الاثنين، أكتوبر 24، 2011

تفعيل المبادرة

يوميات الثورة/افتتاحية البيان
بعد دعوة مجلس الأمن للرئيس اليمني علي عبد الله صالح، لقبول المبادرة الخليجية وإعلانه قبوله بالقرار، فإن النظام اليمني لم يعد له الآن أي مبرر للتلكؤ في قبول هذه المبادرة، وهو الآن أمام اختبار حقيقي لإثبات مصداقيته أمام العالم، في إحلال السلم المطلوب في اليمن بعيداً عن لغة القمع.
فلم يعد ممكناً بعد هذا القرار، التلاعب بالوقت كما حصل من قبل تجاه المبادرة الخليجية، فتأكيد مجلس الأمن إبقاء قضية اليمن قيد النظر وأنه سيتابع عملية التنفيذ وفق الزمن المحدد، يؤشر إلى جدية واضحة وموقف حاسم لا يقبل التلاعب.
 والمبادرة الخليجية تشكل فرصة مهمة لسلام ضروري، فهذه المبادرة التي تم التلكؤ في قبولها دون أي مبرر، هي اليوم قابلة للتنفيذ من اجل الأمن والسلام والاستقرار في اليمن، والتحدي يكمن في القدرة على تحقيقها واقعاً كبديل للاحتراب، وهو التحدي القوي والأخلاقي من أجل تجاوز مرحلة قاتمة من تاريخ الوطن، وللوصول إلى آفاق حرية حقيقية.
فقد جرب المجربون امتشاق السلاح بكل أصنافه، ولم يقدم حلاً سوى الدم وإهدار مقدرات الوطن، ولم يحسم خيار وطن وتطلعات شعب، وعلى كل الاطراف اليمنية والرئيس علي عبد الله صالح قبل غيره، أن لا يفوتوا هذه الفرصة التاريخية التي لم يجدها أي نظام عربي آخر، لتحقيق السلام والاستقرار. فبالسلام تفتح اليمن آفاق المستقبل، وفيه تنعم بالهدوء والسكينة، وليس سوى السلام انتصار حقيقي للوطن، وما عداه يعني إدخال البلاد في حرب أهلية مدمرة.
اليمن اليوم مطالب أكثر من أي وقت مضى، باستلهام دروس الماضي، لا سيما أن الوضع الهش قابل للتفجير في أي وقت، ولم يعد هناك مجال للمناورة، فكل تلكؤ يقابله سقوط عدد من اليمنيين الأبرياء، وكل مناورة تعني فتح الباب أمام تدويل الأزمة اليمنية والتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبلاد، وحينها لن تكون هناك فرصة للقبول، وإنما الرضوخ للقرارات الدولية التي ستدخل البلاد في متاهة قد تجرها نحو المجهول. إن ما يشهده العالم العربي من أحداث وتطورات، يؤكد أن المماطلة ليست حلا، وأنها لم تنتج سوى المزيد من الدماء والدمار، وعلى الجميع أن يتعظ من هذه التجارب قبل فوات الأوان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق