الاثنين، أكتوبر 03، 2011

"القرضاوى" ردا على علماء اليمن: لا يجوز إطاعة الحاكم الظالم

يوميات الثورة /متابعات
استنكر الشيخ يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، الفتوى التى أصدرتها "جمعية علماء اليمن"، التابعة للرئيس اليمنى على عبد الله صالح، والذين حرموا فيها الخروج على الحاكم، ودعوتهم بالإجماع إلى عدم جواز الخروج على الحكام بإطلاق، قائلا: أعجب أن يكون فى العالم الإسلامى جمعية تحمل مثل هذه العقول فى القرن الخامس عشر الهجرى".
 وأضاف القرضاوى فى بيان له أمس: "إننا نأسف أن تتكرر أمثال هذه البيانات والفتاوى ممن ينتسبون إلى العلم الشرعى من أجل مصلحة حاكم وعائلته، ومعارضة الشعب اليمنى المجاهد الذى رفض الظلم، وقاوم الطغيان والفساد بكل وسيلة ممكنة"، موضحا إن هذه الفتوى وأمثالها تطالب الشعب بالاستسلام لإرادة الحاكم الظالم، ووجوب الطاعة المطلقة له، وتصور الإسلام دينا عاجزا عن مقاومة الظلم والطغيان، ناسين النصوص الكثيرة التى تربى الأمة على غير هذا النهج، مثل قوله تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} [هود:113]".

وأوضح الشيخ القرضاوى أن الاستدلال بالآية الكريمة {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الْأَمْرِ مِنْكُمْ} "فى غير محله، فطاعة ولى الأمر تجب إذا ما تحقق بطاعة الله ورسوله، وقام بتنفيذ شرعه، وما تم الاتفاق عليه بينه وبين شعبه، والشعب الآن بمئات الآلاف والملايين يطالبه بالرحيل، وهو لا يستجيب لهم"، مشيرا إلى أن "الطاعة لأولى الأمر لا تكون إلا إذا كان من المؤمنين الملتزمين بعقد الإيمان وموجباته: (وَأُولِى الْأَمْرِ مِنْكُمْ)، وأن الطاعة لأُولِى الأمر المذكورة فى الآية قد قيدتها النصوص الأخرى بالطاعة فى المعروف، بل قال الله تعالى فى بيعة النساء لرسوله صلى الله عليه وسلم: {ولا يعصينك فى معروف} [الممتحنة:12]".

وأكد القرضاوى، أن الحاكم المطلوب طاعته هو الذى يحبه الناس ويطلبونه، كما فى حديث مسلم: "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم" رواه مسلم فى كتاب الإمارة عن عوف بن مالك الأشجعى، وهذا الحاكم هو الذى يستجيب لهم فيما يطلبون منه، ويقيم لهم شرائع الله وييسر عليهم أمرهم.
وأهاب الشيخ القرضاوى بأن علماء السلطة فى اليمن قد أغفلوا فى مؤتمرهم العلمى الذى عقدوه لمدة ثلاثة أيام تحت شعار: (نحو رؤية شرعية واضحة) الكثير من الحقائق والمسلّمات، ونسوا أن الحاكم الحالى الذى يدافعون عنه ويدعون إلى طاعته، هو حاكم جمهورى استبد بالسلطة منذ ثلاث وثلاثين سنة، وجاء إلى الحكم بانقلاب عسكرى، ومنذ زمن يجب أن ينتهى حكمه، بعد خمس سنوات، أو عشر سنوات، ويتم تداول السلطة بالوسائل السلمية المتعارف عليها فى الأنظمة الجمهورية، مضيفا: "نسى هؤلاء العلماء أن الدستور الذى وضعوه، والقوانين التى صدرت عنه تبيح لهم الخروج فى مظاهرات سلمية، لا يجوز للحاكم ولا لغيره أن يعتدى عليها، ولكن الحاكم عارض الدستور والقانون، وعارض الشرع، واستحل الدماء. ونسى هؤلاء العلماء أو تناسوا أن الشعب اليمنى منذ أكثر من سبعة أشهر ينادى ليلا ونهارا، سرا وجهارا، بإسقاط النظام الحاكم، وتحقيق مطالبهم المشروعة".
وقال القرضاوى: "كان على هؤلاء العلماء أن ينصحوا الحاكم بالاستجابة إلى مطالب شعبه فى اختيار حاكمهم بإرادتهم ليقوم بمسئوليته، ويحقق العدالة بينهم، ويرد لهم حقوقهم، لا أن يفرض نفسه عليهم، وأن يماطل فى الاستجابة لمطالبهم، ويراوغ للاستمرار فى حكمهم، وإذلالهم، وقتلهم بالحديد والنار".
وأضاف القرضاوى: "كنا نريد أن يعلم هؤلاء العلماء أن الحاكم الذى يحرم الخروج عليه هو الذى يحكم بما أنزل الله، والموافق شعبه فيما اتفق عليه معهم، وأن الخروج المحظور هو الخروج بالسلاح لقتاله، وهؤلاء خرجوا بلا سيف ولا عصا ولا حجر، وهم أبدا يُقتَلون بغير حق من الحاكم وزمرته".
وأشار إلى أنه يجب على هؤلاء العلماء أن يوجهوا نصائحهم بصون الدماء وحفظ الممتلكات وعدم ترويع الآمنين لذلك الحاكم المستبد بسلطته وزمرته المنتفعين باستمرار حكمه، لا أن يجرؤوا قوات الأمن على قتل المتظاهرين السلميين لهذا الحاكم المستبد، بدعوى أن ما يقومون به من تأييد لهذا الحاكم ضد شعبه هو جهاد فى سبيل الله، ويعطون بذلك الشرعية فى قتل المتظاهرين الأبرياء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق