الثلاثاء، أكتوبر 11، 2011

مجلس الأمن يعزز المبادرة الخليجية في اليمن


يوميات الثورة -صنعاء
رغم محاولات الجوار الإقليمي لنزعِ فتيل الأزمة في اليمن، عبر طرح المبادرة الخليجية، والتوسُّط الدائم والمتعدد المستويات بين الفرقاء، إلا أن هذه الجهود لم تصل بعد الى نقطة انفراج، وذلك في ظلِّ تمسك مختلف الأطراف بـ "تكتيك استخدام الشارع"، كأداةٍ لمواجهةِ الخصم، وهو الأمر الذي جعل العملية السياسية تضمحلُ أمام انجراف بعض القوى وراء السلاح لحسم المعركة.
تدويل الأزمة..
ورغمَ أن "المبادرة الخليجية" هي الخيار الأكثر أمناً لاستقرار اليمن، والأقل تكلفةً، إلا أن المعارضة اليمنية، بعدَ انسداد الآفاق، باتت أمام منعطف له بالقطع تداعياته، وقد يتطور على نحو يمكن ان يهدد "سلمية الثورة"، وينقلها من مربع "الفاعل المحلي"، إلى "المشارك" مع أطراف دولية، فيما لو تم "تدويل الأزمة"، التي أصبحت على موعدٍ مع "مجلس الأمن"الذى يشهد مشاورات بين اعضائه تمهيدا لاصدار قرار منه، وهو قرار من المرجح ان يسير في تجاه تعزيز المبادرة الخليجية الخاصة بنقل السلطة في اليمن سلميا ومنحها فرصا اخرى للتطبيق على الارض خلال الفترة القادمة . هذا وأفادت تقارير إخبارية بأن المعارضة اليمنية تعتزم تنظيم احتجاجات تطالب الأمم المتحدة بالمساعدة في إجبار الرئيس علي عبد الله صالح على التنحي، وذكرت قناة "بي بي سي" العربية أنه من المتوقع أن يخرج الآلاف للشوارع للمشاركة في هذه الاحتجاجات. وجاءت هذه الخطوة بعد يوم من تأكيد تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض أنه يفضل أن تلعب الأمم المتحدة دورا في إنهاء العنف المستمر منذ شهور في اليمن.
القبول بالانتخابات المبكرة بشروط
محمد قحطان، رئيس الدائرة السياسية في حزب التجمع اليمني للإصلاح والناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك، أكد أن المعارضة اليمنية مستعدة للذهاب إلى الانتخابات المبكرة في أي وقت، شريطة ما سماه "تحرير المؤسستين العسكرية والأمنية ومؤسسات المال" من هيمنة نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وقال قحطان أمس إن الحسم الثوري السلمي هو الخيار المرجح في اليمن لأن النظام لن يتخلى عن السلطة طائعا مختارا حسب تعبيره. وقال قحطان إن المسار السياسي كان من أسباب تأخر الحسم في اليمن، لأن المعارضة حريصة على أن لا تنجر إلى العنف في عملية انتقال السلطة.
وأضاف قحطان أن ثورات الربيع العربي عملت على تغيير العلاقة التقليدية بين الإسلاميين والغرب نحو الإيجاب، وأكد أن الغرب هو الذي كان له الدور الأكبر في حماية الشعوب العربية من بطش أبناء جلدتها، بحسب قوله، وأكد قحطان أن العشرين سنة المقبلة سيكون لها دور حاسم في تحديد شكل العلاقة بين الشرق المسلم والغرب المسيحي بالإيجاب أو السلب. واشنطن تدعم المبادرة الخليجية إلى ذلك؛ أعرب السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فيرستاين عن تفاؤله بشأن التوصل الى اتفاق بخصوص آلية تنفيذ المبادرة الخليجية ونقل السلطة في اليمن بشكل سلمي خلال الأيام المقبلة. وقال السفير فيرستاين في حديث لأسبوعية" المصدر"اليمنية المستقلة نشر يوم أمس الثلاثاء إن بلاده "تواصل مساعيها لحل بعض القضايا العالقة"، لكنه شدد على "ضرورة اتخاذ خطوات واضحة وغير قابلة للتعديل لتنفيذ المبادرة الخليجية".
وأضاف "نتطلع لأن يقوم الرئيس علي عبد الله صالح بالوفاء بالالتزامات التي قطعها لنا وللشعب اليمني والمجتمع الدولي بتنفيذ المبادرة الخليجية". وأشعل إعلان صالح السبت الفائت عزمه التخلي عن السلطة خلال أيام، جدلاً واسعاً لدى معارضيه وشبان الثورة الذين وصفوا الرئيس بأنه يلجأ الى المناورة .
وقال المسؤول الأمريكي إن الطرفين الحزب الحاكم والمعارضة متفقان عل معظم القضايا ما عدا بعض الجزئيات البسيطة جدا، والتي قال انه سيتم تجاوزها خلال الأيام القليلة المقبلة. وعن مشروع قرار مجلس الأمن حول اليمن المتوقع صدورة اذا تم التوافق بشأنه خلال المشاورات التى استمرت أمس قال السفير انه يتوقع أن "القرار في حالة صدوره سيدعم المبادرة الخليجية ويوضح أن هذه المبادرة المدعومة من العالم تعتبر هي الحل المثالي للوصول إلى حل سلمي". وعما إذا كانت الولايات المتحدة ستلجأ مع نظيراتها من الدول الأوروبية إلى اتخاذ قرارات عقابية انفرادية ضد النظام اليمني في حالة فشل التوصل إلى قرار بمجلس الأمن، قال فيرستاين " لا يمكن الإجابة على هذا الأمر في الوقت الحالي ". وأعرب عن أمله في أن تنجح المفاوضات الداخلية في اليمن للتوصل إلى آلية التنفيذ، أو أن ينجح المجتمع الدولي عبر مجلس الأمن في التوصل إلى الحل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق