسمية الصادرة يومنا هذا الاثنين (18- 7 - 2011) بدء صالح كلماته بما يكرره دائما على مسامعنا عن ان السلطة بالنسبة له ليست غاية وليس له فيها مطمع, إنما دفعت به مصلحة الوطن للقيام بمسئولية قيادة الوطن , تحت مطالبة الجماهير له بذلك, تلك كانت أول مغلطات صالح فهو يعرف قبل غيره ممن عاصروا تلك الفترة واطلعوا على تفاصيل ما حدث , كيف تدفق المال السعودي لتحريك مظاهرات تعز عبر استغلال جريمة اغتيال مشائخ تعز وتوظيفها للدفع بصالح إلى كرسي الحكم , وبعد سلسلة من التفاهماتوالاتفاقات مع ال سعود , الذين لعبوا دورا مهما لتمكين صالح في تلك المرحلة من خلال اتصالهم بكبار مشائخ اليمن وعلى رأسهم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر , الذي ذكر في مذكراته ان السعوديين اتصلوا به وطلبوا منه دعم صالح لأنه أصبح خيارهم , وعبر الشيخ عن رفضه حينها لهذا الاختيار, إلا ان السعودية فرضت صالح على الجميع , أما الذين أبدوا استعدادهم للترشيح لمنصب الرئاسة كا" الضابط احمد الشيبة والقاضي العرشي , أرسل صالح لهما بحقيبتين الأولى فيها أموال سعودية والثانية بداخلها رصاصة ولهما الخيار بين المال والموت ففضلوا السلامة , تلك حقائق التاريخ ولا يستطيع صالح ان يغيرها بأكاذيبه والحقيقة التى لا تقبل الجدال ان صالح متمسك بالسلطة والتوريث مهما كان الثمن وبأي الوسائل كانت فوصول صالح إلى السلطة كان عبر المؤامرات والتصفيات وشراء الذمم (2) كتب صالح ما يلي ( الأخ عبدربه منصور هادي .. هو أهل للثقة وفي مستوى المسؤولية ...، لذلك نجدد التأكيد على دعوة كافة القوى السياسية أن تعود... للحوار مع نائب رئيس الجمهورية للخروج من الأزمة ) هذه العبارات هي اخطر ما كتبه صالح حيث تحمل ضمنيا الأتي : - جعل صالح النائب هادي طرفا بديلا عنه, وبهذا يتخلي صالح عن دوره للنائب هادي للقيام بأهم أدواره وأخرها , والنائب من الناحية العملية يقبع تحت سلطة عائلة صالح وهو بذلك سيلعب دور الوكيل لعائلة صالح ليس اقل ولا أكثر من ذلك لان المرحلة تستدعي تمكين النائب هادي من القيام بهذا الدور خلطا للأوراق وحتى لا يكشف الستار عن مشروع التوريث في اللحظة الغير مناسبة , ولا باس ان يكون النائب في الواجهة بشرعية صالح الغائب , وغياب صالح ضرورة ليمارس الأبناء دورهم برعاية ودعم سعودي , أي عودة للرئيس صالح ستكون في إطار لعب دور معين في مشروع التوريث , ويبدو لي ان سيناريو نهاية الإمام يحي وابنه احمد سيتكرر مرة أخرى مع فوارق في التفاصيل - الدعوة للحوار وللشراكة لا يعني بأي حال من الأحوال الاستجابة لمطالب الشعب بترك السلطة , بل هو مشروع قديم للتوريث المتدرج عبر المحاصصة التي سماها صالح بتقاسم السلطة بحيث يضمن لإفراد عائلته البقاء في مواقعهم إلى حين الاستيلاء على السلطة كاملة , ونبذ الشركاء كما حدث للحزب الاشتراكي بعد الوحدة , ويمكن القول ان الفعل السعودي في هذا المشروع ظهر سافرا حد الوقاحة , فالسعودية سعت وفشلت في عقد صلح بين القبائل وأبناء صالح في إطار مشروع الشراكة الذي هو التوريث فاي حديث عن الشراكة والتقاسم هو حديث عن التوريث بالمفهوم السعودي مادام خارج سياق المبادرة الخليجية , التي لم يذكرها صالح عماد باعتبارها مشروعا رافضا للتوريث وكان الهدف منها الاستجابة لظرف زمني معين , ثم يتم إسقاطها لاحقا , وهذا ما كان مخطط له حين قدمت المبادرة , فإذا كانت المبادرة لا تنسجم مع التوريث فان السكوت عنها ضرورة واستبدالها بالحديث عن حوار لا احد يعلم على ماذا ولماذا الحوار , لكن المؤشرات تقودنا الى القول بان الحوار المقصود حول التقاسم والمحاصصة , وهكذا يقودنا للقول ان الغباء ألصالحي السعودي لم يستوعب دروس الماضي ولا حقائق اليوم (3) منذ اليوم الأول لاندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام , عمد صالح إلى القيام بأنشطة مضادة , فالمسيرات تقابلها مسيرات والجمع الأسبوعية تقابلها جمع مماثلة لها مع اختلاف الحجم والمطالب تحت شعار مواجهة التحدي بالتحدي, لكن هذا الأسلوب تغير بعد الاعتداء على صالح ودخول السعودية بشكل واضح في مجريات الإحداث, وفي تلك الفترة تداول الشارع رسالة قيل انها جاءت من السعودية تقول (اجلوا السقاية ) وتزامن ذلك مع ظهور بوادر لازمة حاد في الوقود بالإضافة إلى ارتفاع معدل إطفاءات الكهرباء , ومع اشتداد الأزمة أطلقت السلطة أبواقها ليقولوا ان شباب الثورة هم من احدث الأزمة واليوم صالح يكرر ذات التهمة للشباب الثورة , والعاقل الحصيف يستطيع ان يعرف من المسئول عن الأزمة ومن يقف وآراءها ,, يكفي أحيانا ان تراقب عملية الإطفاء للكهرباء فعندما تكون لدى السلطة مناسبة لا تنقطع الكهرباء في عموم اليمن وبعد انتهاء المناسبة يتجدد انقطاع التيار الكهربائي ويعود إلى حالته السابقة او اشد , أما الوقود فهم من يتحكم بصرفه وتخزينه وتوزيعه وفي هذا الإطار أكد مدير شركة النفط ان المسئولين في المحافظات لا يخذون الا قدرا يسيرا من حصصهم ويتركون الباقي من اجل استمرار الأزمة , من جهة أخرى فان أجهزة السلطة التي يتحكم بتلك العمليات يشرف عليها أقرباء صالح وهي التي تمنع التجار من استيراد احتياجات الشعب من الوقود والمواد الأخرى , فمن يصنع الأزمة إذا ويحاول توظيفها لخلق ثورة مضادة للثورة الشبابية , باعتماد سياسة ضرب الشارع بالشارع المضاد, وتلك هي أخلاقهم وسياستهم منذ زمن للتحكم بالشعب وتركيعه عبر التجويع والإفقار, وما جرعهم السابقة الا خير دليل على سلوكهم السادي وتفكيرهم النازي في ظل خطاب صالح الجديد فان الأوضاع مرشحة لأحداث جسام خلال الفترة القادمة
عنوان المقال السابق   صالح في خطابه المكتوب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق