الأربعاء، أكتوبر 12، 2011

الشيخ السلفي عارف الصبري: الثورة شرعية وليست خروجاً على صالح كونه فاقد الأهلية ومعطل الواجبات

يوميات الثرورة-نشوان نيوز
 حاوره: سلمان العماري
القيادي ذو التوجه  السلفي  وعضو  البرلمان اليمني عن الدائرة 89 بمديرية بعدان في محافظة إب ، وعضو لجنة تقنين الشريعة، كما يعمل أيضاً نائباً لرئيس جامعة الإيمان لإدارة الفروع في محافظات الجمهورية اليمنية، وأستاذاً جامعياً فيها بالإضافة إلى كونه كاتباً، وباحثاً له العديد من الكتابات المنشورة، والمؤلفات المطبوعة منها " الثوابت في القضية الفلسطينية.. قضية المسلمين الأولى"، ومؤخراً صدر له عن مركز الكلمة الطيبة للدراسات والبحوث بصنعاء كتاب " الدولة المدنية الديمقراطية وخطرها على الثورات العربية "
   في قراءة شرعية وسياسية معمقة لمسار الأحداث في اليمن وتطوراتها على الساحة، وما خلفته الثورة اليمنية من تساؤلات أجاب عن كثير منها الشيخ العلامة عارف بن أحمد علي الصبري والشيخ عارف الصبري لديه ما يحاجج به، ويدفع في مضمار الرؤية التأصيلية الشرعية المدعمة بالأدلة والنصوص فإلى تفاصيل الحوار..  
* ما هي قراءتكم لمجريات الأحداث الدائرة في بلادنا، والعالم الإسلامي؟
-    لقد أدى سقوط الخلافة العثمانية إلى تمزيق الأمة الإسلامية إلى دويلات، فانتقلت الأمة بذلك إلى مرحلة الاستعمار البغيض المباشر، والذي استمر فترة من الزمن، ثم نشطت بعده حركات التحرر في البلاد العربية والإسلامية مما أدى إلى خروج المحتل الذي سلّم السلطة في البلاد المتحررة من عملائه فانتقلت البلاد المتحررة إلى مرحلة الاستعمار غير المباشر، وحصل ارتباط وثيق بين الدول المستعمرة وبين أنظمة الحكم في بلداننا، وصار بقاء هذه الحكومات مرهوناَ بالحفاظ على مصالح المستعمرين، وهاهي الأمة اليوم بفضل الله تعالى تتخلص من ربقة بقايا المستعمرين وتثور على أنظمة الحكم العميلة الظالمة، والغاشمة المستبدة في طريقها إن شاء الله لرد الأمور إلى نصابها، والتمكين لدين الله في الأرض ولوكره الكافرون.

* ما تعليقكم على بيان وفتوى جمعية علماء اليمن خلال الأسبوع قبل الماضي، وما دلالة ذلك الاجتماع ؟
-    بالنسبة للاجتماع فقد جاء بدعوة من علي صالح، والأصل في العالم الورع أن يبين حكم الله تعالى إن احتاجت إليه الأمة دون دعوة أو أمر من أحد.
والملاحظ أنه استثني من منتسبي جمعية علماء اليمن المشهود لهم بالجرأة في قول كلمة الحق كدلالة على أنه اجتماع أريد له أن يكون لافتة لإصدار بيان باسمهم قد أعد مسبقاً، وكان هذا البيان مجانباً للصواب حيث تجاهل المواقف الشرعية للثوار التي طالبوا بها، وأفتى بها كثير من علماء المسلمين في الداخل والخارج كهيئة علماء اليمن، والإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والأزهر الشريف، وكثير من علماء بلاد الحرمين، حيث وقد خرج الثوار للمطالبة بنيل حقوقهم المشروعة، فيما هولاء اعتبروا الثورة خارجة عن ولي الأمر الشرعي، وهو في الحقيقة لاولاية له شرعية كونه فاقداً لشروطها، ومعطلاً لواجباته الشرعية وتجاوز ذلك إلى الإضرار بالكليات الخمس وهي الدين والعقل والنفس والعرض والمال.
وكان الصواب أن يدعو أولئك المجتمعون علي صالح إلى التخلي عن منصبه الذي أسند إليه بطريق غير مشروع، ولم يقم بواجباته، وإنني أدعوهم هنا إلى عدم الإزراء بالعلم والعلماء بمواقفهم المجانبة للصواب، والتوبة والرجوع إلى الحق، وعدم التمادي في الباطل لئلا يتحملوا تبعات ما حدث ويحدث من سفك للدماء في الدنيا والآخرة.

* كيف توجهون الموقف الشرعي والسياسي الغربي من مسار الثورات في المنطقة ؟
-    بالنسبة للموقف الشرعي فهو يأتي في سياق التمكين لشرع الله في الأرض، والمتمثل في دفع مفاسد كبرى باحتمال مفاسد أخف مع إدراكنا لبعض جوانب القصور في هذه الثورات، والمتعين عند تزاحم المفاسد دفع المفسدة الكبرى باحتمال الصغرى.
  وفيما يتعلق بالموقف السياسي فإن كثيراً من السياسيين يتذرعون بهذه الثورات لتحقيق مكاسب سياسية خاصة، وتقاسم السلطة على حساب البسطاء من الناس على أساس المحاصصة سواء المناطقية، أوالطائفية، أوالحزبية.
  أما الموقف الغربي فهو الموقف المنطلق من العداء للإسلام والمسلمين، والمرتكز على تحقيق مصالحه، فالغرب يدرك أن هذه الثورات سوف تقضي على عملائه من الحكام ؛ فأراد أن يحافظ على مصالحه بكل سبيل، ففي اليمن لازال يدعم ويساند نظام علي صالح، وذلك لابتزاز الثوار، وتقديم تنازلات كثيرة، وفي ليبيا قام حلف الناتو بتدمير معظم البنية التحتية الليبية، والحفاظ على حياة القذافي وكتائبه فترة أطول لتبرير تدخله وبقائه، واستمراره والمساومة على مصالحه بعد رحيل القذافي.. وهكذا !
إذاً الموقف الغربي موقف العدو الذي لا يريد خيراً للإسلام والمسلمين.
* ما هي دواعي وأسباب اندلاع الثورات، ولماذا خرجت الشعوب للتظاهر ؟
-    يعتقد كل مسلم على وجه الأرض بأن دولة الإسلام هي دولة الحق والعدل والشورى، والخير والرحمة للبشرية كلها، ولكن الحكومات في بلادنا العربية والإسلامية لم تحكم بشريعة الله تعالى فاستبدت بالأمر، وظلمت الناس وقهرتهم، وأضرت بمصالحهم الدنيوية والأخروية فصار الخروج على هذه الحكومات فريضة وضرورة، لأجل ذلك قامت هذه الثورات ضد حكام جاء ظلمهم وإفسادهم نتيجة لعدم تحكيم شريعة الله.

* أين تكمن المشكلة في بلادنا في جانبها التشريعي أم في الجانب التطبيقي؟
-    الدستور اليمني يعد أجمل الدساتير بالجملة لكونه ينص على أن الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات، ولكن يبقى تثبيت هذه المادة وجعلها مادة لاتقبل التبديل، ولا التعديل، وإعادة النظر في بعض المواد لكي تتوأم مؤامة تامة مع أحكام الشريعة الإسلامية السامية.
والمشكلة في اليمن تأتي من جهة عدم التطبيق للقوانين الشرعية، والإخلال بسيادة القانون.
* باعتبارك عضواً في مجلس النواب، ولكم تجربة فيه فهل يمكن اطلاع الرأي العام عليها؟
-    مجلس النواب اليمني مؤسسة مشلولة عقيمة لأنها تدار من خارجها، وعقيمة لأن أعضاءها ليسوا من أهل الاستنباط، وغير مؤهلين لمناقشة القوانين، والبحث عن مضامينها في الشريعة، ولا يتم اختيارهم ابتداءً وفق الكفاءة التي تقتضي أن يكونوا علماء مجتهدين، أو على الأقل ممن لديهم القدرة على الاجتهاد لمعرفة الحكم الشرعي.

* ما تقييمكم لموقف هيئة علماء اليمن فيما يحدث في الواقع اليمني ؟
-    لاشك أن هيئة علماء اليمن تضم مجموعة من كبار وخيرة العلماء المعتبرين، وقد قامت الهيئة في بداية الثورة ببيان الموقف الشرعي مما يدور، وقد شكلت لجنة من بين أعضائها بالاشتراك مع مشايخ القبائل للسعي لدى جميع الأطراف لمعالجة الأوضاع بالطرق الشرعية، وحين أوصدت السلطة الأبواب أمام لجنة الوساطة بين العلماء قاموا بواجبهم الشرعي الذي وصفوا فيه مجريات الوضع في اليمن، وقد نشروا بيانهم ذلك على نطاق واسع، ولا يزالون إلى الآن يتابعون الأوضاع عن كثب، ويتواصلون مع أهل الحل والعقد في البلد، ويقومون بواجبهم في التوجيه والبيان.

* صدرلكم مؤخراً كتاب يظهر من خلال عنوانه إطلاق دعوة تحذير من احتواء الغرب، وسرقته لثورات الشعوب، وتنفيذ مخططاته ما منطلقاتك في ذلك ؟
-    الذي حذرنا من اليهود والنصارى والمشركين هوالله سبحانه وتعالى بقوله " ولن ترضى عنك اليهود، ولا النصارى حتى تتبع ملتهم "، وبقوله تعالى " ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا "، ويقول سبحانه " ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب، ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم".
والواقع يشهد بذلك فهؤلاء هم الذين احتلوا أراضينا، وقتلوا أبناءنا، ونهبوا ثرواتنا، وتدخلوا في شؤوننا الداخلية وجرائمهم في كل بلاد المسلمين غير خافية.
ومن غير المقبول أن يتدخل الغرب في شؤوننا الداخلية، أو يفرض علينا قيمه ومبادئه المادية والإلحادية التي أشقتهم ودمرت إنسانيتهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق