الأربعاء، أكتوبر 12، 2011

أشُمّ ريحةَ سمٍّ في فطيرتِهم":(قصدية شعرية لطارق كرمان)

يوميات الثورة /شعر طارق كرمان
تجرّدَ اللفظُ عجزاً من معانيهِ.... وتاهَ بالسعدِ قلبي أيّما تِيهِ

شقيقةَ الروحِ؟.. أم يا أمَّ ثورتِنا؟.... كِلا مقاميكِ صعبٌ أن أوفّيهِ

رفعتِ رأسَ اليمانيين في زمَنٍ.... مذ ثلثِ قرنٍ بقى الطاغوتُ يدنيهِ

وعادَ وجهُ يمانٍ في الورى نظِراً.... من بعدِ أنْ شوّهوهُ كلَّ تشويهِ

بوركتِ يا بنتَ كرمانٍ على شرَفٍ.... هوَ استحقَّكِ لو لم تستحقّيه

هذا أخوكِ وإنْ لم يمتدحكِ، فكم.... من مادحٍ لك لم يملك تآخيهِ

وما يزيدكِ منه المدحُ منزلةً.... وقد حكَوا فيك شعراً ليس أحصيهِ

لكنْ حذاريكَ أن يطريكِ نفخُهُمُ.... فالمرءُ أكثرُ ما يُطريهِ يطغيهِ

وكمْ مكارمِ نفسٍ بعدَما اشتُهرَتْ.... زالَتْ لكثرةِ تمجيدٍ وتنزيهِ

أختاهُ أصغي إلى نصحي فإنَ به.... ما ليسَ يقدرُ غيري أن يؤدّيهِ

الأمرُ أكبَرُ من ألقابِ جائزةٍ.... ففكّري فيه من شتّى نواحيهِ

وكيفَ تُكرمُ يا أختاهُ ثورتَنا.... على النظامِ حكوماتٌ تواليهِ

أشمّ ريحةَ سُمٍّ في فطيرَتِهم.... فحاولي أنتِ أيضاً أنْ تشمّيهِ

أخشى عليكِ ومنكِ الفخَّ ثانيةً.... إذا وقعتِ وقعنا كلّنا فيهِ

لا يشغلوكِ وإيّانا بجائزةٍ.... تنهي طريقَ نضالٍ لم تتمّيهِ

ولا يقولوا لقد زالَ النظامُ وما.... يزالٌ يلقي علينا كلَّ مكروه

وإنْ أتيْتِ ببشرى الانتصار، فما.... بشائرُ النصرِ تغني عن مساعيهِ

ولا نقُلْ سقطَ الطاغوتُ سخريةً.... حتى تُكبَلَ عنْ حقٍّ أياديهِ

ولا يكُ الزحفُ نحو القصرِ أغنيةً.... فالمجدُ في السعي لا في أن نغنّيه

وشعبُنا سوفَ لا يلقى بجائزةِ الـ.... ـسلامٍ أيّ سلامٍ من مآسيهِ

فهاهو الجوع لم يلبَثْ يصبّحُهُ.... وها هو الخوفْ لم يبرَحْ يمسّيه

يا بنتَ كرمانَ إنّ الشعبَ في غرَقٍ.... ولا سفينةَ حتى الآنَ تنجيهِ

وللكرامةِ لا التكريمِ ثارَ، فلا.... يغررْكِ عنها احتفاءٌ أو تغرّيهِ

ولم يكنْ قبلُ نقصانٌ بثورتنا.... سوى زعيمِ شبابٍ غيرِ مشبوهِ

واليومِ أوتيتِ صيتاً تلكَ رُتبَتُهُ....فلتقبليهِ وللحسمِ استغلّيهِ

وصرتِ أوّلَ مسؤولٍ بثورتِنا.... عنْ أمرها فاحذري أن تستخفّيهِ

فذاكَ عبءٌ، وإنّ المادحيكِ به.... هُمُ الهُجاةُ غداً إنْ لم تؤدّيهِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق