الاثنين، أكتوبر 24، 2011

واشنطن ترفض الإعلان عن مقتل نجل العولقي، واتحاد الحريات المدنية الأميركية ينتقد مقتله

يوميات الثورة-الإثنين 24 أكتوبر / الشرق الأوسط

انتقد اتحاد الحريات المدنية الأميركي (أي سي إل يو) الحكومة الأميركية لأنها رفضت إعلان تفاصيل مقتل عبد الرحمن العولقي، ابن أنور العولقي، بطائرة «درون» (دون طيار) في اليمن الأسبوع الماضي.
وقال الاتحاد إن عبد الرحمن (16 سنة) مواطن أميركي ولد في دنفر (ولاية كولورادو)، عندما كان والده يدرس هناك، ووالده نفسه ولد في الولايات المتحدة، وكان يحمل الجنسية الأميركية عندما انتقل إلى اليمن حيث قتلته طائرة استخبارات أميركية قبل مقتل ابنه بأسبوع.
وأمس قال جميل جعفر، نائب مدير القسم القانوني في اتحاد الحريات المدنية: «عندما تطلق الحكومة الصواريخ من طراز (بريداتور) على المواطنين الأميركيين، بالتأكيد من حق الرأي العام الأميركي معرفة الذين يتم استهدافهم. وأيضا معرفة أسباب الاستهداف».
وأمس قالت صحيفة «واشنطن بوست»: «بعد أسبوع من ضربة جوية عسكرية أميركية أسفرت عن مقتل مواطن أميركي يبلغ من العمر 16 عاما في اليمن، لا أحد في إدارة الرئيس أوباما، والبنتاغون، والكونغرس، أعلن تحمل مسؤولية قتله. وحتى أنه قتل». وأضافت: «يعمق انعدام المساءلة الرسمية عن وفاة عبد الرحمن العولقي الغموض القانوني والأخلاقي من جانب الحكومة الأميركية في حملتها لقتل الأعداء المزعومين خارج مناطق الحرب التقليدية».
وقال مراقبون في واشنطن إن النقاش في الموضوع زاد بعد زيادة دور طائرات «درون» في قتل المتهمين بالإرهاب، خصوصا في أفغانستان وباكستان واليمن، غير أن موضوع عبد الرحمن العولقي له أهمية خاصة لأن الصبي مواطن أميركي. وصارت له أهمية خاصة وسط الضربات الأميركية السرية التي أدت إلى مقتل المئات من غير الأميركيين.
وأضاف المراقبون أن الرئيس أوباما أعلن مرات كثيرة، وهو الذي أمر بالتركيز على طائرات «درون»، أنه يملك حق شن هجمات ضد أعضاء «القاعدة» في أي مكان في العالم، وأنه قال مرات كثيرة إنه لا فرق بين ساحة لقتال في أفغانستان ومخبأ للإرهابيين المشتبه فيهم في اليمن أو الصومال.
ولكن عندما تقتل القوات الأميركية المدنيين في مناطق الحرب التقليدية مثل أفغانستان أو العراق يعلن البنتاغون أنه، بصورة روتينية، يجرى تحقيقات رسمية. وكثيرا ما تكون نتائج التحقيق غير سرية، وتعلن للصحافيين، غير أن قتل المتهمين بالإرهاب، وخصوصا القادة، يعلن على مختلف المستويات. وكان الرئيس أوباما قال يوم 30 سبتمبر (أيلول)، يوم إعلان مقتل أنور العولقي: «موت العولقي ضربة كبيرة للتابعين لـ(القاعدة) الأكثر نشاطا». وفي ذلك الوقت قال ليون بانيتا، وزير الدفاع: «هذا البلد (الولايات المتحدة) أكثر أمنا نتيجة لقتل العولقي». وقال السناتور جون ماكين (جمهوري من ولاية أريزونا)، نائب رئيس لجنة الخدمات المسلحة: «أنا سعيد أنهم فعلوا ذلك».
وبينما رفض المسؤولون الأميركيون الحديث علنا عن قتل عبد الرحمن العولقي، قالت مصادر حكومية إن الهدف المقصود من الضربة الجوية يوم 14 أكتوبر (تشرين الأول) كان إبراهيم البنا، المصري المتهم بأنه أحد الكبار في تنظيم القاعدة في اليمن. وفعلا قُتل البنا في الهجوم.
وأشار المراقبون في واشنطن إلى أنه في الأسبوع الماضي نشرت أخبار بأن خبراء قانونيين في وزارة العدل قدموا نصائح قانونية إلى وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) بقانونية قتل أنور العولقي. لكن لم يعلق هؤلاء على قانونية قتل ابنه عبد الرحمن. في ذلك الوقت قال هؤلاء القانونيون إن «سي آي إيه» يمكنها أن تستهدف الإرهابيين المشتبه بهم خارج مناطق الحرب إذا كانوا يمثلون تهديدا مباشرا لمصالح الولايات المتحدة. ولكن تظل المعايير التي يستخدمونها يشوبها الغموض، وحتى الآن لم يتم عرض الموضوع في محاكم أميركية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق