السبت، أكتوبر 15، 2011

توكل كرمان تعتذر لأبناء الجنوب باسم الشعب وتتعهد بالعمل بجد لضمان معالجة عادلة لقضيتهم

يوميات الثورة-متابعات
نص كلمة توكل التي القتها في ضمن حفل تكريم لها في الدوحة 
مساء الحرية والثورة ..
التحية لأبناء الجالية اليمنية في دولة قطر الشقيقة والحبيبة إلى قلب كل يمني وعربي حر
التحية لأبناء شعبنا العظيم أينما وصل بهم الرحال وحط بهم الترحال.
التحية لشبابنا المناضل في كل ساحات الحرية وميادين التغيير في اليمن .
أيها الأعزاء .. إنها لمناسبة عظيمة أن نحتفي اليوم بالذكرى الثامنة والأربعين لثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة ، كثورة حقيقية شهد بميلادها وطننا في الجنوب تحولا تاريخياً كبيرا انتصرت فيه قيم الدولة الوطنية القائمة على المواطنة المتساوية وسيادة القانون .
يمكن القول أن ثورة أكتوبر حققت أهدافها الوطنية ببراعة ... وأن قيمها رأت النور ، وعاشها شعبنا في الجنوب واقعاً حقيقياً ذاقوا حلاوته ونعموا به .
ذلكم أ ن المعيار الأهم لقياس نجاح الثورات يتحدد بمدى تحقيق مبدأ العدالة والمواطنة المتساوية وسيادة القانون في الدولة الوطنية الحديثة ، وهو ما تحقق بشكل لا يزال يثير الإعجاب خلال الفترة التي أعقبت الاستقلال حتى عشية الاندماج في دولة الوحدة ، ولولا الانتكاسة التي حدثت لاحقا لمشروع دولة الوحدة الناتج عن ممانعة النظام العائلي الذي أسقطه شعبنا العظيم عملياً وأفقده الشرعية والمشروعية ، ولا زال يناضل لإسقاط بقاياه ، أقول لولا ممانعة ذلكم النظام لقيم المدنية ورفضه لمبدأ سيادة القانون والمواطنة المتساوية الذي حققته الدولة الوطنية في الجنوب لكنا لانزال ننعم ببركة ذلك الانجاز .
لقد تجلت مدنية الدولة الوطنية في الجنوب بصورة واضحة في النظرة المتقدمة للمرأة والانحياز لقضاياها ، وما أفضت إليه عمليا من تمكين للمرأة أدى إلى حصولها على كامل حقوقها الإنسانية ، وانخراطها في المشاركة السياسية والاجتماعية على قدم المساواة مع أخيها الرجل سواء بسواء، فلا فيتوا اجتماعي على خروجها ولافتاوى دينية تجعل منها عاراً وخزياً يتعين عليه أن يتوارى وراء الجدران .
و في ذكرى الـ 14 من أكتوبر علينا أن نقدم العهد والوعد بأن نقيم دولتنا الوطنية على أساس من الشراكة ، دولة وطنية نقدس فيها حقوق الإنسان ونعلي من قيم النزاهة والعدالة والانصاف ، نكافح الفساد ونخلق الفرص المتساوية.
أيها الأعزاء .. لقد وضعت ثورة الشباب أمتنا في اليمن على ذروة سنام المجد ، وفي ظلها يطل شعبنا اليوم على آفاق مستقبل رحب، لا يحد دون بلوغ طموحاته شئ ، وهو على وشك الانطلاق إلى مجد لا نهائي بعزم لا يلين وثقة قل لها نظير.
يحق لأبناء شعبنا المناضل أن يفخروا بانهم يمتلكون شباباً حياً لا يحطم أنفه شئ ولا سبيل لإذلاله وانكساره ، يحق لأمتنا العربية والإسلامية والإنسانية أن تفخر بهم كجيل جديد مسالم ومناضل وصابر ومصابر ، قادر على مكافحة الظلم والاستبداد وعلى المساهمة الفاعلة في مسيرة الاستقرار والأمن والتعايش الإقليمي والدولي .
أيها الأعزاء .. إن الثورة الشبابية الشعبية السلمية ترى في القضية الجنوبية هي القضية المركزية التي ستعمل على حلها باعتبار ذلك مطلبا أساسياً وملحاً لأبناء شعبنا في اليمن الكبير .
باسم شعبنا العظيم ، أقدم الاعتذار عن كل ماعاناه أبناء الجنوب من هدم وإقصاء لشراكتهم الوطنية . واعتداء على ثرواتهم وممتلكاتهم منذ حرب 94 الظالمة .وأتعهد بالعمل بجد وتفاني لضمان معالجة عادلة ونزيهة لآثارها ، و كفالة حلها بصورة عادلة ومرضية .
وإننا في ظل ثورتنا السلمية في الوقت الذي نتعهد فيه بإشاعة كافة قيم التسامح والحب وعدم الانتقام ، فإننا نعد كذلك بمواصلة نضالنا السلمي العنيد حتى اسقاط النظام العائلي بكافة شبكات محسوبياته وأجهزته الأمنية والعسكرية ، وإقامة الدولة المدنية الحديثة على أنقاضه حتى نشهد دولة المواطنة المتساوية ، دولة الحقوق والحريات ، دولة سيادة القانون حقيقة قائمة على الأرض في ظل شراكة كاملة للمرأة والرجل تحلق بهما أمتنا بجناحيها الاثنين نحو آفاق عالية .

وأخيرا أيها الأعزاء أشكركم على هذا الاحتفاء والتهنئة والتكريم بمناسبة حصولي على جائزة نوبل للسلام ، والتي أعدها حقاً مستحقا لكل فرد في شعبنا العظيم ، شارك في هذه الثورة ، ودفع تضحياته فيها من ماله وجهده وجسده ،

وإني أهديها بشقيها المعنوي والمادي إلى شعبنا اليمني العظيم ، إلى مهجري الجعاشن الذين قاسمتهم الألم والأمل ، إلى طلاب جامعة صنعاء الذين شاركتهم الحلم وقاسمتهم تحمل كلفة البداية ، إلى نشطاء بلاقيود ورفيقة الدرب بشرى الصرابي ، الى أولادي وزوجي وأبي وأمي وإخواني الذين منحوني الرضى والمساندة للخوض بالشأن العام بحرية وثقة مطلقة ولأن أكون رجلا بين الرجال ، إلى زملائي الصحفيين وناشطي حقوق الإنسان في كل مكان ،إلى إخوتي في الحراك الجنوبي والذي تعلمت منه كيف يكون النضال السلمي ممهورا بالتضحيات ، إلى رفاقي شباب الثورة في كل ساحات وميادين الحرية والتغيير في اليمن ،إلى رفاقي الأحبة مفجري ثورات الربيع العربي وحاملي مشروعها الكبير , إليكم جميعا أقول .. أنا مدينة لكم في كل ما أنا عليه أيها الأحبة ، والأكيد أن شعبنا وأمتنا العظيمة ممتنة لكم ولكم أنا فخورة بكم أيها الكبار. إلى شهدائنا الخالدين وجرحانا الأبطال أجدد العهد والوعد بالمضي على الدرب حتى يتحقق لشعبنا الحلم الكبير في الحياة الحرة والكريمة ، وإنها لثورة سلمية حتى النصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق