الثلاثاء، يوليو 12، 2011

اعتراف وإقرار


يوميات الثورة/كتب صادق عبدالرزاق
صبرنا صبرا يعجز الصبر عن بلوغه, و تحملنا وتحاملنا على أنفسنا ليس لشيء سوى حبنا لليمن ( ومن الحب ما قتل ) , وجد الحاكم في ذلك فرصة لإعادة إنتاج الرعب ممزوجا بروائح الصوملة والعرقنة و الفوضى , واستمر يتفنن في صناعة الرعب لنا مستفيدا, من مساحة جهل بحجم الربع الخالي, وهو يدركان تلك المساحة القاحلة المجدبة إلا مما ينفع...ه , هي خير له وشرعلى الشعب.
لكن الصبر عابنا وما صبر علينا , واستحى خجلا ان ينسب فعلنا اليه , غادرنا رافضا تلك التوأمة, رفع الصبر عنا غطاءه , فتكشفت لنا صورة أسوأ من السوءة نفسهـا, عندها أدركنا ان صبرنا لم يكن صبرا , بل كنا نتخفى وراءه, ونستتر به لنواري تخاذلنا وشتات أمرنا , ولم يكن حب الوطن إلا ستارا لحب السلامة الموهومة, مغلفة بأحلام معدومة , فليس من حب الوطن ان نرى معاول الهدم تفكك أوصاله وتهدم أركانه, و ذئاب تنهش خيراته حتى يوشك ان يتداعى نحو السقوط ونسقط معه , فهل في هذا أي معنى للحب؟
فانتفضنا ضد قوة القهر والاستبداد لنعبر عن حبك يا وطن , بكسر قيودك , وتحريرك من أغلال الذل والمهانة , ومضينا في درب الثورة نهتف لك بالبقاء وللنظام بالرحيل والفناء , أصواتنا تجلجل في الفضاء وفعلنا يزلزل الأرجاء.
لاح النصر يوم الكرامة ,وما إن لاح حتى عاودتنا أسقامنا السابقة في حب السلامة , فنهضنا وقعدنا ونهضنا وقعدنا وهكذا ما ان يلوح النصر حتى يختفي مجددا حتى تعبنا , وكلما تعبنا شد عزائمنا بريق النصر مرة أخرى فيتجدد السير نحوه كي ندركه , وحتما هو مدروك ولن يكون متروكا,
ومع هذا الإصرار , إلا ان البعض منا يفتقد شيئا , انه الصبر الذي رحل عنا , يوم كنا في سبات , فليعود الصبر فهذا مكانه ليعود , وهذا موطنه الذي لا يستوجب الخجل والاستحياء , صبرنا على الهوان ثلث قرن من الزمن أفلا تستحق الحرية ان نصبر حتى ننالها كاملة غير منقوصة , صبرنا على الباطل وكنا نبتسم له , فلنبتسم لصبرنا من اجل حقوقنا وحرياتنا ولا نتضجر , ولقد قررنا ان نفعل ذلك دون تململ او ضجر وهذه المرة سيكون الصبر معنا شامخا و لن يرحل , والنصر يأتي مع هذا الصبر , فما نحن فيه اليوم هو صراع إرادات .. من يصرخ أولا